21. الماضي والواقع

584 79 102
                                    


ثقل حط فوقها وكتم انفاسها فقطع سير نومها العميق وكاد عيناها تسقط عندما فتحتها تدفع ما يعتليها من ثقل يكاد يهرسها فتمعنت النظر وما هو من ثقل وادركت موقعها من الأعراب عندما تذكرت انها ليست وحدها على السرير فقد وجدت من كانت تعتليه يعكس الادوار في عمق نومه في هذا الصباح.

" ك.. كيد.. " اخذت بيدها الضعيفة تضرب ظهره بعد أن وجدت صعوبة في الوصول اليه تحاول اخذ نفس ينقذها في حال لم يستجب لها تنادي.

" همم.. " يهمهم منزعج من الضربات ولو كانت خفيفة لا تضاهي حتى قرصة بعوض، واذا بها يميل أكثر بثقله ويحاصرها كامل جسدها لتشعر بالموت قد اقترب.

" كيد!! " رفعت صوتها فلا مجاملة بعد الآن وبالفعل قد ساعد ارتفاع صوتها على ايقاظه بعد أن اصبحت اذنه اقرب اليها.

فتح عيناه ووجد الفتاة تنظر اليه بوجهها الذي يكاد يزرق واستنتج وضعها بعد ان وجد يدها الأخرى تدفع صدره قليلاً وبصوته الأجش اندفعت اللعنة من فهمه ورفع جسده لينقلب على ظهره الى جوارها. كانت تتنفس اخيراً بأريحية ترفع جسدها العلوي وتتكأ بظهرها على اطار السرير ليردف كيد بعد اللعنات التي اطلقها ماسحاً عبوس النوم عن وجهه : " كدت اقتلك " قوله لذلك بجدية قد جعل سايا تتمعن النظر فيه وتتأكد ان كانت مزحة لأنها رغبت في أن تضحك عندما سمعته يقول ذلك.

رفع رؤيته يقتنص وجهها المرتفع في جلوسها يلمح تحول درجة لون بشرتها الى الأحمر كمفعول سريع من نظراته الصباحية. كانت نومه مختلفة للطرفين وأكثر راحة وبدون أن ينفس احدهما بكلمات تعبر قد اتضح ذلك على وجوههم، فاليد التي حطت فوق صدره المكشوف حين اعتلته في نومها قد ارسل للطرفين أحلام مضمونها هم، كان يرى نفسه في منامها كحلم بينما هي تراه في منامها كحلم في احداث لم تحدث واحداث قد حدثت واخترعتها مخيلة كلاهما من عقلهم الباطن الذي استجمع صور لا تنتهي لما تحب عيناهم أن ترى.

رفع جسده باندفاع مفاجئ حين استوعب اشعة الشمس تخترق غرفته من النافذة ويبدو ان الطاقم قد ابحروا تاركين قائدهم ينعم في نومه دون أن يزعجوه بذلك، لكن لم يكن هذا ما اثار انتابهه بل حين مد يده ملتقطاً الأدوية بجانبه مخرجاً القرص يناوله الى فمها : " اللعنة! لقد نسيت اعطائك القرص المسائي في الأمس! " كان غير راضي وبانت على ملامحه حين اقحم القرص داخل فمها بينما عيناه تبحث عن كأس من الماء.

" لا بأس.. سأذهب لشرب الماء " تراجعت الى الخلف حتى لامست اقدامها ارضية الغرفة من الجهة المعاكسة له تتهرب من عيناه المتابعة بحرص لحركتها ولو كانت غير متأكدة من ذلك.

خرجت من الغرفة وامتدت خطاها تتخطى الغرف حتى وصلت الى المطبخ واختلست النظر فوجدت الطباخ وفردين آخرين يجهزون الطعام ويتساسرون فيما بينهم فإذا بها تتشجع في بلع ريقها تتقدم نحوهم حتى لمحوها.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن