Ch.11

108 4 93
                                    


انتهت حيرتي و بات الأمر محسوماً ..
إنها ملكي ~
و لكنّها لم تعرف بذلك بعد ...

**************************

~ John - چون ~

عَلا صَوت هدير صاخب فى أذنيّ ..

للحظات لم يستطِع عقلي المشوّش تمييز أن ذلك الصوت لم يكُن سوى قلبي المضطرب ..

شعرتُ بالبرودة تزحف نحو كلّ جزء فى جسدي بينما يمرّ أمام ناظري مشهد مألوف ..

عينان تشبهان الزجاج ..
باردتان كشتاء قارص البرودة ، و لكن يشعّ منهما غضبٌ حارق ..

كيف يُمكن لعينان باردتان أن تحترقا من الغضب ؟!

افترّ ثغرها عن شبح ابتسامة هازئة ، مُردفة بهدوء دبّ الرُّعب فى أوصالي :
" أنتَ لا تعرف بعد ما أنا قادرةٌ على فعله .. "

و قبل أن أُدرك ما يحدث ..
كانت فوّهة مُسدسها مُصوّبة نحوى ...

دوّي صوتٌ يصمّ الآذان ..
ألم حاد لا يُطاق كخيط من نار يخترق ذراعي الأيسر ..
دماء ساخنة تسيل بغزارة ..

" سيلين .. ! "
همستُ باسمها بضعفٍ يائس ، بينما رأسي يدور و الخدر يزداد ..
و الظلام يبتلعني ببطء شيئاً فشيئاً ....

*******************

* منذ بعض الوقت *

عندما فكّرتُ أننا سنحظي بأمسية مميّزة سوياً ، لم يخطر ببالي أنّها قد تنتهي بهذا الشكل المروّع ..

السرعة التي تحوّلت بها الأجواء من حولنا يصعب على العقل البشري الطبيعي استيعابها ..

و لكن ( سيلين ) ..
أو بالأحري الآن ( الكابتن غراي ) .. لم يبدُ أنّها تعاني من الإرتباك الذي يعصف بي بعنف ..

" ابقَ مُنخفضاً حتي أُخبركَ بالنهوض "
قالت جملتها بدون انتظار لأي رد فعل منّي لأنها اعتدلت جالسة و بدأت بإطلاق النار بدورها أيضاً ..

لا يُمكنني تخيّل عدد المرات التي واجهت فيها مواقف مُشابهة حتّي تستطيع الإستجابة بمثل هذا الهدوء و برودة الأعصاب ..

كان وجهها يشبه منحوتة صخرية بلا تعابير ..
و الفضّة السائلة المتوهّجة بعيناها عادت لجمودها و برودتها المعهودين ..

كُنتُ مُنخفضاً قليلاً و لكن ليس بالقدر الّذي يمنعني من رؤية ما يحدث ..
كانت تطلق النار ببراعة شديدة تجعل من يراها يظنّ أنّ ما تفعله فى غاية السهولة ..

Shadow Play حيث تعيش القصص. اكتشف الآن