#الفصل_التاسع
#هُزِمَ_الشيطانرُغمًا عني وجدتُ نفسي أخسر كُلما خُدِشتْ
أليس صوت الريُاح بُكاءًا رثاءًا لي!!طنين، كُل ما تستطيع سماعه هو طنين و ألم حارق يخترق كتفها و كأن أحدهم يقوم بـ حرقها حية، و لكنها لا تجد القُدرة على الصُراخ نظرًا لفقدها القوة و وعيها الذي يميل إلى الغفوةِ دون الصحوة، تستشعر الحركة حولها و لكنها غير قادرةً على السماع فقط طنين كاد يصُم أُذنها
حاولت فتح عينيها إلا أنها لم تستطع و كأن هُناك قوة خفية تضغط على جفنيها فـ لا تستطيع مُقاومة النوم القسري المفروض عليها دون داعٍ، و وسط كُل ذلك خرجت آهة صغيرة جعلتها تعرف أنها لا تزال واعية
و على الجانب الآخر بينما كان صُراخه يصُم الآذان و صوت بُكاء طفلته يصله بـ وضوحٍ تام، وقف مشدوهًا أمام صدمة جسدها المسجي أرضًا و الدماء تنسل منها، لقد نسى تقريبًا رؤيتها في حالةٍ كـ تلك مُنذ سنواتٍ ، الآن يعرف جيدًا كم هو قاسي و مُجِحف هذا الشعور، تشعر و كأن أحدهم يشطرك لأشلاءٍ و يتلذذ بها أمام عينيك
-سديم! بنتي!…
خرج من حالة اللاوعي التي دخل بها على صوتِ مُحرم و هو يهتف بـ لوعةٍ و خوفٍ لإبنتهِ، فـ ركض إليها سريعًا ة جثى جوارها و لكن قبل أن يقترب منها وجدت رصاصة مقصودة أحالت بين ذلك
كانت مقصودة بينهما كـ تحذير بَيّنٍ له، أنه كُلما إقترب كانت الضحية أقرب إليه و ضحيته القادمة ما هي إلا ضبابه الذي سعى جاهدًا للظفرِ به، نظر أرسلان في نفس إتجاه القادم منه الرصاص و حدق بـ أعين تُخالف تمامًا ضوء الشمس، كانت ظلام مُخيف و هادر يُخبرك أن القادم ما هو إلا موتٍ تستحقه عن جدارةٍ و بـ أكثر الطُرق شناعةً و ألم
و تلك النظرة وصلت واضحة للقاتل فـ أخفض سلاحه و الذي لمعت عدسته تحت تأثير الشمس، و تغير النمط من القتلِ ليلًا ليتحول لقتلٍ في أي وقتٍ عشوائي و هذا يعني أن القاتل تمكن أكثر منه
إنحنى أرسلان و دفع الباب بـ قدمهِ ثم جذب جسدها و حماها بـ جسدهِ ثم رفعها إلى صدرهِ يُحدق بها بـ نظراتٍ شديدة العُمق و القسوة قبل أن يهمس بـ صوتٍ لم يسمعه أحدًا ولو سمعه لإستطاعوا إستنباط و الشعور بـ إهتزاز نبرتهِ و إرتعاشها الغير مقصود
-سديم! أنتِ سمعاني!...
لم يجد رد سوى همهمة بسيطة فـ وضع يده على جرحها النازف و رُغمًا عنه ضغط عليه لتتأوه سديم قائلة بـ صوتٍ واهنٍ تُحاول تجنب مصدر الألم
-براحة، أه فيه نار فـ كتفي…
رفعها أكثر حتى وضع رأسها في تجويف عنقهِ ثم هتف بـ صوتٍ جاف كـ مجرى مائي عميق جفت مياهه فجأة
-هُشش، كُل حاجة هتكون بخير، حتى أنتِ…
هرولت سُمية و من خلفها مُحرم الذي هدر بـ نبرةٍ مُرتجفة و شرسة في الوقتِ ذاته