الجزء الرابع والخمسون

278 9 0
                                    

جمعت اغراضه وهي تناظر للشنطه ما كان فيه شي كثير كلها اشياء بسيطه كانت ملابسه بالبيت ، طلعت وهي تناظر لظهر فهد اللي اخذ الشنطه ويمشي  ويروح للمجلس ، جلست على الكنب وبان على وجهها الحزن ، ميساء حست بحزنها جلست بحنبها وهي تناظر لها بمواساة وقبل تتكلم تكلمت هي : يعني وش الشي اللي سويته اللي يخليه ما عاد يبي يرجعني
ميساء ناظرتها بضيقه : اعطيه وقت بأذن الله كل شي بيتعدل وبترجع المياه لمجاريها
اميره بـ لهفه : على ما ترجع المياه لمجاريها وانا ميته من الظمأ !
ميساء بأبتسامه : تفائلي بالخير سيف تدرين انه يحب الأرض اللي تشيل اميره
اميره بعبره : عاش بدون اميره بيكمل حياته
ميساء بذات الابتسامه المُشرقه : تقولينه لان زعلانه تدرين انه يحبتس
اميره بنبره حاده : يحبني يجي يعدل اللي حصل ويخلينا نتفاهم من جديد مو يتركني كذا !
ميساء مسحت على يدها بطبطبه خفيفه : ماعليه ياقلبي انتي بيرجع بيرجع
اميره قامت وهي متضايقه راحت للمجلس شافت امها وفهد جالسين جلست عندهم وهي ملتزمه الصمت وباينه عليها الضيقه لكن مثل ما قالوا الناس " العين بصيره واليد قصيره "

في عصر اليوم التالي ~
كالعاده اخوان ابو سند وعياله وبناته وزوجته موجودين جميع عنده ، والكل شافه وطلعوا وكلٍ راح يقضي لزومه وهو يدعي له بقلب مُحب حزين على وضعه وبأيمان ويقيق ان الله يشفيه ويرد عليه عافيته ..
قبل انتهاء وقت الزياره بـ عشر دقايق ..
نزلت يدها من يده وملامح وجهها تتغير ويظهر خلف نظراتها غضب أسود مجنون كاد ان يجعلها تحرق بالمستشفى امَا عنده هو فكان يصد عنها وهو يشعر من داخله انه يحمل مشاعر ولا قدر يفسرها للجازي !
أعتقد انها مشاعر تأقلم او ولاء الأكيد ان هناك طمأنينة من ناحيتها يحس انه بحاجتها اللي طايح داخل عمها والعم لا صار طيب يقدر يعوض مكان الأب دام الجد واحد الدم للدم يحن ويشتاق ويتلهف!
اماني زمت شفايفها بكره : هذي وشجايبها ! مسويه فيها طيبه ولا احد قايل لها تجي عشان تشوفك
نزل يده وهو يضغط يدها وينهرها من الكلام اللي تقوله : هذا عمها والجازي ما درت بي ارتاحي الجازي حاذفتني ورا ظهرها ولا عاد تبيني!
اماني تكتفت وهي تنتظر نهايتها ، الجازي سلمت على ام سند وبناتها متجاهله اماني ، دخلت عند عمها بدون ان تعير سند او اماني بأهتمام بسيط حتى ما اعطتهم نظره وحده وكأنهم هواء شي ما ينشاف ابد بالنسبه لها !
دخلت عند عمها وهي تحب راسه وتسلم عليه وتسولف معاه عن بعض الاشياء اللي حصلت لهم وعن ذكرياتهم الجميله مع بعض ، حست بحزن يحوم حول صدرها قامت بسرعه وقررت انها تطلع لكن عند مقبض الباب شي منعها من الخروج ، ما كانت مستعده للمواجهه ولا تدري وش تسوي شعور استجد عليها ولا قدرت تعرفه !
رفعت يدها على صدرها وهي تتنفس بصعوبه دعت بداخلها انه يكون طلع من المستشفى بكبره ما تبي تشوفه ، اخيراً قدرت تطلع لكن للأسف كان موجود!
ام سند بأبتسامه : من طيب اصلتس يا بنتي ما تقصرين الله يجزاتس خير
الجازي : حق وواجب هذا عمي بعيداً عن كل شي
سمعت ضحكة اماني وراها وما اهتمت لها تحس ان الرد عليها شي كثير هي ما تستاهل منها التفاته !
اميره ناظرت لـ اماني اللي جالسه تاكل الجازي بنظراتها : بشويش اماني
اماني تغيرت ملامحها ورفعت عيونها لـ سند اللي كأنه مهوجس ماهو معاهم بشي : خلنا نمشي مابي اجلس هنا ثانيه وحده حتى ، وعمي بدعي له .
اميره مشت بخطوات واثقه ناظرت لها : لحظه ، ابوي ماهو بحاجه لدعواتس ذا اول شي وأنت بتجي ولا خلاص صار ممنوع اللحين!
ام سند ناظرت اميره بزعل : اميره عيب عليتس ! وشهالكلام اللي تقولينه هذا اخوتس الكبير!
سند ناظرها بسخريه : وتلوموني يوم امد يدي عليها وتقولون اختك واختك شوفوا اختي ما تحشم احد ولا تحترم احد
اميره : اسمعني بس ابوي ماهو بحاجتك واللحين انقلع انت وياها وين ما تبون روحه بلا رجعه ان شاء الله ابوي غاسل يده منك أصلًا يلا يلا انت وياها
سند مسك معصم يدها بغضب وبانت اصابعه حول معصمها ، جت ام سند بعجله : انتم حتى هنا تتهاوشون بتجلطوني انتم خلاص اتركوا بعض اتركوا بعض انا لو بموت بموت منكم والله العظيم
نزل يده من معصمها بغضب : ابوي تزوج على امي عشان بس يجيب لنا وحده نبلش بها الله يسامحك يا يبه الله يسامحك بس
ام سند ناظرته بغضب : انت شتقول ؟ وش هالكلام اطلع اطلع بسرعه لا اشوفك هنا اطلع
طلع سند وهو متحسف على الكلام اللي طلع منه دخل السياره وهو متضايق شاف اماني مبتسمه وفي اقصى مراحل سعادتها : عرفت لها مسكتها مع يدها اللي توجعها حيوانه متفضلين عليها وجايبينها عندكم وترفع صوتها عليك ولا تحشمك قدام احد
سند بغضب : شتقولين انتي تراها اختي وذا بيت ابوها مثلها مثل المها والهنوف
اماني بسخريه : تضحك على مين بذا الكلام ! امانه متى حسيت فيها انها اختك ؟ هذي اخت بالله
سند مسح وجهه بضيقه : قسم بالله اني اخطيت بحقها صدق
اماني ناظرته بقهر وناظرت للطريق وهي تتحاهل ذا الحوار مبسوطه باللي صار لأميره وسعيده جداً على حزنها ونظرات الانكسار اللي شافتها بعيونها قدام الكل....
من طلع من المستشفى وهي بحاله يُرثى لها كانت تسمع كلام الكل حولها ام سند الجازي خواتها كلهم ينفون كلامه ، لكن الجرح اللي تركه لها سند كان عميق جداً وقوي ولا قدرت تتجاوزه بصعوبه رغم قوتها وصلابتها ..

‏مدري تعاظم كبر جرحه وجرّاحه
‏وإلا البطل دايم جروحه بطوليّه؟

ابتعدت عن حضن ام سند وراحت للمها اللي فتحت لها يدينها واخذتها في حضنها وهي تحس بغِل على سند : لا تضيقين انتي تعرفين سند اكثر منا ! هذا مافيه خير لابوه بيصير فيه خير لخواته !
ام سند بضيقه : حسبي الله ونعم الوكيل ، همست بصوت قصير " استغفرالله العظيم الله يهديك الله يهديك "
الجازي مسحت على ظهر اميره بغبنه من سند اللي تعرفه زين وتعرف كلامه الحقير محد يعرفه كثرها ، ما يهمه الا نفسه بالمقام الأول مُتغطرس نذل اناني يحسب قلوب الناس حجر ماهي دم ولحم ..
الهنوف بضيقه : يمه سند مو طبيعي ليه كذا تصرفاته!
ام سند بزعل : هذا هو سند لحد يقول تبدل عقب ما اعرس النظيف نظيف والمعتدل معتدل والنذل نذل لو حركته هبوب ثار على البشر .
الهنوف راحت لاميره وهي تناظرها بحزن : تعالي خلينا نرجع فهد برا
ام سند : هو كلمتس
الهنوف : ارسل لي بالواتس !
ابعدت نفسها عن المها ومسحت عيونها بعبره وقهر من كلامه لها : بروح للحمام شوي وراجعه
ام سند ناظرت للهنوف : بنرجع انتي خليتس معاها
راحوا للحمام ، وناظرت ام سند للجازي : وانتي متى ترجعين يا بنيتي؟
الجازي : انا جايه بسيارتي يا خاله لا تشيلين همي بس تكفين طمنيني على اميره تامرين على شي
ام سند : سلامتس الله يحفظتس لعيالتس ولنا
الجازي طلعت من المستشفى وجلست بسيارتها دقايق وهي تتذكر كل الكلام اللي سمعته من سند ، قهره لها تحقيره لكيانها غطرسته وتجبره غلطاته الدايمه لها وعليها مسحت دموعها اللي نزلت بدون ادراك منها وبدون ما تحس رفعت راسها وهي تلبس نظارتها تكلمت بصوت مبحوح : كم قلب باقي ما كسرته يا سند ، ياويلك يوم تلاقي ربك ياويلك .
‏لا تنهمر
‏لأن ماورى الإسراف بالعواطف
‏-الا الحسايف-

رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن