ام سياف بسعاده : والله ان نسبكم ينشرى بماء العين يا ام سهم ما ينعاف والله انا موافقه لكن لازم ابوها واخوانها يوافقون والبنت بعد لها راي والله يكتب الخير
ام سهم ابتسمت براحه : الله يكتب لهم التوفيق والخير ..
قامت من عندهم وهي تسحب رجولها بالغصب دقايق مرت وهي تمشي على الدرج بدون وعي منها ولا انتباه كانت خطواتها ثقيلة ثقيلة لدرجه انها تحس انها تحمل على ظهرها جبل أرهق خطواتها وثقل من حركتها بشكل كبير استندت على سـور الدرج بأنهاك حتى يساعدها على الوقفه ويمنعها من انها تطيح رغم انها طايحه اصلاً طايحة في هاوية عميقة وروحها غرقانة من شدة الظلام اللي ينهش صدرها ويحيط فيها من وين ما لدت وجهها ..
دخلت الشقه اخيراً جلست على الكنبه سمع صوت الباب طلع من الغرفه وهو يناظر لها بأستغراب شديد من هيئتها اللي جلبت له الشك انها مو بخير ابداً وان فيه كارثة صايره لا محالة ..!
مّشى بتوتر وراح لها وهو يجلس بجنبها أنتبه لنظراتها الضائعة وجلستها الهزيلة ويدينها المرمية على الكنبة بدون أدنى حيل تثبت فيه روحها كانت نظراتها غريبه غريبه عجز يفسرها تحدق بالفراغ بدون اي شعور !
رفع عيونه بأندهاش وهو يناظرها بخوف : اميره بسم الله عليتس وشفيتس تناظرين كذا؟ تعبانه!
قرب منها اكثر وهو يحاوط كتفها بيده اليسار ويحاول يفهم نظراتها اللي انفجع منها لـ ابعد حد وكأنها سامعه مصيبه : اميره فيه احد صاير له شي تكلمي! عمي اخوانتس احد من اهلتس وشفيتس ساكته كذا !
هز كتوفها بقوه وبدأ هنا صدق يسيطر عليه الخوف ويخرج عن هدوئه وهو يشوف شكلها اللي ما يطمن ابد ويأكد له كل مخاوفه صرخ بدون وعي منه وهو يبيها تهدي عقله وتطمنه من الافكار اللي تنهش روحه بهاللحظة : امييييره رددددي انا اكلللمتتس رديييي على سؤالليييي لا تخوفيني!
اظلمّت الدنيا بعيونها اللي يتسسلل منها الدمع بغزاره وكأنه منحبس فيها من سنين طويلة وتم إطلاق سراحه اليوم ، اهه يا مرارة الشعور اللي تحس فيه واهه يا صعب مواجهة هالشعور بالذات ، جاء اليوم اللي سعّت بكل جوارحها انه ما يجي جاء وبدت ترفرف خسارتها قدام عيونها نذرت قلبها لـ محمد لكن شائت الاقدار ان قلبه يكون لغيرها !
وقفت وكأنها ملسوعة مَشت قدام عيونه بأستعجال وهي تضرب نفسها : لا لا لا كذب كذب يكذبون انا ادري انهم يكذبون والله العظيم يكذبون والله العظيم انا ادري
طاحت على الارض بعد ما خارت كل قواها وانهارت دفعة وحدة حَست بشي يشبه الانفجار في جوف صدرها يفجر قلبها جلست تصارخ بقلب مكسور : لاااا والله لا لا والله لا يكذبون كذب كذب انا متأكدة انا متأكدة..
ارتطم رأسها على الارضيه بعنف وهي تصارخ وتضرب نفسها وسط نظراته المصدومه بدون وعي منها بالشي اللي قاعده تسويه جاء لها بأستعجال وهو يرفعها من الارض ويصرخ فيها بصدمه : من اللي يكذبب تكلمي وش صااااير!
رفعها غصب وهي تلقي عليه كل الشتائم اللي حافظتها ما اهتم لذا كله كل اللي يهمه وش اللي قلب حالها كذا وش اللي غيرها قبل نص ساعه نزلت من عنده وهي مبتسمه واللحين منهاره !
ما تبي تناظر لعيونه ما تبي كل ما شافت عيونه بكت أكثر هو اللي حرمها من محمد بسببه هي خسرت محمد وهالشي ضاعف حقدها عليه لدرجه كبيره ..
كانت تبكي وبخاطرها تبكي اكثر لين توصل لـ مخرج من ضيق صدرها يخليها تقدر تتنفس بأنتظام تقدر تتكلم طبيعي غير انها تصارخ اخذها وجلسها على السرير بضيق ونزل تحت ..
من انتبهت انه طلع من الشقه بكبرها سمحت لنفسها تبكي وتنهار اكثر تتكلم براحه اكثر سمحت للكلمات المسمومة تطلع من صدرها ما تبي احد يعاتبها على دموعها على تصرفاتها تبي يتركونها تعزي نفسها فيه يتركونها تبكي على أطلال ذكرياته الباقية في قلبها يتركونها تبكي سنينها اللي نست كيف تعيشها وهي تنتظر جيته وتبدأها معه يتركونها بس!
هي بترجع بترجع لهم بس فيه جرح ينزف داخل روحها تبي توقفه فيه ذخيرة من الدموع ما بعد خلصت ولازم تفرغها فيه تسع وتسعين لعنه في صدرها تبي تطلقها من بين ضلوعها فيه فيض من الشتائم قاعدة تنحّر روحها وتبي تتخلص منها ..!
اتركوها تبكي اتركوها اتركوها دام هذا اقصى شي تقدر تسويه لنفسها هي ما عاد عندها حريه بشي سوى دموعها اتركوها تبكي بعد ما هدمتوا حلمها اتركوها تبكي عزوتها تبكي اهلها تبكي حبيبها تبكي محمد اتركوها .
نزل لـ امه بأستعجال وبين كل خطوه والثانية أمتار كثيرة راح لها سمعها تسولف مع ام سهم ..
سيف يحاول يسيطر على طبقة صوته وقف ورا الباب بحيث انه ما يشوفها: السلام عليكم وشحالتس يا ام سهم
ام سهم بحنيه : هلا يولدي الله يعافيك بخير ونعمه انت وشخبارك يايمه عساك طيب
سيف بتوتر : بخير الحمدلله حياتس الله في محلتس يا ام سهم
ام سهم بأبتسامه : الله يطول بعمرك بيت عامر بوجودكم فيه عسى الله لا يخلي الارض منكم يالطيبين
سيف : الله يطول بعمرتس .. ماعليتس امر يا يمه تعالي ابيتس شوي ..
ام سياف ناظرت لـ ام سهم : عن اذنتس .. ام سهم هزت راسها ومشت ام سياف ناظرت لـ سيف بأستغراب : وشفيك ؟
سيف بخوف : يمه صاير شي ؟ احد به شي
ام سياف نشف الدم بعروقها وهي تناظر له بفجعة : بسم الله وشصاير وش انت سامع ؟؟
تكلم بغصة : مدري مدري يمه اميره مو بخير ابددد يمه تكفين تعالي معاي تعالي شوفيها مدري وشصابها فجأه تكفين تعالي
—
طلعت من غرفتها بملل .. تعبت وهي تمثل تحس انه صار ما يصدقها من كثر التمثيل خايفة يجي يوم ويواجها ويقولها انتي كذابه وهي تدري هو وشكثر يكره الكذب!
طلعت تتمشى في البيت كان ساكن جداً وهدوء مافيه ازعاج ابتسم قلبها وهي تشوف قطرات المطر على الشباك وتسمع صوت المطر مع صوت الرعد مع منظر البرق اللي يضوي السماء بالليل كان شي يستحق الوقوف والتأمل ..
اختفت ابتسامتها وهي تشوفهم واقفين بالحوش تحت المظلة وتسمع اصوات ضحكاتهم رجعت خطوتين للخلف وقفت ورا الباب تحاول تسمع شي من كلامهم!
جات على بالها فكره : نلعب
سهم ناظرها بحماس : نلعب ليه ما نلعب!
وقفت قدامه وهي تضحك : نلعب غميمه انا اتخبى وانت تدورني وش رايك؟ ترا كنا نلعب انا وملاذ وابوي لحد قبل تاخذني يعني عادي
ضحك سهم : بسيطة ذي يا بنت الحلال بلقاتس بسرعه تشوفين الحوش كيف فاضي انا اقول ماله داعي تتخبين
تكلمت بتحدي : لا ماعليك بتخبى بمكان حتى الجني الازرق ما بيلقى لي اثر بس ممنوع الغش اهم شي
سهم نزل المظلة وهو يروح يمّ الجدار عشان تتخبى براحتها : روحي يلا
نوره : بروح بس تعد من واحد لين عشره وبشويش اعرف حركاتك
سهم : اعد هاه اعد وجارنا بيته بجنب بيتنا واليوم متقهوي عنده العصر وش تبينه يقول عني ! والله لا تروح كل هيبتي عشان لعبة
ضحكت : ما درا عنك نايم اللحين يلا تكفى
سهم ما حب يخليها بخاطرها :يلا روحي وترا بعد بصوت قصير عاد سمعتي ولا ما سمعتي
مشت نوره : ماعليك ماعليك بسمع يلا ..
دخلت داخل البيت اقرب مكان فكرت فيه تحت الستاره الطويلة اللي يمّ الشباك لان هو سيده بيروح للمطبخ او بالغرفه اذا ما لقاها بالحوش وفعلاً مرت عليهم اربع دقايق وهو يدورها وهي كاتمه ضحكتها في داخلها ما تبي تنفضخ وخاصة انها ما تقدر تتحكم في ضحكتها ابداً حَست فيه قريب من الكنب ويدور وهنا خافت صدق وفعلاً شافها سحب يدها وهو يناظرها بانتصار : تعالي تعالي
نوره حطت يدها على يده : غش وربي غش اتركني
سهم سحبها وهو يطلعها بسرعه : مو على كيفتس تلعبين بقوانين اللعبة انتي وراستس ترا كنا نلعبها انا وابوي ومحمد
نوره ضحكت : يشيخ تطقطق انت ! طيب خلاص فزت شكلك اول مره تفوز
سهم : انا فايز من ثلاث سنين
طلعت من ورا الباب وهي تصفق بيدينها وتبتسم : الله الله وش هالرومانسية اللي عليكم ماشاءالله صراحه واو
سهم ناظرها بصدمه : عروب !
عروب ضحكت بغبنه : ايه عروب زين انك تذكر اسمي للحين خلك معاها اشبعوا من بعض انت ما راح تتغير ابداً ظالم ظالم وبتبقى ظالم طول عمرك انا تاركني في غرفتي ورايح تركض معاها هنا وشوضعكم انتم !
سهم بعصبيه : اليوم مو يومتس وشعليتس مني ؟
عروب بغضب : انا ولا يوم لي علمني بس متى صار لي يوم واحد حتى وانت معاي بالك عندها وتفكيرك عندها تعبت منك تعبت
نوره سحبت نفسها من بينهم ما تبي تكبر السالفه تبي تروح لغرفتها وهم يتفاهمون بروحهم ..
لكن انصدمت من عروب اللي سحبتها مع يدها بقوه وهي تكلمها بقهر : مسويه فيها الطيبه والبريئه وانتي راس الافعى يا حيوانه وشتبين مني انتي وشتبين تكلمي وشسويت لتس !
سهم مسك عروب وهو يبعدها عن نوره اللي ما تحب المشاكل اصلاً ولا متعوده عليها عكس عروب اللي كل يوم تفتعل مشكله من ولا شي وكلها دافعها كان الغيره من حب سهم لـ نوره رغم انه ما يتعمد يستفز غيرة عروب : قسم بالله ما عدلتي نفستس اني لا اوديتس للملحق تعيشين فيه بروحتس وتصارخين هناك على راحتس محدٍ داري عنتس لو تموتين
عروب فقدت اعصابها من كلامه : بتطردني للملحق عشان حرمتك العقيم يا حقييير ما تبي احد يخرب اجوائكم الرومانسيه الفاضيه ا...
ما كملت كلامها وهي تحس بحرارة أصابعة على خدها ناظرته بحقد وهي تناظر لـ نوره بقهر وتتكلم من بين أسنانها : ارتحتي اللحين الله لا يوفقتس يشيخه الله لا يوفقتس
نوره راحت لغرفتها وهي مصدومه من الموقف اللي صار قدام عيونها جلست على السرير وهي للحين تحت تأثير الصدمه ..
سهم جاء لغرفتها بأستعجال ناظرها بغبنه : نوره ليكون زعلتي منها ذي سفيه قسم بالله ما ينرد عليها الصوت
نوره ناظرته بأستغراب : لا والله ما زعلت بس ليش تضربها مهما كان هي حامل وتوها صغيره ما تعرف
سهم ارتاح مبدئياً انها ما بكت لانه ضعيف جداً قدام دموعها ولا يتحملها بالمره : انتي ما سمعتي وشقالت صوتها واصل اخر الحاره .. همس بقهر .. ذي ما تستحي والله
نوره ابتسمت : ماعليه صغيره يا سهم بكره تكبر وتتغير ان شاءالله
سهم ناظرها بتوتر يبي يتطمن انها ما زعلت ويرتاح : انتي زعلتي من كلامها
نوره انجرحت منها كثير بس ما تقدر تقول هالشي لـ سهم ما تبي تزيد عليه خاصة انه هالايام منضغط من دوامه ومن عروب اللي كل يوم طالعه بسالفه حضنت يدينه بين يدينها : ما زعلت منها والله والموضوع بكبره ما يزعلني لأنه ابتلاء وانا راضيه فيه
سهم جلس بجنبها وهو يحضنها ويحس بتأنيب ضمير قوي يدري انها تكابر على حزنها وان الكلمه اثرت عليها : جعلها فدا لتس والله
—
ام سياف تركت كل شي وراها وراحت مع سيف لـ شقتهم وانصدمت لمن شافت شكل اميره المنهاره بالحيل ..
ام سياف جلست على الكنبه وهي تمسح على ظهر اميره اللي كانت تصارخ مو بس تبكي : اميره يايمه بسم الله عليتس وشفيتس وشصاير تكلمي يابنيتي بسم الله عليتس
ما ناظرت لها ولا حتى اهتمت لوجودها كل اللي ببالها محمد وابوها ابوها اهه يا ابوها ..
ام سياف ناظرت لـ سيف بذهول : بكلم ام سند يمكن صاير شي والبنت منهاره ما تقدر تتكلم وتقول لنا
اميره صارخت عليها بحقد بدون ما تحس بنفسها : مو صاير شي اطلعوا برا اطلعوا اطلعوا مابي اشوف احد اطلعوا كلكم برا
سيف ناظرها بصدمه ام سياف مسكت يده ما تبيه يهاوشها وهي بـ هالحالة خاصة انها اول مره تشوفها بـ ذا الوضع : تعال معي تعال يلا
ام سياف مسكت يدين سيف بمؤازرة وهي تشد عليها تحاول تعطيه شوي من قوتها حتى يقدر يحتوي اميره ويفهم منها كل شي : ابوي انت لا تهاوشها يا يمه اجلس معاها وشوف وشفيها انا بجلس مع الحرمه مابيها تحس بشي لا تهاوشها يا ولدي يمكن فيها شي ..
طلعت من عنده ونزلت تحت لـ ام سهم وقلبها مشغول مع اميره اللي ما يدرون وش صابها فجأه ..
—
دخلت المطبخ وهي حاطه على راسها جلال ابتسمت وهي تشوف خالتها ام سند قربت منها : خاله وشتسوين مع ذا الليل
ام سند اللي واضح عليها التعب ابتسمت لها : ولا شي يا بنيتي فيصل اخوياه بالمجلس ويبي قهوه وشاهي والبنت نايمه في دارها
ميساء : افا يا خاله وانا وين رحت ليش ما قلتي لي اسوي لهم والله فاضيه ما عندي شي
ام سند مسكت يدها : ما تقصرين يا بنيتي ما انتي مكلفه بهم هذول شباب ما يتجمعون الا نص الليل وانتي وراتس رجال ومسؤوليه
ميساء : مهما كان يا خالتي انتي تشوفيني فاضيه اتصلي علي وبجي اسويها عطيني عنتس بس
ام سند عطتها اللي بين يدينها وراحت تجلس بالصاله قدام التلفزيون انتبهت لـ الباب اللي انفتح قرب من عندها وهو يحب راسها : الله يمسيتس بـ الخير وشلونتس يـمه
ام سند بأبتسامة : بخير الحمدلله علامك ابطيت !
فهد تكلم بأنهاك : بلشت مع ذا العيال ما خلوني الا الصبح يبي يجي
ام سند : ما يصير يا ولدي انت رجال معرس اللحين السهر لـ اخر الليل مابه سنع وحرمتك حامل لو تعبت ولا احتاجتك وشلون بتجيها ما تجيها الا هي طايحه
فهد : ماعليها خلاف ان شاءالله الهنوف وينها فيه
ام سند بهدوء : نايمه
فهد ناظرها بأستغراب : اللي بالمطبخ من اجل وشذا الصوت !
ام سند : حرمتك تشتغل
أسَود وجهه من الغضب ناظر المطبخ :تشتغل والولد بالمجلس!، قام بدون ما يسمع كلام امه ناظرها بنظرات ناريه حست قلبها بيوقف من الرعب ، وش جايبتس هنا ؟
ميساء بصدمه : شفت خالتي تشتغل وهي تعبانه من رجولها ورحت اساعدها بس
فهد سحب اللي بيدها وهو يحطه على الطاولة بغضب : امشي قدامي بسرعه امشي لا اكسر ذا المطبخ على راستس
ميساء ناظرت له بصدمه ومشت من قدامه راحت لـغرفتهم وقبل يمشي خطوة سمع صوت امه اللي تناديه ..
ام سند ناظرت له بغضب : تعال ابيك بسرعه
فهد بعصبيه : يمه تكفين
ام سند بحدِه : تعال ابيك
فهد جلس بجنبها وهو يفكر بـ ميساء لو شافها احد : سمي
ام سند بتفهم : الحرمه لا شديت عليها تكرهك لو انك تسوى عيونها مافيه احد اللحين مثل حرمتك اللحين الوحده لا اعرست قالت لزوجها انا مالي دخل بـ اهلك ما راحت تقضي لزوم امه وبعض حاجاتها ترفض تقول ماهي مسؤوليتي حرمتك يا فهد اصيله لا تضيعها لا تغلط غلطة سند ضيع من يدينه مرته اللي تنوزن بالذهب
فهد تنهد بضيق وقام من عند امه راح لداره شافها منسدحه ومتغطيه وتبكي زادت عصبيته يوم شافها تبكي يكره احد يبكي قدامه يكره يحس بتأنيب ضمير مسح جبينه بتوتر وشبسوي يعني ! انا من متى عندي خبره بالبنات اصلاً !
هو متعود على انهم يعاملونه على انه جلف ما عنده احساس عصبي وعلى هالاساس عايش ما يدري ليه يحس انه مجبور يبرر لها ويعتذر رغم انه قبل دقيقه بالضبط كان يبي يدفنها ..
ما يدري شيسوي صدق كان محتار حمد ربه انه ما تكلم كان يبي يهاوشها يبي يطفي شوي من النار اللي احرقت صدره بس وضعها ما يساعد تكلم بعجله : اسمعيني يا بنت الناس
تنهد بضيق من كلمته وش اللي بنت الناس حتى اعتذار مثل الخلق ما اعرف اعتذر ! بلع ريقه وهو يشوفها للحين على وضعها : اعذريني بس انتي تستاهلين وش موديتس للمطبخ !
حس بتأنيب ضمير همس بصوت قصير .. ما راح اتعدل انا كنت احسب كل البنات مثل اميره اصفقها وتجيني تضحك والله البلشه صدز..
هنا تأكد انه ما يعرف يتعامل مع الجنس اللطيف ابد مسكها مع يدها : قومي معي
جلست تبكي وهي تحاول تسحب يدها من يده: بعد عني ما ابي اروح معك لمكان
فهد هنا زاد غضبه مسكها من يدينها وهو كل اللي يبيه انها تقوم وبس : قومي معاي للسطح يلا بنجلس هناك نسولف على راحتنا الجوفوق يهبل
ميساء زاد بكاها وهو تورط اكثر : من قال ابي اسولف معاك اتركني فهد
فهد جلس بجنبها وهو يتنهد بندم : المفروض تدرين اني ما اعرف اتصرف بذا المواقف شسوي ما تحملت وانا اتخيل ان ممكن احد شافتس لو ما جيت قدري وضعي شوي
ميساء مسحت دموعها وهي للحين فيها بكيه جلست وهي تمسح على يدها وترفعها له : عورتني
حس بتأنيب ضمير ناظرها وهو يبتسم : جعلني الكسر من فوق لتحت ما افهم انا ما افهم مدري كيف أذيت وردتي حقتس علي امشي معاي
ميساء ناظرت له بفضول : وين
فهد ابتسم من قلبه : بنروح فوق يلا بسوي لتس شاهي ما بتذوقين مثله طول عمرتس
ميساء ناظرته بزعل : انت تهاوشني بسبب شاهي وتراضيني اللحين بشاهي
فهد ضحك : امشي بس
—
دخلت لدورة المياة ( يكرم القارئ ) ما تبي تنهار قدامه اكثر من كذا ما تبي تكشف نفسها قفلت الباب وراها مَشت كم خطوه لين وقفت قدام المرايه وهي تناظر لنفسها بألم كان الحزن ماخذ من وجهها نصيب كبير عيونها اللي كأنها مكحلتها بـ دم وجهها الشاحب نظراتها الميتة وكأنها ما تملك اي شعور !
ملامحها عبارة عن خريف !
من يقول ان الخريف محصور على كونه فصل تتساقط فيه أوراق الشجر!
الخريف أنسان كابد وهو يحاول يصنع لنفسه حياه من ولا شي كابد وهو يشوف أمنياته تتحطم قدام عيونه أمنية ورا الثانية كابد وهو يحاول يبعد الظلام والوحشة عن صدره كابد وهو يحاول يوقف على رجوله من جديد لكنه طاح طاح بهدوء ما احد التفت لـ طيحته!
كان ثابت رغم كل شي يعصف فيه كان قوي لدرجة انه واقف رغم ان كل شي داخله انهدم وعلى هالاساس والمبدأ الناس تعدوا حزنه وظنوه بخير !
واتركوه .. اتركوه يواجه كل هالمعارك بروحه بس لانه انسان عزيز وبـعز إنكساره ما طلب يد تشد عليه ما طلب غصن يستند عليه ما طلب ماء يسقي فيه عطش روحه الميته ما طلب الا انهم يتركونه ويبقى عزيز .. عزيز لين يموت ولا ينزل هامته لمخلوق !
طلعت من دورة المياة بهدوء دخلت تحت اللحاف وهي تحاول تختفي ما تبي تشوف الحياة تبي تبقى بالظلام وبس حست بيده اللي يمسح فيها على كتفها وكأنه يطمنها انه معاها ..
اهه لو تدري يا سيف ان هالدموع لـ انسان غيرك أنسان يوم حبته جاهدت انها تكرمه واكرمته اكرمته لدرجة انها اعطته كل شي تملكه وجَلست اليوم تصارع المعاناة والأسى والبرد والخوف بروحها ..
همس بحنيهّ وهو متضايق عليها جداً : نامي وارتاحي انا ماراح اسمح لـ الحزن ياخذ حبيبتي مني
همست بصوت مبحوح من كثر ما بكت وصارخت : اخذني اخذني
همس بغبنه : ما يطول ياخذتس وانا حي علميني وش بخاطرتس وانا اسويه لتس اللحين مستعد ادفع ثمن ضحكتس من سنين عمري..
اميره شدت اللحاف على وجهها وهي تغرق في نوبة بكاء صامتة : مابي شي ابنام بس
تسلل لقلبه الضيق من ضيقها حتى الضيق مُعدي : نامي وارتاحي الله يجعل هالحزن بروحي..
—
جالسه قدامه وهي تناظر له بتأمل وحب واضح من عيونها كان مشغول بالشاهي مو منتبه لنظراتها نزل الدافور الصغير من العزبه وهو يحط عليه براد الشاهي ويكمل شغله حس فيها تناظره رفع عيونه لها ..
تفشلت من نظراتها وش بيقول عني اللحين ميته علييه ! الصدق ميته عليه بس لازم ما ابين له كل مشاعري دفعة وحده : وشفيك تناظرني !
فهد انسدح على الارضية وهو ينزل الغتره على كتفه حط راسه على التكايه وهو يناظرها بتمعن : والله مدري لا تسأليني عن اللي تناظر لي وحتى الشاهي كان بينكب علي ما ركزت فيه
وصلت لمسامعه ضحكتها الناعمه اللي شلعت قلبه ما كان ناقصه الا ضحكتها تكلمّت بأبتسامه : يمه منك ما يفوتك شي وكيف دريت اني اناظرك؟
فهد بهدوء : شكلتس ما تدرين انهم مسميني بالبيت الاستخبارات
ميساء ضحكت : مين ليكون اميره
فهد جلس وهو يحاول يستغل الفرص : كلهم .. تعالي هنا وشفيتس بعيده قربي ما باكلتس ترا ما اكل بشر
ميساء بخجل : وشدعوه وين تبيني اجلس هذاني قريبه !
اخذها لين عنده ما تدري كيف رفعها بذا السهوله وكأنها ريشه بين يدينه جلسها بجنبه : كذا خليتس قريبه لا تبعدين
ميساء حست انها بتذوب من الحياء وهو ولا عليه يسولف ومستمتع بالاجواء ..
فهد رفع لها بيالة الشاهي : يالله سمي بالله وعطيني رايتس
ميساء خذتها من يده كانت حاره جداً حاولت تخليها شوي وتشربها : فهد ليش تقول عن نفسك انك جدار وماعندك قلب انا اكثر وحده تعرفك واعرف انت وشكثر حنون وطيب وفيك خير
فهد ناظرها بصدمه من الاطراء اللي اول مره يسمعه : انتي تتكلمين عني
ميساء استرسلت بالكلام وعلى ثغرها ابتسامه عذبه : ايوه اتكلم عنك تدري خالتي اكثر واحد تمدحه من عيالها انت دايم تقول انك رجال البيت وانك قد المسؤوليه ..
فهد حس بشعور غريب يتسلل لصدره ما قد احد مدحه كان متعود على ان الناس تخاف منه تهابه اول مره يدري ان فيه شي زين كان انسان رسمي من الدوام للبيت ويطلع مع اخوياه احياناً وحتى طلعاته رسميه ..
ميساء ابتسمت وهي تشوفه يهوجس في كلامها وكأنه مو مستوعب : الشاهي لذيذ تسلم يدينك
فهد بأبتسامه لطيفه : جعله عافيه يارب
—
من بكره العصر في المستشفى ..
لمّت الجاكيت حوالينها حاولت تغطي نفسها فيه ما تبيه يشوفها بهذي الحاله هو ما عاد نفسه هذاك الانسان اللي ممكن تبين ضعفها قدامه هو خلاص وقف عن كونه سند وعون لها..
ناظرها بهدوء : تقدرين ترتاحين على كتفي!
يا الله لو سمعت هالكلام قبل مده ما تدري وش الشعور العظيم اللي راح تحس فيه راح تكون أسعد انسانه بالدنيا بدون مبالغة .. بس اليوم ما قدرت تصير سعيده ما أثر فيها شي يمكن لان شعور الخيبه طغى على مشاعرها و سيطر عليها : مابي اتعبك يمكن يحتاجها غيري.
ابتسم وهو فاهم بالضبط وش تقصد : بس هي مرتاحه
نزلت الجاكيت من على كتوفها وأخذته وهي تغطي فيه ولدها : فتره بس!
وقف وراها وهمس بصوت قصير ما يبي الوليد يصحى : فتره ؟
لفت له وصار وجهها مقابل لوجهه ثبتت يدينها على المقبض اللي في السرير وتكلمّت بـ خذلان متخبي خلف إبتسامتها : احنا لمن نظلم احد نرتاح مبدئياً لان ممكن الشي اللي سويناه نجح وتم على ارض الواقع بطريقة ممتازه ممكن الغرض اللي بغيناه تحقق ننسى ونكمل حياتنا مرتاحين مبسوطين!
رفعت يدها اليمين بـ وجه سند واختفت الابتسامه اللي كانت على ثغرها : الظالم ينام ويتهنى بنومته يتجبر على الناس لكن هذا كله تحت انظار اللي عيونا تنام وعينه ما ينام صاحي على جروحنا وعلى مواجعنا وعلى حقوقنا اللي تضيع من يدينا ولا نقدر نرجعها
ناظرها بأستغراب : يعني انا ظلمتس؟
رجعت للكرسي اللي كانت جالسه عليه وجلست بأرهاق واضح عليها..
ناظرها بغضب : انا ظلمتس في ايش ! في ايش علميني حقوقتس كلها تجيتس كل شي عندها عنـ.
رفعت يدها قدامه بوجهه تمنعه من انه يكمل باقي كلامه اللي لا يمت للواقع بـ أي صله : على الاقل خلك ظالم ظالم بس لا تصير ظالم وكذاب انا ما يهمني هذا كله انا تعودت كل ما احتجتك تكون مو موجود تلقى لك مليون عذر تنشغل فيه بس ولدك وشذنبه وشذنبه يواجه كل هذا بروحه الدم اللي يمشي بعروق ولدك دمك ليه ما تحس فيه ليه ؟
تكلّم بـ نبره حادهّ : وانا ما قصرت على ولدي في شي انا جبت ولدي لـ احسن مستشفى هنا والطبيب اللي يعالجه مو اي طبيب انسان شاطر يعرفه واحد من معارفي.
ضحكت بأستهزاء : هذا انتم تحسبون كل شي بالماده يصير ! عادي تجرحونا ودمنا يسيل بس بالاخير تلبسونا شي حلو يغطي كل جروحنا الخارجية بس ! تعطونا كل شي بس بعد ايش بعد ما تخلونا نغص بمليون كلمه وكلمه ! اصحى لنفسك اصحى قبل يروح كل شي منك مره وحده ترا هذي ما راح تدوم لك هذي تزعل اذا ما جبت لها أسوارة من براند معين هذي تزعل اذا ما عاشت بـ احلى قصر اذا ما ركبت احلى سياره ! بتعيش طول عمرك وانت تسابق الوقت وعمرها ما راح ترضى عليك بتزعل عند اتفه طلب ما تنفذه لها .. همست بصوت مُرتجف مُثقل من شدة الحزن .. انا ما استاهل منك هالمعامله!
شافها وهي تطلع من الغرفه ولا يدري على وين بتروح بس كانت متأثره جداً ما اهتم لكلامها بشكل كبير كان يشوفها تتكلم بس لمجرد انها شافت ولدها يموت قدام عيونها بس!
جلس بجنب الوليد ابتسم له بحنان بعد ما طبع قُبلة على يده البيضاء الصغيره همس بمحاتاه : استودعتك الله يا غناة ابوك..
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
Ficção Geralرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74