#الفصل_الخامس
#هُزِمَ_الشيطانأمس، كُنتَ صيادًا يتباهى بـ صيدِ فريستهِ
اليوم، أنت فريسةً لصيادٍ آخر
إن إستطعت أن تهرب من براثنهِ
لن تستطيع الهرب من رصاصتهِ…خرجت سديم من المنزل تبحث عن أرسلان في زوايا الحديقة حتى وجدته يقف أمام الحائط المُلطخ بـ دماءِ ذلك الكلب المسكين الذي لم يكن سوى ضحية مجنون، فاقدًا لعقلهِ، تنهدت و إقتربت تضع يدها على كتفهِ و همست
-أرسلان، الوقت إتأخر يلا ندخل…
لم يبدُ أنها سمعها فـ نظرتهِ الساحقة كانت تتركز مع الحائط و الأفكار السوداء التي تدور داخل عقلهِ، تجعله في دوامةٍ من الجحيم المُستعر، شكوكه و ظنه الذي تأكد الآن يودي إلى الحافةِ التي ذهب إليها سابقًا بـ مليء إرادته و بذل الكثير من المجهود ليبتعد عنها و الآن هو يعود رُغمًا عنه
قبضت أصابعها على كتفهِ أكثر و إقتربت أكثر منه و نادته من جديد عله يسمعها هذه المرة
-أرسلان الولاد بيسألوا عليك جوه…
حينها عاد أرسلان إلى أرضِ الواقع و نظر إليها بـ أعين عاصفة بها بريق يرعد من شدةِ الغضب، حينما هاتفته لا يعرف كيف وصل إلى هُنا من الأساس، كانت نبرتها مُرتعبة تُشبه أول مرة طلبته نجدته بـ صوتٍ كان ذات يومٍ لا يأبه له، أما الآن فـ يشعر أن العالم ينهار عند سماعه تلك النبرةِ
"عودة إلى وقتٍ سابق"
إنتفض أرسلان عن مقعدهِ دون أن يأبه للجالسين أمامه ثم هدر
-فيه إيه!...
إنتظر يأتيه صوتها على أحر من الجمر و الشيطان يوسوس له بـ أسوء ما يُمكن أن يحدث ثم إستمع إليها صوتها المُرتجف جاعلًا مِنَ الجحيم يستعر و يرتجف إليه المُحيطين به
-فيه، فيه حاجة غريبة
-إنفلتت أعصابه ليجأر:إنطقي فيه إيه!
-هتفت باكية و كأنها تنهار:فيه دم على حيطة البيت…لم يشعر بـ نفسهِ و هو يُبعد معقدهِ بـ عُنفٍ حتى سقط و ألقى ما بـ يدهِ ثم خرج، لم يستمع إلى باقي حديثها فقط تكفيه كلمة الدماء التي لا تدل سوى على مصائب تليها، لم يستمع إلى صوت العاملين لإيقافه بل بدى لهم كـ وحشٍ سيدق عُنق من يقترب منه
قاد سيارته إلى مُنتصف الطريق و نتيجةً للزحام تركها و أكمل ركضًا حتى وصل إلى المنزل، ثم بـ صوتٍ إرتجت له حوائط المنزل جأر رغم لُهاثه الذي يُنبيء عن فُقدان الأنفاس لركضٍ إستمر طويلًا
-سديييم!!!...
ثانية و أُخرى كانت كـ النار تغلي داخله ليجدها تخرج بـ جسدٍ مُرتجف و لم ينتظر حتى تقترب إليه بل إندفع إليها يُمسك بـ يديها التي مدتها له ثم جذبها بـ شراسةٍ إلى أحضانهِ، لترتمي سديم إليه و بكت قائلة