22. ايام قربت قلبين

494 74 83
                                    


توزعت الذكريات على ايام لا تزيد عن الأسبوع شارك فيها كيد ما بجعبته في تلك الليال حين يشاطرها المضجع ويمدها ما تختزنه ذاكرته و غالباً يختارها بإرادته لكنه يزل ويفضح امره عندما يركز بازدياد على ابعاد ما قد يضايقها من ذكرى ولا ينجح في كل محاولاته حيث تمتد الذكرى عن طريق الخطأ بسبب محاولته طمرها باجتهاد عالي.

وهي الأخرى قد شاركته الابرز من ذكرياتها وابرز الابرز منها عندما كانت تسكن الميتم الذي ارسلتها اليه في طفولتها وعدد المرات التي تم تبنيها من عدة عوائل مختلفة وفي كل مرة تفشل في كسب محبتهم ولغرابة الطاقة المنبعثة منها فيعيدوها الى الدار فتذوق فيها سوء المعاملة والاعتداءات حتى بلغت السابعة عشر عاماً و التحقت بإحدى الجامعات مستفيدة من منحة مقدمة للايتام عن غيرهم واستقرت في السكن الجامعي واختتمت رحلتها ومن ثم حصلت على مسكنها الخاص ولم تملك الكثير من الأحداث ولذلك كانت تحاول انهاء ما لديها في اسرع وقت لكن فضول كيد ورغبته في استكشاف المزيد تعيد راحة يدها عليه يستعيد بذلك الرؤية.

ودامت هذه الطقوس الخاصة بينهم لأيام وكان النصيب الأكبر من المتعة لسايا التي رأت اهم ذكرياته ورحلته كقرصان ومغامراته مع رفاقه وعندما تأتي مشاهد الدماء والقتالات العنيفة تنسحب منه فيعبس هو في كل مرة فهو يرغب منها رؤيته يقاتل خصومه وينتصر وبالطبع سرعان ما يتنازل عن الفكرة خشية من وقوعها في نوبة الدب القطبي كما يسميها.

وفي تلك الليلة والتي على ما يبدو اشبعت رغبة سايا في معرفة الكثير عنه فأزاحت راحتها عن يده الوحيدة ورمت بصرها عليه حين تفارقت جفونها وبعد كمية دسمة من الذكريات التي شاركها هذه الليلة كما وعدها سابقاً في أن يقضي معها وقتاً أكثر تكتشف فيه الكثير.

ابتسامة سايا في قمة التذبذب تحاول مجاملة من هو عابس أمامها بعد رؤية مشاهد غير محببة لها ومجتمعة خصوصاً في هذه الليلة.

" قلت لكِ، سترين مالا يعجبك.. " مسح على وجهه براحته في محاولة تخفيف السلبية وهي من عاداته المزمنة فجاوبته هي تخفف من تشاؤمه : " لا بأس.. ".

" تباً "

" لا مشكلة، لقد رأيت الكثير من الذكريات الأخرى "

" تباً.. " هذه المرة التباً كانت عالية النوتة دفعت سايا للفضول مطلقة سؤالها القصير ولكنها خلف سؤالها تفهم اقرب احتمال لما هو سبب فيما يعتريه : " مالخطب؟! ".

" هل رأيتِ.. "

" أجل.. "

" تباً.. لقد حاولت عدم التفكير بذلك " ضربت قبضته مرتبة السرير واكمل بنبرة خافتة وكأنه يخشاها تسمعه بينما هو يقصدها أن تسمع : " ماذا عن.. عندما كنت مع.. ".

" الحورية؟! "

" أجل.. "

" تباً.. "

زمت شفتيها تطالع ملامحه القابضة تشكل الجهم وتعبر عن استيائه لرؤيتها ما قد يزعجها من ذكرياته كما حدث سابقاً لكنها تجده بذلك يعكس اللطف ولو كان نقيضه بالمظهر. كان الموقف يرعد خافقها بطريقة محببة يخلق على محياها البسمة فهي تقضي وقتاً ممتعاً ولم تتوقع في يوم ان تقضيه مع من كان رعبها في لقياهم.

الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Pieceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن