#الفصل_الخامس_عشر
(الجزء الثاني)
#هُزِمَ_الشيطانالإرتباك و الخوف من مجهول كان يعلم جيدًا أنه آتيهْ قريبًا كان يجعل نبضاته تتسارع لأجلها، ترك ما يجب عليه فعله و لاحق ما يهمه، لم يكن ليعتقد أن ذلك الخوف اللعين سيتمكن منه بعد سنوات طويلة قضاها لا يهاب ما قد يخسره
ركض أرسلان و بحث بـ عينهِ لاهثًا عليها حتى وجدها تسير مُتخاذلة بـ ثيابٍ يعلم أنها إرتدتها على عجلٍ أو ربُما هي ثياب منزل لا ترقى للخروج من المنزلِ و لاحقها شاعرًا في كُل هرولة إليها أن روحه تُغادر و أن القادم يجب أن يظل مجهول فـ النهاية باتت واضحةً أمامه، لكنه لن يسمح أن يخسر معركة كانت بـ ساحةِ قتالهِ مُنذ البداية
أمسك ذراعيها و هدر بـ اسمها مُديرًا إياها لتلتقي نظراته بـ خاصتها و ليته لم يفعل
-سديم!!...
عيناها ليست بـ غاضبة أو ساخطة، بل حزينة و الأقسى أنها مخذولة، تلك كانت صاعقة ضربت جسده فـ أشعلت النيران دون وجود منفذ لإطفاءها، هُنا و عَلِمَ أن النهاية محسومة، رغم أنه بذل الكثير من الجُهدِ ليتجنبها
نظرت إليه سديم بـ جسد مُتشنج ينفر من لمسته التي لطالما تاقت لها و عيناها تبكيان بـ حسرةٍ دون أن تجد لها رادع، و السبب في ذلك لم يكن سوى مَنْ كان سبب شقاءها
آثرت الصمت و العتاب بـ نظراتها التي كانت كـ السهام القاتلة على الحديث بـ شيءٍ لن يجلب سوى الخراب لمأوى كان مُتهالك و هي فقط من أرادت تحصينه، لذلك أراد أرسلان الحديث و هو يقبض على ذراعيها بـ قوةٍ آلمتها حقًا و كأنه يُثبت زراعته لها في أرضهِ حتى و إن كانت قاحلة و قلة مياهها تعني هلاكها
-كُل دا مش حقيقي، اللي فـ دماغك مش صح…
إن كانت في وضعها الصحي الطبيعي لكانت صدقته و إرتمت بـ أحضانهِ كما تفعل هامسة بـ "أنا أثق بك" و لكن الثقة الواهية تُبنى على أرضٍ من الرمال لا تصُلح لوضع أساس، فـ كُلما بدأت بـ وضع أول حجر وجدت الرمال تبتلعه رافضة وجوده
ضحكت سديم بـ مرارة ملأتها السُخرية و أبعدت يده بـ نفورٍ عنها
-و من إمتى أرسلان الهاشمي بيبرر موقفه! متعودتش عليك كدا
-تبلدت تعابير وجهه و هو يقول:عشان تفهمي
-هدرت بـ صوتٍ جلب الأنظار لهما:مش عايزة أفهم، أنا خلاص تعبت و مع كل محاولة معاك كُنت بخسر، و بخسر معاها حتة من نفسي…تراجعت خطوة إلى الخلف على إثر إقترب أرسلان إثنتين دون أن يُمسكها و هدر هو الآخر بـ صوتٍ ملأته القسوة كـ عادتهِ لن يرضخ
-و بعدين! إيه اللي جبرك السنين دي كُلها! ممشتيش ليه لما قولتلك إمشي!...
لم تُصدق قساوته و جبروته حتى و في ذلك المشهد السريالي القديم، فما كان منها سوى الضحك بـ يأسٍ، ثم هتفت و قلبها يتفتت إلى قطع و شظايا تنهش في صدرها بـ صوتٍ لن تُخرجه سوى جثةً هامدةً