لا زالت تلك الأفكار العابرة والسريعة تتخذ موقعها داخل عقل سايا، مما جعلها تشعر بالانشغال اكثر من العادة، بل جعلتها تحب الحياة فجأة بل وشعرت بالسعادة وصنعت اهداف غير اعتيادية.
وصل اليوم التالي ولم تذق سايا النوم مجدداً، اكملت 48 ساعة وعيناها لم تغمض لدقائق من الراحة، ولم تطحن اسنانها أي قطعة من الطعام ليومين كذلك، اصبحت لا ترى الأهمية في النوم وتناول الوجبات ولو وجبة صغيرة.
في الساعة التاسعة قد رن جرس منزلها وجعلها تقفز من كرسيها المكتبي متجهة نحو الباب لتفتحه بطاقة عالية، قابلت مندوب التوصيل بابتسامة واسعة قد جعلته يبتسم تلقائياً جراء الايجابية التي تنبعث منها تجاهه.
" صباح الخير! " بادرت سايا بالترحيب قبل أن يمد المندوب الشحنة.
" صباح الخير، الطلبية باسم سايا صحيح؟! "
" أجل! "
" تفضلي "
" شكراً لك أتمنى لك يوماً سعيداً! " التقطت الشحنة وتوقفت مكانها تنظر إلى المندوب الذي توقع منها الدخول عندما اتجه عائداً الى سيارته كان ينظر اليها من بعيد تبتسم لها ولا تفك عن ذلك، قد ارتبك وحرك السيارة نحو طريقه.
قبل أن تتراجع سايا للدخول لمحت اندرو الخارج لعمله وقفت مكانها والابتسامة مستقرة على وجهها، قد انتبه اندرو لها ووضع يداه فوق عينيه يحجب الشمس حتى يتأكد من حقيقة وقوفها على عتبة الباب وعدم هروبها كما المعتاد.
" سايا؟! "
" صباح الخير اندرو!! " وضعت الشحنة على الأرضية ولوحت بيديها نحوه.
" صـ.. صباح الخير! " ضحك بخفة متقدماً نحوها. " أول مرة نتصادف في مثل هذا الوقت! ".
" لقد استلمت شحنتي للتو " اشارت باندفاع نحو الكرتون بجانب قدميها.
" أوه.. " شعر أندرو بشيء غير طبيعي تجاهها، ينظر إليها تبتسم لأول مرة بهذه الشدة بل تقف غير هاربة كما اعتاد عليها. " سايا.. هل كل شيء على ما يرام؟! ".
" أجل!! في الحقيقة أفضل من أي يوم! "
" جيد.. " فرك مؤخرة رقبته بتعابير قلقة. " أعني.. لا تفهميني بطريقة خاطئة، لكن أشعر باختلافك منذ قدوم صديقك ".
" مالذي تعنيه؟! كيد رجل رائع! " قطبت حاجبيها ولا تزال الابتسامة عالقة على وجهها وعيناها ترفض اخذ الراحة من اتساعها.
" سايا.. هل صدف ودخن هذا الرجل الحشيش بجانبك؟! " همس اندرو وعيناه تحاول اختلاس النظر من فتحة الباب.
" مالذي تقصده اندرو! " تقلصت الابتسامة قليلاً.
" انتِ لستِ على طبيعتك منذ اقتحام هذا الرجل حياتك! "
" انت لا تفهم.. " انخفضت تحمل الكرتون مجدداً ثم نظرت اليه مجدداً. " انه السبب في تخلصي من الاكتئاب.. انظر الي، انا اسعد من أي يوم مضى في حياتي! ".
أنت تقرأ
الثغرة الزمنية | كيد ون بيس | Kid One Piece
Fantasíaيجد نفسه في زمن لا ينتمي له وتجبر هي على التعايش مع الاختلاف، اختلاف جديد عليه ومضاعف عليها.. الأحمر غامق اللون كما الأسود، فهل من المستحيل في امتزاجهم معاً أن يخلقا لوناً فاتحاً؟!.
