#الفصل_العاشر
#هُزِمَ_الشيطانفي بعضِ الأحيان قد يكون وجهي العُملة واحدًا
أحدهما يعني الربح و الآخر يعني الخسارة
و كِلاهما يقع في منطقة، أنه هو الخاسر الوحيد…-غُفران أنتِ كدا بتبيعيني مش بـ الرخيص لأ، أنتِ بتبيعي بـ بلاش…
هدر بها سليم و هو يهز غُفران بين يديهِ و عينيه تُطلقان شرر قادح و قادر على إضرام النيران في البادية بـ أكملها، ثم ضغط على ذراعيها و أكمل بـ نبرةٍ شابهت هدير الرياح في كهفٍ خاوٍ
-أنا مقدرش أسيبك كدا، و لو على أبوكِ أنا هتحدى أي حاجة عشانك…
كان بُكاءها سلاحها الوحيد و مُناجاتها الصامتة له، عله يفهم أنها تُضحي من أجلهما معًا، الخيار ليس بـ يدها و إن رفضت سيهلكان معًا دوم رحمةً أو شفقة و ستكون الطعنة من والدها و لن تلومه فـما تفعله الآن في عُرف العادات مُحرم
أمسكت يده و توسلت بـ عينيها المُكحلة ثم قالت بـ صوتٍ مُتهدج لأول مرة يرى تلك الأبيّة في حالةٍ يُرثى لها لهذه الدرجة
-سليم عشان خاطري إفهم، أنا ساويت هذا عشانا…
ضحك بـ قتامةٍ و سُخريةٍ سوداء ثم قال و يده تشتد على ذراعيها حتى خرج تأوه منها و لكنه كان أصم عنه
-متقوليش عشانا بس، أنتِ اللي حابة تبيعي…
فقدت غُفران أعصابها و ضربت صدره هادرة بـ حدةٍ رغم العبرات الي أبت إن تتوقف
-لو كُنت حابة أبيع كُنت ساويتها من زمان يا طبيبي، لكني إختارتك و هتظل إختياري الوحيد…
رُغمًا عنه وجد قلبه يخفق و يرق لساحرته، ليُخفف من قبضتهِ عليها و تحولت نبرته القاتمة إلى أُخرى متوسلة تتسول منها إجابةٍ واحدةٍ ستكون خلاصهما
-طب طالما أنا إختيارك ليه هتخليني أحارب لوحدي! ساعديني يا غُفران و خلينا نهرب…
شهقت غُفران و حاولت التملص منه، ما يطلبه الآن جنون سيندم عليه فيما بعد سيكون هلاكهما أسرع مما يظن، غضبت و بكت و ضربت ثم قالت صارخة و قواها تخور بين يديهِ
-أنت بتحاول تسرع موتنا و هلاكنا! إتُركني يا سليم إتُركني الله يرضى عليك…
تجمدت تعابيره فجأة و تصلبت يداه يأبى أن يتركها تسقط ثم هتف بـ جمودٍ و كأنه تحول إلى تمثالٍ حجريّ لا يحمل الحياةِ
-هسألك سؤال و جاوبي عليه، و إجابتك هعرف إذا كانت صادقة ولا لأ…
حدقت به غُفران بـ حيرةٍ و تعجب و قلبها يخفق لِما هو قادم و إنتظرت سؤاله الذي خرج بـ نبرةٍ لم تعرفها و لم تسمعها منه قط
-أنتِ بتحبيني بـ نفس درجة حُبي ليكِ!!...
فغرت فمها لـ سؤالهِ الغير متوقع، رغم الغضب الذي أصابها إذ أنه لا يثق بـ مقدار عشقها له بعد و الإحباط الذي نجم عن سؤالٍ لم يكن عليه أن يسأله إلا أنها دفعت صدرهِ و هدرت