#الفصل_الثاني
#هُزِمَ_الشيطانهو الهدوء وسط العتمة
و هي الضجيج وسط ضياءٍإرتمت سديم فوق الفراش تُخفي وجهها بين يديها، ماذا فعلت؟ و كيف تحولت إلى تلك الأُنثى الشاردة؟ لِمَ عليها أن تُبعده بـ إستمرار و هي تُريده دائمًا؟ و كيف تخرج من دائرة مُغلقةٍ أحكمت الخناق حولها؟
كادت أن تبكي و لكنها عضت شِفاها السُفلى تمنع تلك العبرات من التدفق، و أخذت تُفكر فيما يجب فعله، إن إستمرا هكذا، تستطيع أن ترى النهاية بـ وضوحٍ تام و هذا يُرعبها
-أن يتُركها أرسلان-
عند ذلك التفكير شعرت بـ أن الدماء تهرب منها و جسدها ينبض بـ الألم، لن تستطيع تحمُل ذلك، لن تستطيع مُجاراة تركه بعدما إحتل حياتها بـ الكامل فـ أصبح هو الرُكن الأساسي بها
إنتفضت سديم واقفة ثم إرتدت مئزرها الحريري و إلتقطت الهاتف، عليها الحديث معه و إنهاء هذا الصراع المُحتدم
قامت بـ الإتصال به و هي تهبط الدرج و للمُفاجأة سمعت صوت هاتفه، فـ تعجبت و تتبعت الصوت ظنًا أنه نسيَّ هاتفه، إلا أنها لدهشتها وجدته جالس في رُكنٍ مُظلم دون سُترته و قميصه المفتوح على مصرعيه
وجدته ينظر إلى الهاتف المُضيء ثم رفع بصره إليها و ليجدها تقف على الدرج مُحدقة به، فتح الهاتف و وضعه على أُذنهِ و سأل بـ جمودٍ ساخر
-خير يا دكتورة! نسيتِ حاجة و لا عندك شغف تكملي نكدك!...
إستعمت إلى نبرتهِ في الهاتف بـ الحقيقة و وقعهما أشد قسوةً على قلبها أكثر مما يبدو عليه، و لكنها جارته و هبطت الدرج تُحدثه من الهاتف قائلة بـ همسٍ
-لأ، محتاجة أتكلم معاك
-رد بـ صوتٍ هادئ:بؤي بيوجعني، أجلي…قبضت على الهاتف و صرت على أسنانِها و لكنها يجب أن تهدأ لا يجب أن تفقد رباطة جأشها، فـ أكملت هبوطها و أكملت حديثها
-بس أنا لأ، عايزة أتكلم يا أرسلان و وضح حاجات ليك…
ساد الصمت عدا من تنفسهما حتى ظنت أنه نام، إلا أنها وجدته يُغلق الهاتف بـ وجهها ذلك الوقح، و قبل أن تصرخ مُحتدة، وجدته يُضيء المصباح جواره و ينظر إليها كأنه ينتظرها
منظره المُهيب و ملامحه المُظلمة المُخيفة لم تجعلها ترتجف فقط، بل أرسلت رجفة جعلتها على وشك السقوط، فـ أمسكت بـ سور الدرج و تمسكت به تستمد منه القوة التي لا وجود لها
جفلت على نبرتهِ التي صدحت بـ قساوةٍ دون أن يرأف بها
-لو هتفضلي زي الكتكوت المبلول فـ أنصحك تطلعِ تنامي، تشحني شجاعتك…
إبتلعت حديثه و تنفست بـ عُمقٍ قبل أن تترك السور و تُحيط نفسها بـ المئزر بـ قسوةٍ و تقدمت منه فـ هتف ساخرًا