من؟

26 3 5
                                    

كم مرّة يجب على الإنسان ان يموت لكي يموتَ للأبد؟
لقد تعبت!
وأشعر بأنها كافيه كي أنطقها كنداء أخيّر أو أكتبها في الرسائل وأنقشها على صدري.
تعبت وهذا يكفي للرايةِ البيضاء الاخيرة
لا الأنتصار ولا السلام
فقط تعبت هكذا كما هيَ.
لقد تعبت!
من العيش بلا أمل، بلا رجاء، ولو تعلم كم هو مؤلم أنّ يعيش المرء أياماً كاملة خالية من خيط أملٍ وحيد، او نقطة رجاء أخيرة.
تعبت من الإختناق صامتاً، والموت مراتٍ عديدة، لا تُحصى ولا تعد
تعبتُ..
فمن سيتكفل بإزالة آثار الموت عن شحوب وجهي؟
من سينفض عن قلبي كل هذا التعب؟
من سيزيل هذا الشقاء من زوايا قلبي؟
من سيخلصني من هذه الدائرة اللّعينة التي تدور للأبد؟
لا تكادُ تنتهي الأسئلة
إنها كثيرة، كثيرة جداً، كعدد المرات التي تمنيت بها لو أنني شيئاً آخراً أقوى
لأحميني كـ طفلتي الوحيدة، شيئاً أكبر، ألمع من كل هذا التعب، لأخلصني من رائحة الموت، ومن دائرة الألم التي تدور، تدور ولا تكاد تقف، من الشقاء، وكل الأسئلة.
تعبت من حنيني، ومن قلبي
وكل الدمعات التي ذرفتها بلا جدوى
من كل النظرات التي لم أستطع ايقافها قبل أن تخرق جلدي
تعبت كثيراً..
من أنّ تنبذني كل الأمكنة،
من الخوف والقلق
تعبت أكثر من نفسي، و من خوفي الذي بات يؤرقنّي.

بين ثنايا الكلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن