حياء

18 1 1
                                    

تلعثمت اليوم عند رؤيتك.
ورفعت يديّ عن قلبي ليعبث كما شاء.
عضضت شفتاي بعد رحيلك و أقسمت ألا اتحدث إليكَ ثانيةً . وكدت اضرب رأسي على كل جدار خجلاً من كل الغباء الذي تفوهت به امامك.
قرأت في احدى المقالات -التي يبدو ان كاتبها كتبها ليُشعر نفسه وأمثالي أن تلعثمهم وانسحاب قوتهم مبرر ومعقول- ان ذكاء الانسان يتضائل امام من يحبه ، لكنني اختلف معه مرتين . الأولى ؛ ان ذكائي لم يتضائل بل فقد، والثانية؛ أنني لا أحبك ، يتسلل صوت الكاتب بداخلي ساخرا ومدافعًا عن رأيه :بل تحبينه ، واجيب منفعله : انت مجنون ، فتسألني صديقتي بجانبي :من المجنون ؟
يعود إدراكي للواقع فاجيبها لا أحد بابتسامه على مضض . وبينما انا عائده الى تقطيب حاجبيَّ معبرةً عن استغراقي في التفكير وضيقي مما افكر به أراك تعبر امامي،تبتسم ،تتحدث فينفرد قلبي واخفي وجهي في محاولة بائسة للحفاظ على ملامحي مستقرة. ولتجنب السؤال المحرج لمَ تبتسمين فجأةً كالمجانين ؟! اردتُ عزلةً مؤقتة كي أعرف جيدًا حجم الخلل الذي أصبت به منذ عرفتك للمرة الأولى، هل كان خللًا؟ أم أن الخلل الحقيقي كان فيَّ أنا وفهمي للأمور؟
تزايد سيل الأسئلة في رأسي ولا أجد إجابة واحدة حيث كان وجهك يحمل لقلبي أجوبة لا يستطيع عقلي فهمها فأعيش صراعًا لا ينتهي، كلما رأيتك شعرت انني كذلك الطير الذي اضاع طريقه وبقي وحيدا يسافر لشهور طويله ، لم يستطع فيها النوم ولا الشعور،مستمراً في البحث عن شيء يشبهه، لكنني على عكس الطير الذي سقط ميتا ، سقطت فرحا ، تعثرت بك وبما يشبهني داخلك، بينما لم يتعثر الطير باحد، وحينما كنت على وشك السقوط تعباً، جئت فردمت جميع عثرات طريقي ، لكنك اغفلت انني لا استطيع السير في هكذا طريق ، فقدماي اعتادت على القيود ، ولم اتعلم السير دونها،
اركز عيناي عليك مرة اخرى ، انت مشرق جداً ، تؤكد لي الوان ملابسك هذا، تختار الوانك ببهجه تامه وكأنك لوحة من اجمل مناظر الطبيعة ، اما انا ، فكما ترى، افضل الهدوء والعتمة والسكون وان اعيش حياة خالية من اضطراب القلب وسيطرة المشاعر

فلسفة
احب اشراقك صدقني ولكنه يزعج عيناي،
احب هذا الضوء واريده لكني اخاف المكوث فيه طويلًا ..كفراشة تحب الضوء ، تدور حوله ترافقه تهرب نحوه لكنها لا تقترب منه كي لا تحترق..حسنًا هو ذا السر الصغير قفز اليك مباشرة..” انا اخاف” ولا تسألني كيف ومّمَ فالأمر صعب ومعقّد..أنتَ تكملةٌ رائعة لحكايةٍ ربما لستُ أنا فيها..،

بين ثنايا الكلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن