15. طبع لا تفنيه الظروف

423 68 62
                                    


ترضع طفلتها و تسقيها شرابها السائغ من صدرها وهي تعلم أن بعدها بايام قليلها ستحرم رضيعتها من التنعم بغذاء مصدره هي، صوتها الداخلي يلومها وينعتها بالانانية لعدم امكانية صنع معجزة تنقذ مصير هذه الفتاة.

تدمع عيناها وتلمع وهي تتأمل طفلتها ذات العيون الناعسة تتغذى ولا تملك ذرة علم بمستقبلها التي سترمى له دون اختيار ولا إرادة، مستقبل لا تتمناها لها أمها ولكنه السبيل الوحيد كي تعيش.

" ما أجملك صغيرتي.. " ابتسمت تمسح على شعر طفلتها الفحمي الكثيف رغم صغر عمرها لتحصل عليه، ولكن الجينات السيكافيه تنتصف مع البشرية في داخلها.

" هل ستسامحيني عندما يشاء القدر وتتذكرين من هي أمك؟.. " نظرت الرضيعة لعيون امها التي اقتربت منها وما زالت تحتفظ بابتسامتها الطفيفة ولكن عيناها لم تنجح في اخفاء كم الحزن.

" أريد أن اشاركك كل ذكرى محتواها انا ووالدك.. " اتسعت ابتسامتها التي ترافقها النظرات الحزينة واكملت قائلة : " لكن جسدك الصغير لن يحتمل الطاقة حتماً.. ".

همهمت رضيعتها بينما ترضع من ثديها وكأنها تجيبها في رغبتها، صدفة رضت أن تتوهمها الأم كاجابة من طفلتها التي لا كلمات ولا افعال تجاوبيه منطقية تصدر منها.

" كنت عدوته.. حسناً كنت اراه عدواً لي بينما هو اختار أن ينقذني بدلاً من ذلك "

" قادني إلى مسار مختلف مفهومه الحب والسعادة بعد أن كنت اسير في مسار الاضطهاد والكره للبشر " كانت سعيدة وهي تقص لابنتها ما تيسر لها من كلمات تصف والدها فالكلمات كانت صعيبة وعاجرة في وصفه بالنسبة لها فقد عاشت فترة من حياتها بالقرب منه وكان فترة اشبه بالحلم الذي لا تصفه الحروف.

" إنه بشري يعيش كقرصان، كان سبباً أكبر لبغضه.. " ارتسم الحب على ثغرها على شكل ابتسامه اقل طفافة من السابق وحينها قد اردفت بحنان وحب بهمساتها تجاه طفلتها : " كنت عمياء عن الحقيقة حتى وجدته يخبرني المعنى الحقيقي للحياة  ".

" كان يقدس العائلة وهذا ما يجعل ضميري يشتعل قهراً في كل ثانية تهدر دون أن اخبره " تنهدت ولا زالت تحتفظ بابتسامتها فالمفعول يطول في كل مرة تتذكر حب حياتها الأول.

" عشرين سنة ستكون كافية.. " غطت صدرها بعدما اكتفت طفلتها معبرة عن ذلك بالابتعاد. " وقتها ستكون طاقتك غير مألوفة ولن يعثروا عليك " لمتها اكثر إلى حضنها ودنت قليلاً حتى طابقت جبينها بخاصتها.

" حينها.. اعثري على والدك واخبريه أن يسامحني على تركه خلفي.. " سقطت دمعتها على وجنة طفلتها بعد ان اغمضت عينيها تستنشق رائحتها الطاهرة من قسوة الحياة.

فتحت سايا عيناها وتعابير وجهها تقاوم التشكل الباكي عندما وجدت كيد ينظر لها كما السابق حين استذكرت مستعينة قبل يومين بيده تستعيد ذكراها كرضيعة بين احضان والدتها. سحبت يدها ورمت ظهرها إلى الخلف تستريح اكثر على الأريكة كما كيد الذي كان مستريحاً منذ البداية ومسلماً يده لها.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن