#الفصل_السابع_عشر
#هُزِمَ_الشيطانو لكني لم أُرد لتلك الحياة أن تصل إلى نهايتها
لم أستطع النجاةِ بها بل سحبتها إلى الهاوية معي
فـ لم أجنِ من عشقها سوى عذاب أبدي
و إنتهى الطريق بـ ترك اليد التي أتت و أجْلت ظلامي"عودة إلى وقتٍ سابق"
بعد رحيل أرسلان مُنذ أيامٍ و ذلك الثقل الذي أحاط بها و بـ قلبها وجدت نفسها غير قادرة على البُكاء و رثاء حالتها، تُنعي ذلك القلب الذي حاول مرارًا و تكرارًا التمسك بـ تلك القشة المُسماه لـ الحُبِ و إلتماس ما تبقى له داخل روحها و لكن كُل ما وجدته سديم كانت القساوة و الصمت القاتل، الصمت الذي قتل حياتهما معًا ولا يلومن سوى نفسه
تنهدت سديم و جلست فوق الفراش قبل أن يأتي أرسلان يفتح الباب و يسألها دون أن يدخل
-بابا فين!...
حدقت به سديم لثوانٍ، يُشبه أرسلان الهاشمي شبه يُشعرها بـ الخوفِ أن يُشبه والده حتى في قساوته، خافت أن تعيش غيرها ما عاشته و تصل إلى مرحلة الندم كما فعلت هي، رغم أنها وجدت صعوبة في تقبُل ذلك الصغير يومًا ما و لكنها وجدت نفسها تُحبه رُغمًا عن أنفها
أغمضت سديم عينيها ثم فتحتهما و إرتسمت إبتسامة شاقة على وجهها تُحاول رمي الجمرات المُشتعلة في قلبها بـ بئرٍ تود ألا يكون جافًا ثم مدت يدها له و قالت بـ نبرةٍ حنونة
-تعالى يا أرسلان…
تقدم الصغير منها على تردد و من خلفهِ وجدت مؤمن يتبعه فـ ضحكت أكثر و عانقتهما ما أن وقفا أمامها ثم هتفت تودع جبين كُلًا منهم قُبلة
-بابا عنده شغل فـ مش عارف يشوفكوا، هو بيجي كُل يوم و أنتوا نايمين و يمشي تاني عشان شغله
-ليرد أرسلان بـ غمغمة طفولية:بس عمره ما عمل معانا كدا…كتمت سديم أنين كادت أن يخرج مُحملًا بـ مشاعرها السلبية ثم قالت بـ الإبتسامةِ ذاتها
-المرادي غصب عنه، بس هكلمه يجي يشوفكوا النهاردة و يلعب معاكوا
-وعد يا ماما!...سأل مؤمن فـ أجابت مُبتسمة و هي تُداعب خُصلاته المتموجة الناعمة
-وعد يا روح ماما، يلا خلصوا واجباتكوا و هنروح النهاردة ناكل آيس كريم و آ
-قاطعها أرسلان بـ حماسٍ:مع بابا…صمتت سديم و ضمت شتفيها و أرادت النفي، و لكن أمام حماس الصغيرين لم تستطع سوى قول بـ خنوعٍ
-مع بابا…
تهللت أسارير الطفلين ثم قَبّلا سديم و رحلا يزفان الخبر لجديهما، الذي جاء بعد قليل و دون أن يدلف الغُرفة سألها بـ صوتٍ جامد يعرف جيدًا إجابتها
-هتقدري توفي بـ وعدك لولادك!...
كتمت سديم شهقة شعرت و إن خرجت ستخرج معها روحها ثم قالت بـ نبرةٍ تُقطر أسى و حقد