ماذنبُ هذا العالمُ بمعاناتي؟
ماذنبُ العصافيرِ المعششةِ في رأسي لتفرَّ هلعًا صوبَ رؤوسٍ آمنة؟
ماذنبُ الأصدقاء والقرَّاء والجدران والورق الكثيف؟
عليكِ سماعي الآن، ونسيان كل ما مضى من فقدٍ وفراقٍ وجحودٍ وعهود.
عليكِ غفران اندفاعي في إطلاقِ الشكوى وأضغاثِ الأوهام.
اغفري اختلالي في سردِ الأحداث،
رعشةُ صوتي إثرَ تراكمِ المفردات ..
لعثمةُ لساني، طقطقةُ أسناني، اهتزازُ رأسي المشحون بالأصواتِ والإنفعالات.
وحدكِ من ترجم كل أشعاري التي كتبتها في نوباتِ صمتٍ وسَخَطٍ وانعزال.
وحدكِ من درسني وحلل سلوكي، وتتبع خطواتي ذهابًا وإياب.
عليكِ سماعي ونسيان شياطين المسافةِ التي تفصل عيوني عن عاصمتي.
عليكِ الإنصاتُ جيدًا كأني لم أكتب سطرًا واحدًا قط.
كأني لم أنطِقُ من قبل، ولم أخاطِب يومًا صوتَ شبحِ الموت، ولم أُطِلُّ ساعةً على بلادِ الخوف.. كأني على راحتيْكِ الآنَ خُلِقْت.
أنت تقرأ
بين ثنايا الكلمات
Non-Fictionبمُفردي ومفرداتي واجهتُ كل هذا الخراب كنتُ شجرة وكان العالمُ فأساً.