الليل وما أدراكم ما الليل !
كم من قصة غرام أبتدت فيه وثانية ما حالفها الحظ تستمر ، كم ذكرى عزيزة بصدورنا من أحبابنا خانها الليل وذبحها في صباها قبل يشتد عودها وتكبر ونتنعم بذراها ، كم قلب وقفت له الحياة وقفت عدو لين آمن برداة الحظ وصفق يدينه بيأس من الدنيا وأهلها وهو يعد المخاسير ولا حتى ظفر بغنيمة وحدة تحفظ له دم قلبه ما عاد من يأوي له ولا عاد فيه من يحن عليه ، كم خاطر عليل ما لقى له مداوي جفوه العرب وأحبابة وهو ينقل خاطره عل وعسى يلقى أجاويد تجمل فيه وتحتويه ، كم صاحب فارقنا وجزانا بالصد والهجران وهو له بين الضلوع العوج دار ومحل ، كم واحد نام وهو يستبشر بكرة وجاء بكره والحال هو الحال ،خواطرنا احوالها ماهي وحدة و أوجاعنا متفاوته ماهو بكلنا دالهين ولا كلنا ملتاعين ، الحياة خذلت ناس وجبرت ناس ، اشخاص صمدوا معانا وحطونا بقلوبهم بحسبة الربع وبني العم وناس عاونوا الحياه علينا وحطونا ورى ظهورهم ما انصفونا ولا ردوا لنا حق !
في ليلة من ليالي الشمال الباردة ••
وانا بعد انتظر من الحياة شي وليلتي هالليلة ما ادري وش اسميها مبسوط وخايف انتظر شي واحد لا اعطتني اياه الحياة ما عاد ابي منها شي انتظرها هي ابتسم وهو يحط يده اليمين على صدره : حقي عليها أنها تقبل بي زوج لها وحقها علي اني احطها بوسط المحاجر واقفل عليها يـالله لو تدري وش هي بعيوني يـالله لو تدري أنها والله العظيم الدم اللي يمشي بعروقي يـالله لو تدري أنها والله سبايب بسمتي وان روحي مربوطة بروحها ، تنهد تنهيدة طويلة وهو يرفع راسه للسماء العريضه ، لا تخيبين قلب ولد عمتس وتردينه والله محد بيرضى انه ياخذ العذاب من روحتس ويدفنه بضلوعه غيري انا والله ان مافيه احد يحبتس بذا الحياة اكثر مني لا توجعين قلبي وترفضيني الصبر ان ما ذبحني اليوم بيذبحني بكره ابيهااا مععععاي وبسس والله ماهي صعبة بس الحياة كل شي لي ما تدانيه !
محمد طلع من مجلس الرجال متوجه للشارع يبي يتصل ع امه وخواته حتى يمشون قبل يطلع من بيت عمه لمح سيف واقف بروحه بالحوش ويهوجس ابتسم لـ سيف ورفع يده له ، سأله وهو عارف الجواب ذا خويه كيف ما يدري باللي شاغل باله : وش تهوجس فيه
سيف ناظر له : امي بتخطبها من خالتها اليوم
محمد ناظر له برأفة : بتوافق ان شاءالله لا تذبح نفسك بالتفكير يوم جيت تحب ما حبيت الا اميره بنت عمي ناصر والله اني اخبرها وحنا ورعان راسها قوي وعوبا ، وضحك ، وكانت ما تدانيك
سيف ابتسم وهو شارد بفكره ولا هو مع العالم وذا طبع فيه يسج واجد خاصة لا صارت قريبة منه ما عاد يحس انه مع العالم فـ كيف وهي ببيته : قلبي ماهو بيدي
محمد حط يده على كتف سيف بحنيهّ : لا تسمع لقلبك واجد القلب ذباح صاحبه ياخوي لو ما صارت لك وشبتسوي بتموت حبها وحط لروحك مخرج من هالحب لو ترفضك ما انت بجابرها عليك لا توقف بصف قلبك وتهمل عقلك حبها وانت واعي انها ممكن تكون لك ، وكمل كلامه بتردد ، ويمكن تكون لغيرك
سيف ناظر لـ محمد بحدة : والله ماياخذها احد غيري ويعقب اللي ياخذها والله لا اتعشى من ضلوعه واشرب من دمه مابعد جابته امه اللي ياخذها
محمد سكت ما يدري وشيقول يدري ان خويه رايح فيها ما ينفع معاه الكلام ولا احد يقدر ينقذه من اللي هو فيه ابد ..
سيف ناظر لـ محمد بتوجاد : هي ليه مالها شبيه
محمد ضحك : من تبيها تشبه بس
سيف بهيمان : احد من اخوانها
محمد ربت على كتفه بخوف على خويه : يا عزتي لك يا ولد عمي عز الله انك طحت طيحة قشرا
سيف طلع جواله من مخباته ورفع عيونه لـ محمد : الشماته ماهي بزينه
محمد ضحك : انا مابي ابتلي بهالبلوة ذي خل قلبي لي بس
سيف : اقول امش امش بس نروح للرجال
محمد : والله اني جاي باخذ الاهل للبيت الليل امسى والعجيز تبي تنام وبعدها بمرك مبطيٍ عنك
سيف بترحيب : بيتك ومحلك ابد بس دف الباب وادخل ما قدامك الا ابوك واخوانك
محمد بأبتسامة : الله يطول بعمرك ياخوي بس علمني متى ينام الشايب عشان ما ننطرد
سيف ضحك وراح لمجلس الرجال : ازهل
ركب سيارته واخذ اهلـه ورجعوا للبيت ، سيف رااح للرجال وكل تفكيره فيها
—
بمجلس الحريم اللي تقريباً بدو ينصرفون منه اغلب المعازيم ما بقى الا ام سند ..
ام سياف بأبتسامه : ابكلمتس بموضوع يا ام سند واظن ما بينا مقدمات عيالنا عيالكم وعيالكم عيالنا
ام سند بأبتسامة : انشهد قولي اللي بخاطرتس
ام سياف : اللي بخاطري شي بيسر خواطرنا وخواطركم ان شاءالله سيف ولدي يبي يتزوج وانا ما لقيت لولدي نسب ازين من نسبكم وولدكم جاي يطلب اميره بنت عمه على سنة الله ورسوله وانا والله لو انه مو قد هالزواجه ما طلبت يد بنتكم انا مابي بعد تصير بيننا خلافات ومشاكل ولا عندي اغلى منكم انتم اهلنا وعزوتنا ولا لنا الا بعضضضنا
فالجانب الثاني من البيت تحديداً بالمطبخ كانت واقفه تشرب مويا لكن الكلام اللي سمعته أنصب على اذنها بحرارة وقسوة وكأنه رصاص ذايب ما تدري شصار لثواني فقدة قدرتها على التوازن طاح الكوب من يدها ورجعت على ورا وهي تناظر للفراغ بـ ذهول رفعت يدينها لشفايفها المُرتجفة : اا انااا اتـ اتزوج سـ سيفففف !!!! ، كملت كلامها برجفة قوية ما قدرت تسيطر عليها ، والله ما اخذه والله اهه ياربي وقلبي وقلبي كفاية اني كل يوم أتعذب كفاية ان الافكار ذبحتني وانا اتخيل انه ممكن يكون لوحدة من بنات عمي يارب مابي ماااابي ..
وقفوا الحريم بخوف وهم يسمعون صوت بالمطبخ ..
ام سياف بخوف واضح : بسم الله من هناك
الجازي مسكت يد امها وقامت : خليتس يمه انا بروح اشوف ارتاحوا اكيد احد من الورعان او شي
ام سياف ناظرت لها وهي تفكر بالصوت : روحي روحي يا بنيتي شوفي منهو اللي هناك
الجازي راحت للمطبخ : ابششري
اميره واقفه للحين بمكانها وتفكيرها واقف عند اخر شي سمعته وقلبها اهه يا قلبها عذبها عذبها تحسس بكتمه وتعببببب اقوى منهاااا بكثيييير بكثير دخلت الجازي المطبخ بصدمة : اميره وشفيتس بسم الله عليتس تعالي لا تتعورين
اميره ناظرتها بشرود واضح : اسفه ما انتبهت للكوب
الجازي مسكت يدها بخوف صادق : ياشيخه فداتس عطيني يدتس جاتس شي ؟
اميره هزت راسها بالنفي وسحبت يدها من يد الجازي : لا ، انا بروح للبنات
الجازي بأبتسامة : تمام يروحي بس أمانة ما فيتس شي
اميره بشرود : لا
الجازي جلست تجمع الزجاج وهي تحاتي أميره وخايفة عليها خايفة انها متوجعة وتكتم هالشي بداخلها ، الجازي زوجة أخو اميرة تملّك قلب طيب جداً وكبير حنيتها لو تتوزع على العالم بتكفيهم كلهم أنسانة نظيفة اذا ما نفعتك مُستحيل أنها تأذيك ابد ..
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
General Fictionرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74