البارت 12

183 3 0
                                    

#الفصل_الثاني_عشر
#هُزِمَ_الشيطان

الحُب ليس الربيع فقط
بل هو خريف تتساقط فيه الخيبات كما تتساقط أوراق الشجر بلا حول أو قوة
و أيضًا الصيف، فيه يُدفئِ القلب بـ عذوبةٍ  كـ شمسٍ صافية تُذيب جليد القلوب
و الأكيد أنه شتاءًا عاصف كـ رياحٍ هوجاء تُسقِطك في بردٍ لا نهايةِ له كـ يأس الرياح الهوجاء تكسر الوعود و تنتهك المواثيق
فـ ليسَ الحُب زهور تتفتح بل يتعاقب عليك الفصول الأربعة في شعور واحد فقط ألا و هو العشق

فتحت سديم عينيها و هي تشعر بـ ثقلٍ كبير على خصرها و أنفاس هادئة تُداعب مُؤخرة عُنقها، و الأكثر عناق القوي قادر على إذابة كُل الغضب و خمول الصباح

لتبتسم و هي تستدير إلى ذلك المُعانق فـ تجده مُستيقظًا ينظر إليها بلا تعبير مُحدد، لم تستطع من خلالهِ تحديد ما يُفكر به أو ما يشعر به، و ليست مرتها الأولى التي تفشل بها و لكنها لن تيأس أبدًا

لترفع سديم يدها السليمة و تُملس على ذقنهِ المُشذبة فـ أغمض أرسلان عينيه فقط دون أن يكون هُناك رد فعل آخر و قالت هامسة بـ إبتسامةٍ جميلة و مُشرقة كـ يومٍ لا يُبشر بـ الإشراق على الإطلاق

-صباح الخير
-و إجابة جافة:ماشي…

إختفت إبتسامة سديم و إنتفضت في شبه جلسة بما يسمح لها ذلك القيد من الحركة فـ قيودهِ كانت مُحكمة حولها و كأنها تخشى فرارها من بين يديهِ، ثم هدرت و كُل تلك الرومانسية تبخرت و ذهبت أدراج الرياح

-هو إيه اللي طيب!
-سخر بـ برود:أنا قُلت ماشي
-لكزته و قالت بـ غيظٍ:ما تبطل برودك دا، لا بجد التلج بدأ يغطي جلدك…

إرتفعت شفتيه في شبه إبتسامةٍ ساحرةٍ جعلت قلبها الخائن ينبض و هي تنهره بـ عُنفٍ و لكن لا حياة لمن تنادي، لقد غرق بـ تلك الإبتسامة و إنتهى الأمر و على المُتضرر اللجوء إلى القانون

حاولت ذم شفتيها و إظهار غضبها و لكنه خبيث يعلم أن تلك الإبتسامة جعلت منها فتاةٍ مُراهقة تُشبه حلوى المارشيملو الذائبة بـ نيرانٍ كان هو مُفتعلها، ليدنو منها ثم همس بـ نبرةٍ شرسة على الرغم من هدوء نبرتها و لكنها جاءت مُحملة بـ مشاعر غريبة جعلت من قلبها يقفز من فمها

-ما هو الصُبح طلع بس لما الدكتورة فتحت عنيها…

يُهاجمها بـ سلاحِ ضعيف و هو كلمات، يُضني عليها بـ مشاعرهِ و لكنه حينما يتفوه بـ بضعِ كلماتٍ تجد فيها ما يتسول قلبها له، نبرته و نظراته التي تفضح مشاعره دون الحاجة إلى الإفصاح عنها كان سلوانها الوحيد

تنهدت سديم بـ تعبٍ من تلك الألعاب ما بين الشد و الجذب ليرفع أرسلان حاجبه و يقول بـ صوتٍ ساخر

-شكل مش عاجبك…

نظرت إليه سديم بـ نصفِ عينٍ و على حين غُرة أمسكت تلابيب قميصه و الذي لم يُبدله مُنذ أمس و وضعت شفتيها فوق شفتيهِ تُقبله ثم إبتعدت و قالت واضعة جبهتها فوق جبهته و عينيها مُغمضتين

هزم الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن