10. الضمير

487 83 70
                                    


انقضى يومين وكأن الوقت يتحدى السلحفاة في بطئها بالنسبة لصاحب الشعر الأحمر كيد الذي يثمن كل ثانية تهدر في بقائه في عالم لا ينتمي له. قضى الفترة دون صاحبة المنزل في فراغ تام، وما كان يفعل سوى التجول في ارجاء المنزل واسكتشاف المناطق الخارجية من حوله. الثلاجة فرغت مما هو صالح للأكل دون الطهي.

يجهل كيد كيف يعتني بالكلب الذي يزعجه أقل من العادة. كان يشاركه ما يتناوله بكمية اقل بالطبع غير مدرك وجود طعام يخص الكلاب في هذا المنزل.

والآن يستلقي في بقعة نومه وجلوسه دوماً، الأريكة. البقعة التي تتساقط فيه افكاره الغير متناهية. يتنهد بين الحين والأخرى القريبة طارداً السلبية التي ترهق عقله، لا يطيق البقاء أكثر ولا أمل عنده سوى الفتاة التي تشكي الاضطرابات.

طرقات الباب الذي لم يضرب منذ يومين قد ايقظت الجسد المستلقي من مكانه وتدفعه للفتح الباب بقوة. وقعت عيناه مباشرةً على الجسد الذي يحمله اندرو في حضنه وتسبب ذلك في جمدان ناظريه لثانية على سايا فاقدة الوعي.

" افتح لي الطريق قليلاً! " تنهد اندرو بينما يدفع بظهره الباب ليوسع نطاق مشيه. ازاح كيد الطريق مفلتاً قبضته عن الباب يتابع حركة اندرو الذي يبحث عن الغرفة المنشودة فهو يجهل تفاصيل منزلها. " أين غرفتها؟! ".

" أمامك " ارشده بصوته الغليظ والذي بذاته قد افتقده فلم يتحدث منذ ساعات عديدة. دخل اندرو غرفتها عديمة الباب وكان التساؤل اول ما قرقع في عقله لكنه منشغل في وضعها على السرير. اخترق كيد مدخل الغرفة ووقف خلفه ينظر إليها بهدوء وبدون التعابير التي تشرح حالته. نظر إليه اندرو ينتظر منه أي استفسار يخطر في باله.

" كان من المفترض.. أن تتنوم في المشفى لفترة من الزمن لكن التكاليف عالية للغاية وغير شاملة التأمين الصحي.. ولا أملك ذاك القدر من المال في الحقيقة " ضحك اندرو ببعض من تأنيب الضمير واصابعه تحك مؤخرة رقبته غير راضٍ عن قراره رغم قل حيلته.

" ما خطبها الآن؟! " قطب كيد حاجبيه ولم يستدل اندرو شيء من مشاعره خلف هذا السؤال.

" نتيجة جرعة مهدئة احتياطية قد اخذتها حتى يتأكدوا من عدم انفعالها حتى تظهر نتيجة العلاج الآخر " وضع اندرو كيسة الأدوية الذي كان يحمله على الطاولة بجانب سريرها. " إنها نائمة الآن ومن المتوقع أن تستيقظ بين الحين والأخرى ثم تعود للنوم حتى يخف المفعول ".

كانت شاحبة اكثر مما يتذكر، مرتخية الملامح والعضلات كاملة ولا يسمع منها سوى صفير انفاسها الضعيفة ولا فعل منها سوى ارتفاع صدرها وانخفاضه. اسقط كيد عينيه عنها وأخيراً اصبح اندرو يرى الغضب قد تشكل على وجهه ليستدل منه مشاعره. لم يكن يفهم سبب غضبه ولكنه يضع الاحتمال الاكبر في الحسبان. رغبته في نهوضها لينهي المسألة المجهولة بينهم. لا يثق اندرو فيه نهائياً ولا يحبذ وجوده بجوارها مما يزيد ندمه في جلبها هنا بدلاً من تنويمها في المشفى.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن