أرضى الصلبة الّتي كانت تمنحني القوة و الثبات ، ضربها زلزال عنيف ..
و لكنّني لستُ أدرى إن كان الزلزال بداخل الأرض أم..
بداخلي أنا !
************************
* Celine - سيلين *
*منذ عدّة ساعات*
بعد انتهائي و ( ثيو ) من مهمّاتنا و التهمت النيران كلّ شئ بالكامل ..
تفرّقنا ، فعاد هو إلى المنزل و ذهبتُ أنا إلى وجهة أخري ..
عبرتُ البوابة الأمنية بذهن شارد و شعور غريب بالإعياء يراودني ، ربما هو فقط تدفّق الادرينالين لذا تجاهلته ..
بعد دقائق قصيرة كُنتُ أطرق طرقات خفيفة على باب مكتب المدير ، ثم أتاني صوته الهادئ من الداخل يدعوني للدخول ..
دخلتُ و أغلقت الباب من خلفي و تقدّمت خطوات قليلة لأقف بثبات مؤدية التحيّة العسكرية ..
" استريحي كابتن غراي "
قال المدير بعيون معلّقة بالأوراق أمامه بينما أتخذ مقعدي أمام مكتبه ..
" كنتُ أُطالع تقاريركم جميعاً بخصوص جميع الأحداث الأخيرة ، و تعجّبت من شئ واحد "
قال بنبرة موحية ، فسألته بهدوء :
" و ما هو ، سيدى ؟ "
" سبب اهتمام ( كريس بلاك ) بالمهمة التي تتولّينها و طلبه لمشاركتكم ، و الأغرب موافقتكِ على انضمامه لكم ، ما هي وجهة نظركِ كابتن ؟ "
سألني بابتسامة هادئة تنمّ عن معرفته بما سأقول بالفعل و لكن يجب علىّ الإجابة على أيّ حال ، فقلت :
" فى بداية تكليفكَ لي و لفريقي بهذه المهمّة أخبرتني ألّا أتردد فى طلب الدعم إن كُنتُ بحاجة إليه ، و بعد الهجوم الّذي تعرّضتُ له برفقة ( چون كولينز ) و الذي اعترف به أحد المهاجمين أنني أنا الهدف المطلوب ، لذا من الواضح أن هناكَ من يرغب بإزاحتي و فريقي من الطريق و قد بدأوا بي أولاً ، و هذا ما دفعني للموافقة على طلب المايچور ( بلاك ) منذ أنّه يعرف الكثير بالفعل عن المهمّة و هو مدرّبي السابق و سيكون ذا عون و فائدة كبيرين فى مساعدتي فى التحقيق فى هذه القضيّة الآخذة فى التفرّع "
" كما هو متوقّع منكِ ، لستِ ممّن يُقحمون تعقيدات حياتهم الشخصيّة فى العمل "
قال بنبرة تقدير مُعجبة ، فأومأتُ برأسي دون أن أُجيب ..
" إذاً ما سبب مجيئكِ الآن أخبريني "
سأل و هو يعقد أصابعه معاً و ملامحه تنمّ عن اهتمام كبير ، فقلت بعملية :
" جئتُ للتبليغ عن أمر ، و مناقشة أمر آخر "
" كلّي آذان صاغية ، كابتن "
قال بذات الإبتسامة المُعجبة ، فأردفتُ قائلة :
" أوّلاً جئتُ للتبليغ عن خطوتي الأخيرة حيث أنني متأكدة أنه لن يكون بإمكاني رفع تقريري قبل الصباح أو انتشار الأخبار بالفعل ..
لقد قضينا على ( إيفانز ) تماماً ، حسناً ليس تماماً فهو ما يزال حيّاً لم يمُت بعد فباعتقادي أنّه قد يكون مفيداً كورقة لإحدي خطواتي القادمة ..
و لكنّه حالياً أصبح بطاقة محترقة و لا يمكن لشركاؤه الإختباء خلفه لمدة أطول ، و سوف أرفع تقريراً مفصّلاً بكلّ شئ "
صمتُّ للحظة ثم تابعت ، قائلة :
" ثانياً ، بالنسبة لما يخصّ الشركاء الغامضين فأنا لدىّ تصوّر ..
صعوبة إيجادهم رغم البحث الدقيق الذي يُجريه ( ستيڤ ) يقودني إلى استنتاج واحد ، و هو أنهم ليسوا بالأهداف الهيّنة أبداً و التورط بمواجهة معهم قد تكون عواقبه وخيمة ، لذا .."
