Ch.04

93 9 21
                                    

إذا لم تستطع أن تكون أفضل منهم ..
إذاً عليك أن تكون الأسوأ على الإطلاق !

************

~ Celine - سيلين ~

أثناء فحصي للمنزل ، استوقفني أمر أثار دهشتي و حيرتي أيضاً ..
فى الطابق الثالث من المنزل الضخم الذي يقطن به ( آل كولينز ) ، يقبع بيانو ضخم للغاية و طرازه خلّاب و كأنه ينتمي للعصر الفيكتورى ..
ليس هذا هو ما أثار دهشتي ، بل لأنه و لغرابة الأمر يشبه إلى حدّ كبير ذاك البيانو الذي كُنتُ أعزف عليه فى حلمي المُزعج منذ يومين .. !

على غير عادَتي بتجاهل رغباتي الشخصية أثناء العمل ، و لكنني لم أستطع كبح رغبتي فى تمرير أصابعي على مفاتيحه الرائعة و سماع نوتة وحيدة أفلتت منه و ظلّت معلّقة حولى فى الصمت و الفراغ ..

لم أنتبه أنني ابتسم بشكلٍ طفيف ، إلي أن انبأتني غريزتي أن هناك من يسترق النظر إليّ ..
اعدتُ ترتيب تعابير وجهي بسرعة ، تزامُناً مع صوتُ مُراقبي و هو يقول بنبرة تحاول الظهور كأنها منزعجة :
" ليسَ من اللائق أبداً العبث بأغراض الآخرين دون إذنهم ! "

حسناً ، يجب أن أعترف أنني تفاجأت حين أدركتُ أن الشاب الشاحب المرتعب من الليلة الماضية يكون هو الإبن الوحيد لعائلة ( كولينز ) ..
كانت هذه مُصادفة غريبة لشخص لا يؤمن بالصُدف مثلي ..

قُمتُ بتنحية أفكارى جانباً ، و التفتُّ لأُواجهه بينما عصفت الرياح الباردة بخصلات شعرى المنسدلة على جانبيّ وجهي ..
انا اكره تركه منسدلاً هكذا فهو يزعجني أثناء العمل و لكنني كنت على عجلة من أمرى هذا الصباح لذا تركته على حاله ..

حركت يدى لإزاحة الخصلات التى تغطي وجهي ، و أنا أراقب تعابير وجهه المتفاجئ و هو يحدّق بعمق إلى داخل عيناي ..
ثم ارتجف كامل جسده بوضوح و كان يبدو و كأنه عاجز عن الأشاحة بنظره بعيداً ..
كانت هيئته تجسيداً لما كان يبدو عليه عند رؤيتي بالأمس عندما كنت على وشك قتل ذاك الجرذ ( إيفانز ) ..

" أنتِ !! "
كان هذا كل ما تفوّه به ، بينما مازال يحدّق بي و كأنني على وشك افتراسه أو ما شابه ..
كان من السهل للغاية قراءة ما يدور بعقله ..
كانت عيناه و تعابير وجهه بمثابة كتاب مفتوح لي ..

بعد وهلة من الصمت المطبق ، قلتُ بهدوء :
" أرى أنّكَ قد تعرّفت عليّ ، ذاكرتك لا بأس بها ! "
كان يبدو ما يزال حبيساً لأفكاره عن ما رآه تلك الليلة المنصرمة ..
لستُ ممن اعتادوا تقديم التبريرات ، لكنني أيضاً أتفهّم أن ما رآه ليس طبيعياً على الإطلاق ، فقلتُ محاولةً طمأنته :
" ليس كُلّ ما تراه صحيح ، بعضُ الأمور ليست كما تبدو .. "

Shadow Play حيث تعيش القصص. اكتشف الآن