19. الصباح الكحولي!

488 75 78
                                    


سئمت عيناها النوم واشتاقت أن تستعيد حريتها في النظر الى ما يدور حولها وتحديداً فوق السرير الذي تستلقي عليه والتي تكاد تتوه فيه من فساحته الشاسعة مقارنة باللذي اعتادت عليه في عالمها فإذا بها تعتدل جالسة بجانب كلبها ميلو الذي قد استيقط من هزات السرير الذي خلقها تقلب سايا وتمددها بعد استيقاظها مباشرةً.

حتى اقدامها قد الحت كما عينيها شوقاً في ملامسة الأرضية الجديدة التي تعرفت عليها في الأمس فلبت رغبتها تحمل كلبها منطلقة نحو الباب بشعرها الذي يصف طول فترة نومها وتقلباتها على السرير.

فتحت الباب بمهل واقحمت رأسها وكلبها بالفتحة التي خلقتها في سحبها الباب واخذت تنظر الى الممر الذي يخلو من الرجال لكنها تسمع الضحكات تأتي من نهاية الممر على أخر غرفة والتي يتجمع فيها الجميع.

كان هدفها العثور على الحمام حتى تغتسل وتبدأ يومها من بعده لكن حين سمعت صوت كيد الضاحك بصخب وايجابية عالية قد تناست ذلك وانطلقت في طريقها نحوه متناسية كذلك خوفها وتوترها حيال فكرة مقابلة الجميع وكم عين ستقع عليها وكم صوت سينادي عليها.

بالفعل لم تتخلص بسهولة من الخصل الأبرز في شخصيتها فقد ترددت للغاية من قرار دخولها حيث وقفت لدقائق عديدة قبل أن تجاور اطار الباب، وأول من لمحها عندما تقدمت قليلاً هو من اعتادت عينيها عليه يترأس الطاولة الطويلة وقد كانت نظراته دليلاً يتبعه بقية افراد الطاقم حتى وقعت اعينهم على سايا و كلبها الذي لا يستطيع البقاء ثابتاً فهو يحب الهروب من حضنها عندما يرى البشر من حوله فهو مخلوق اجتماعي على عكسها ويشتعل حماسه حتى في رؤية نملة عابرة في حال سبيلها.

" سايا! " صرخ الجميع متزامنين عدا قائدهم الذي وضع مشروبه الكحولي فوق الطاولة وانحنى يتكأ بيده على الطاولة ينظر لها تشتعل احمراراً وتوزع نظراتها عليهم بالتساوي في محاولة تخزين اشكالهم الغريبة في اسرع وقت.

ضربت إحدى فتيات الطاقم التي تدعى هيب المقعد الشاغر بينها وبين الفتاة الأخرى قائلة : " سايا! تعالي واجلسي هنا بجانبي! ".

لم تعي سايا وجود فتاتين في هذا الطاقم إلا الآن بعد أن دققت في النظر، يرتدون ملابس متشابهة ومظهرهم كما الإيمو في عالمها، كانت هيب اكثر طاقة من الأخرى التي تبدو كئيبة للغاية وتذكرها بطاقة هيت الذي قد ارعبها سابقاً.

استجابت لندائها بعد أن حررت ميلو من ذراعيها الى الأرض وجلست على المقعد الشاغر بين الفتاتين وحين واجهت الرجال الذين يقابلونها من الجانب الآخر من الطاولة اسقطت ناظريها تتهرب من تفحصهم الدقيق لملامح وجهها بكل جرأة وكأنها مخلوق مختلف عنهم تمام الاختلاف، في الحقيقة كانت مختلفة عنهم بحق.

حاصرت هيب بذراعها عنق سايا الصغير تجذبها نحوها واصبحت تستطيع شم انفاسها الكحولية في هذا الصباح الباكر مما دفعها الى حبس مجرى تنفسها وعيناها تصف عدم راحتها في الاحداث السريعة التي تحدث ولكن لم يمنع الفتاة الطويلة من قول ما تريد قوله بينما تضحك ببعض من الثمالة : " إذاً الكابتن قرر تغيير نوعه المفضل الى الفتيات الطفوليات وقصيرات القامة! ".

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن