#الفصل_السادس
#هُزِمَ_الشيطانو تظن هي أنها جَرم صغير
و لا تعلم أن فيها إنطوى عالمي الأكبر…نظرت غُفران حولها بـ ذهولٍ و حاولت تبيُن مِنْ أين أتت تلك الرصاصة التي أطاحت بـ الطاغية أرضًا، إلا أن الظلام من حولها كان يحول دون ذلك، أمسكت مرفقها الذي أُصيب جراء دفعها و تأوهت بـ خفة ثم توجهت إلى الذي يئن ألمًا
-أيش بيحدث هون يا عابد!...
سؤالها كان مُرتعشًا يُنبيء عن خوفٍ أكلها فـ أمسك عابد كتفهِ ثم نهض جالسًا و قال بـ صوتٍ أرعد فرائصها
-إهُربِ يا صغيرة
-و كيف راح تخرچ و رچالي محاوطين دارهم!...إندلع صوتًا من خلفهما جمد غُفران و جعلها دون وعي أن تتمسك بـ عابد الذي أظلمت ملامحه و أسفرت عن وجهٍ يُشبه المسخ في وحشيتهِ، ثم أمسك الفتاةِ و نهض واضعًا إياها خلفه و كأنه يحميها و هتف بـ صوتٍ إرتد صداه في أنحاء البادية حتى عوت الذئاب
-هي مالها دخل، ما بيدخل حريم بـ أشغال الرچال…
مدّ رأسه و دارت نظراته على الجميع ثم هدر من جديد
-و لا الرچال صاروا حريم!
-هتف ذلك الصوت من جديد بـ غضبٍ:ظاهر الطلجة صابت رأسك يا عابد، طلجة تانية و عقلك بيرچع…سمعت غُفران صوت شحذ الأسلحة فـ صرخت و إختبأت أكثر خلف عابد الذي كان يطحن أسنانه بـ عُنفٍ، ليضحك ذلك الرجل و يقول بـ خُبثٍ
-چاني حديث مُمتع، عابد واقع في عشج بنية الشيخ راغب…
إستطال لرؤية الفتاةِ و لكن جسد عابد الضخم منع عنه الرؤية فـ قهقه مُكملًا بـ المكرِ ذاته
-الحديث صحيح، و عشقك ليها صحيح، ليش حبيتها يا عابد! بعرف إن قلبك حچارة!...
مع كُلِ كلمة ينطق بها ذلك الحقير كانت عيني عابد تزداد قتامة و صمت يستمع إلى المُتبقي من هُراءهِ
-ليش حبيتها! ودي أعرف إيش مُميز بها…
أشار بـ رأسهِ لـ رجالهِ بـ إشارةٍ فهموا مغزاها فـ إنطلق من خلفهم، عدة رجال أمسكوا بـ غُفران التي أطلقت صرخة و يدها تشبثت أكثر بـ عابد، إلا أن قوتهم غلبتها و غلبته، إذ قاموا بـ ضربِ عابد فـ سقط متأوهًا
ظلت غُفران تتلوى و تُحاول الهرب إلا أنها لم تستطع، ثم قاموا بـ رميها أمام قدمي ذلك الشخص، ليدنو منها و ينظر إليها نظرات دبت الرُعب في أوصالها و حاولت التراجع و من خلفها صوت عابد يهدر بـ صوتٍ جهوري
-إتركها يا قاسم، إتركها و إلا بدفنك هون وسط الرمال و ما حدا بيعرف وينك، إتركها و تحدث مع رچال مثلك…
أشار إلى الواقف جوار عابد فـ ضربه بـ قوةٍ في موضع إصابته ثم إنتقل بـ بصرهِ إلى غُفران التي تنظر إليه بـ مزيجٍ لذيذ من الخوف و الغضب و يحيط بهما الشراسة التي تليق بـ أُنثى البادية، لتلمع عينا قاسم و مدّ يده ينتزع وشاحها