17. لكن ولكن

421 82 75
                                    


اسبوع منذ آخر مرة وقفت اقدامهما على تربة الغابة، كانت تتذكر محاولتها سابقاً في فتح الثقب، تتذكر ايضاً كم كانت متحمسة ومندفعة دون تفكير بل كانت كشخص مختلف تماماً عن طبيعتها وأقرب للمتهورة التي لا تكترث لأي عاقبة،فارقت افكارها تنخفض متخذة بانخفاضها وضعية القرفصاء.

يقف كيد خلفها يتابع تحركاتها صامتاً منذ وطأت اقدامه الغابة ولم تكن سايا ملاحظة لمدى صمته كونها مشتته بالأفكار المزدحمة داخل ذهنها من ذكريات ومن خطط لمباشرة عمليتها.

أغمضت عينيّها وبسطت فكرة خلق الثقب كما كانت تستذكر ذكرياتها عن طريق ملامسة يد كيد دائماً، تقنع نفسها بتطابق الفكرة فلا صعوبة في إعادة الرجل الى عالمه. لامست راحة يدها التربة واخذت نفساً عميقاً تطهر داخلها في استعداد لتفعيل قوتها التي غالباً تستخدمها عن طريق الخطأ.

التفاعل الذي جرى بين يدها والتربة اسفله جعلها تشد في اغماض عينيها تستشعر الطاقة التي تخرج منها وتمتزج مع التربة، تستطيع تخمين توزيع الطاقة على الذرات الترابية التي تلتصق ببعضها وتقتحم قاع الأرض لتصنع مبتغاها. كانت تقاوم الشعور المخيف الذي يداهمها فكانت اعضاء جسدها تتفاعل مع تسخير الطاقة عن طريق ارتفاع الاداء في الخفقان والأنفاس وحتى الأعصاب.

يراقب كيد حالتها ويلحظ جسدها الذي ينتفض وانفاسها الضيقة فإذا به يقول : " لستِ مستعدة بعد، توقفي! ".

" كيد.. أرجوك دعني اركز.. " امالت رأسها قليلاً تجاهه ولا زالت مغلقة عينيها متمسكة بقرار فتح الثقب.

استسلم في تدخله وأخذ يراقبها تستمر في محاولتها، لقد مرت دقائق لكنه بدأ يلاحظ التربة تتزحزح قليلاً بل يشعر بطاقة تصله من جهتها، وحينها قد ايقن أن اللحظة قد تكون قريبة، لحظة عودته الى عالمه وطاقمه.

اصبحت خصلات شعرها تتناغم مع الطاقة المنبعثة من اسفل يديها وتزداد سرعة في تناغمها في كل دقيقة تمر، وحتى جسدها الذي اخذ نصيب فقدان الاتزان قليلاً في وضعية نصف الجلوس، وعندما ازداد تمايلها وكادت أن تسقط يساراً لولا ذراع كيد التي ثبتتها من اكتافها ولم تكن تحس بأي لمسة منه ولا حتى حين جلس خلفها مباشرةً يراقب موضع استقرار يدها.

عندما رأى السواد الذي يمتد من اسفل يدها قد ازدادت عيناه اتساعاً ولم يكن مصدق لما يراه الآن، واصبح هو الآخر يفقد توازنه بعض الشيء حيث اضطر أن يغرس إحدى ركبتيه على الأرضية ليزيد ثباته وقد ساعد ذلك على تثبيت سايا اكثر من ذي قبل.

شدة قربه منها قد ساعده على سماع صوت انفاسها التي تخرج بصعوبة وكأن مجرى التنفس يضيق عليها فأخطرها مقترباً نحو اذنها : " توقفي إن كان يؤذيك.." لم ترد عليه سوى بشدة تعابيرها التي شرحت كم هي تعاني حالياً لكنها تخشى التوقف بعد أن وصلت لهكذا مستوى.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن