4. صديق قديم

619 92 77
                                    


صوت مقبض الباب واندفاعه في منتصف الليل قد أيقظ سايا التي سقطت على الأريكة بوهنها وغاصت في نومها دون أن تستشعر الوقت.

في محاولة نهوضها من على الأريكة قد تآوهت متألمة من أماكن الضربات في أنحاء جسدها، اضطرت للنهوض بعد الاندفاعات المتواصلة على الباب والطرقات الغير اعتيادية.

القت نظرة من النافذة بعد أن أزاحت الستارة، إنه كيد!. اغلقت الستارة وتوجهت إلى الباب وفتحته وحينها لم تشعر إلى بالباب قد دُفِع ضدها وكادت ان تسقط حين اخترق الضخم الباب وعبر طريقه.

اغلقت الباب من بعده ووقفت أمامه تنظر إليه يمشي مخفضاً الرأس إلى أن جلس على الأريكة بعد خطوات بطيئة قد اتخذها. شعرت بالسوء على عكس المطلوب، كان عليها أن تغضب، أن تكرهه، أن تدمره بأي وسيلة، لكنها تشعر بالسوء والمسؤولية تجاهه.

" هل.. أنت جائع؟! " كل ما استطاعت أن تقوله.

لم يرد عليها سوى بتنهيدة غليظة تعبر عن استيائه حيث استلقى بفوضوية على الأريكة يغطي عيناه بساعده الوحيد.

تجمدت مكانها لا تفهم ما يتوجب فعله، استغلت وقوفها بعد ثوانٍ في ترتيب الفوضى على الأرضية، كانت بطيئة في انحنائها والتقاطها الحاجيات واستمرت على هذا المنوال ما يقارب الربع ساعة.

" مالذي تفعلينه! " ابعد ساعده وعندها قد رآها ترتب الحاجيات بالقرب منه وحينها قد توقفت تنظر اليه بتفاجئ. " أين الطعام؟! ".

" أسفة.. سأعده الآن.. " تركت ما كان بين يديها وأتجهت نحو المطبخ المفتوح على غرفة المعيشة، بحثت بالثلاجة عما يناسب لطهيه فتذكرت بأنها لا تملك ما يشبعه سوى البيتزا المجمدة، اخرجت قطعتين كاملة ووضعتهم بصينية الفرن وادخلتهم على درجة حرارة مناسبة لمدة الربع ساعة.

ارتفع توترها وبان من رجفة أطرافها، تخشى أن يغضب في أي لحظة وتشعر بالوقت ابطئ من العادة بأضعاف مضاعفة. رغم أن كيد قد غفى على تلك الأريكة لكنها تجهل ذلك من خوفها وعدم قدرتها على النظر تجاهه.

رن جرس الفرن مما يعني أن البيتزا قد جهزت، تذمر النائم على الأريكة من الصوت وحينها قد خبطت سايا الزر ليتوقف. فتحت الفرن متناسية ارتداء قفاز الطبخ حينها قد سحبت الصينية الساخنة لتفارقها صرخة صغيرة جعلتها تتراجع للخلف، كان حاراً للغاية رغم ارتدائها القفازات السخيفة التي تغطي قوة يدها.

ارتدت قفازات الفرن واخرجت البيتزا ووضعتها في صحن تقديم مناسب بجانب الصودا في كوب. اتجهت إلى الطاولة أمام الأريكة وقدمت الوجبة. عندما انبعثت الرائحة تجاهه قد ابعد ساعده ونظر إلى الطعام، نهض من وضعيته السابقة الى الجلوس والطاقة السلبية تنبعث من تذمر انفاسه.

عادت سايا إلى المطبخ واخرجت الثلج لتبرد اصبعها الذي اصيب بالحرق من حرارة الفرن، لم تدرك حين سقطت الدمعة من عينيها إلا عندما رأتها تتزحلق فوق يدها، توقفت عن مداواة اصبعها وأخذت تفكر، هي ترغب بمساعدته لكنها تحتقر نفسها وحالها الآن، تعرف أنه أكبر خطأ قد يفعله المرء أن يرضى على نفسه الإهانة.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن