بعض الأشخاص حمقي تماماً ..
كحال السمكة التي أطلت برأسها خارج الماء نحو منقار الصقر الجارح ظناً منها أنه يريد تقبيلها ..
و لكنها كانت فريسته !!********************
~ چون - John ~
أقف بشرفة غرفتي مُحدّقاً بالظلام اللانهائي ..
بينما ضوء القمر يُضفي على أمواج المحيط المتلاطمة لوناً فضيّاً برّاقاً ..
فى العادة أجد الراحة و الهدوء فى التحديق فى أمواج المحيط الغير مستقرة و الإصغاء لصوت الأمواج الهادرة ، و لكن لم يكن هذا ذو تأثير فعّال الليلة ..لا أعرف كم مرّ من الوقت و أنا أقف بمكاني بدون حراك ..
كُنت أعي خطواتي بشكل ضبابي عندما تحركت من مكاني اخيراً مُغادراً غرفتي ..
توجهت نحو الغرفة المقابلة لي ، ثم دفعت الباب قليلاً فواجهتني نظرة ( أليكس ) المتسائلة .." هل هُناك أيّ تحسن ؟ "
سألته بصوتٍ منخفض ، بينما عيناي تتجول على وجه الآنسة غراي الشاحب ..كانت ممددة على الفراش بدون حراك ..
لو لم تكن تلك الإبرة متصلة بيدها لتمدها بالمحلول الوريدى ، و قناع التنفس الصناعي يغطي وجهها الصغير ليمدها بالأكسجين اللازم لتستطيع التنفس ، لاستطعت القول أنها فقط نائمة بعمق ..
لكنها لم تكن كذلك !!" لقد أخبرتك بالفعل أنها تجاوزت مرحلة الخطر ، و لكن من غير المتوقع أن تستيقظ قريباً فجسدها و عقلها منهكين و بحاجة للراحة التامة ، لذا اطمئن و اذهب للحصول على قسط من الراحة ! "
قال ( أليكس ) كلماته التي من المفترض أن تجعلني أشعر و لو بقليل من الراحة أو الاطمئنان و لكنها لم تفعل ، لقد تفاقم قلقي أكثر فحسب و ما كان منى إلا أن أومأت له بصمت و انسحبت عائداً نحو غرفتي لأغرق بالتحديق بالفراغ مجدداً ..عاد المشهد يتكرر داخل رأسي للمرة التي لا تحصي فى هذه الساعات القليلة المنصرمة ...
* منذ عدة ساعات *
كُنتُ أراقبها و هى تتفقد رائحة القهوة و من ثم تذوقتها ، و أحدّث نفسي أن حذرها قد وصل إلى حدّ المبالغة ..
كانت الخادمة ترتعش من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ، و لكن لم يبدو على ( غراي ) أنها تأبه لهذا الأمر ..
كانت تحدّق بساعة يدها لبضع ثوان أو ما يزيد عن دقيقة بقليل ، قبل أن تقول للخادمة :
" حسناً يمكنكِ الذهاب "
و لكن لم تختفي النظرة الحذرة بعينيها ، كانت تبدو و كأنها يائسة لتذكّر أمر ما ..
ثم رفعت الملعقة الفضية الصغيرة نحو أنفها مرة أخرى و لمعت عيناها بالإدراك ..