البارت 13

162 5 0
                                    

#الفصل_الثالث_عشر
#هُزِمَ_الشيطان

عليهم الرحيل فـ بقاءهم يعني الغرق سويًا…

-يا آنسة قوت وجودك هنا فـ الوقت دا مينفعش، خصوصًا بعد رفضه كُنتِ سبتيني أتصرف…

قوبل حديث أيوب بـ التجاهل التام، قوت لم و لن تستمع سوى لحديث أبيها و هي لم تُخبره رفض أرسلان، إما النجاة أو الهلاك لشخصٍ مثل عابد و إن كانت تعني نهايتها، لذلك لم تهتم لرفضه الفظ و الغليظ  رغم غضبها و إستياءها إلا أنها لم تتراجع

بينما أيوب يسير خلفها بـ نفاذِ صبرٍ ثم تنهد و أسرع مُمسكًا يدها مُوقفًا إياها عنوة ثم قال بـ نبرةٍ لا تخلو من الجدية و الإهتمام

-قولتلك و وعدتك إني هتصرف و هقنعه، ليه بقى العند و التصرف بـ طريقة غلط و هتكون النتيجة صفر لينا!...

حاولت قوت جذب يدها و هي تنظر إليه بـ أعين تتقد غضبًا و حنق، ثم هتفت بـ نبرةٍ ساحقة تنُم عن تصميم و إصرار لن يسحقه أحد

-كُل ما تصرفنا بُسرعة، كُل ما خرجنا من رحمة عابد، كفاية اللي شوفته…

هي مُحقة خاصةً بعدما أخبره الشيخ راغب بـ آخر تطورات الموقف و الأحداث، و إقتراب عابد من غُفران و ربُما استخدامها كـ بطاقةِ مُساومة عليها، فـ ما كان منه سوى مُحاولة التدخل و السُرعة في إيجاد حلٍ و لكن قوت قد سبقته

أخرج تنهيدة مُطولة و أطبق على يدها أكثر ثم قال بـ نبرةٍ شديدة الحذر و بها نغمة إطمئنان

-آنسة قوت أنا مُدرك تمامًا لموقفك، بس اللي مش قادر أفهمه ليه أرسلان الهاشمي بالذات!
-مش فاهمة!...

حتى و إن بدى على صوتها التعجب الحقيقي إلا أن الإرتجاف الذي تابع نبرتها و إهتزاز عينيها أنبأه أن الأمر لا يقتصر على الحماية القوية التي ستحصل عليها القبيلة، بل شيءٍ لا يدركه أيوب أبدًا، على الأقل حتى تُخبره قوت

بدى مُصرًا ليعرف و لكن عليها الكذب كما أخبرها والدها، و ذلك السر الذي سيكون طيّ الكتمان لن يكتشفه أحدًا فـ همست تحت نظرات أيوب المُدققة و المُترقبة لإجابتها

-أبوي قالي إنه ليه خدمة منه، و لازم يردها
-مال أيوب بـ رأسهِ و هتف بـ بديهية:و أنا كمان خير الشيخ عليا و الطلب مش صعب…

فغرت فمها و حدقت به بـ غرابةٍ و كأنها لم تفطن لذلك التفكير سابقًا، ليستطرد أيوب حديثه بـ نبرةٍ ذات مغزى

-دا جواز يعني كان من الأسهل إنه يطلبه مني، إلا لو أنتوا عايزين الشخص دا بـ عينه…

دفعت قوت يده و تحركت إلى مرآب السيارت فـ أوقفها أيوب و قد تفاقم غضبه

-أنا عايز رد، و رد مُقنع…

أبعد ناظريها عنه و إتخذت من الصمتِ حليف، فـ ضرب فخذه بـ يدهِ الحُرة مُعبرًا عن إستياءه ثم إستطردت بـ يأسٍ

هزم الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن