رمادي

28 5 2
                                    

ماذا يَعني
أَن أكونَ غريباً
حتى مع أَنا في موجِ اللاشعورِ عندما أقوم بنبشِ ذاكرتي !
ماذا يَعني أَن أكونَ
مجرداً من كلِّ شيءٍ يشيرُ الى وجودي العَدمي
وهُنا خيبةُ القَصيدة
أبتْ أن تَفرَّ بعيداً
ولا تودُ رؤيةَ وجهَها
في مرآةِ النار
لئلا تكون حطباً لإحتِراقي
ماذا يَعني
أَن أكونَ خائفاً من أَن أَغرقَ
وأقاومَ وأقعَ ، واتوسوسَ في أرضِ المعركة دونَما كفَّين
تلك المعركةُ التي
سَتطردني
من الأمصارِ المُغلقة
والحكمةُ لا تَسع الشعراء
الهاربينَ من أنفسِهم !
ماذ يعني أن أدخل إلى البيتِ وينام حُزني في الخارِج ؟
ماذا يَعني
أن أقتلَ الصباحَ وأبحثَ عن زقزقة العصافير
أن أكسر الإنارة وأبحث
عن ضوءٍ يدلني
أَن أذبحَ صوتَ القَصيدةِ
وأَفتش
عن نفسي في حنجرةِ الأمَّهاتِ الجَنوبيات
أَن أكونَ عارياً بلا وطنٍ
مركوناً
في مرفأ النَعاوي المُهملة
ماذا يعني
أَن ينكأَ الجرحُ بالجرحِ
سأتقيأ مني وأرحلُ مع لغة الضَمير
مثلَ عربةٍ مُكسَّرة
تنظرُ لربِّها نظرةَ عتابٍ وَخيبة
بعد أَن تفرَّ فرارَ الخائفين
من هشاشة الفقر
بعد أَن تُغلَقَ نافذةَ قلبي على فَمي
لكي أصرخَ
حُزني أبيضٌ وقَلبك أَسود
ماذا يعني أن
أكون واقفاً في منتصفِ قلبِ الرَصيف
وأرجُّ بأرجاءِ كُلّي.

بين ثنايا الكلمات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن