الجزء التاسع والعشرون

360 10 0
                                    

بعد مرور عدة أشهر ..

ملاذ فتحت الباب بقوه ودخلت وقفلته بالمفتاح : صباح الخيييير
سعود ما استغرب كثير من جيتها متعود على مداهماتها له بين فتره وفتره : سبحان الله من قمت من النوم حسيت ان فيه شي حلو بيصير بيومي طلع ذا الشي الحلو اللي بيصير لي جيتس لشغلي!
ملاذ جلست على الكرسي وهي تناظر له بشك : اها تقول لي حسيت يعني ليه من متوقع بيجي غيري اكيد محد بجاي! ، خذت القلم بيدها وهي تناظر له بتفحص ، شخبارك
سعود ضحك بداخله على نظراتها : اللحين صرت بخير وحبيبتي شخبارها ؟
ملاذ بحلطمه : انا مو بخير
سعود قام وجلس قدامها وهو يناظر لها بأستغراب : افا والله وشصاير احد مضايقتس علميني بس!
ملاذ بغيض : ايوه فيه فيه احد مضايقني ومضايقني حيييل بعد..
سعود بصدمه : من هو عطيني اسمه اقلب الارض فوق راسه
ملاذ ناظرته بغضب : انت انت وهذيك اللي كل شوي رايحه جايه رايحه جايه عليك جعلها تشقلب مع السيب وتموت العجوز
سعود بصدمه : استغفري استغفري يابنت الحلال وبعدين انا شمسوي لتس علميني
ملاذ وقفت بغضب : مو لازم اجاوبك!
سعود لانت ملامحه وهو يناظر لها : ملاذ
ملاذ قامت وراحت للكرسي حقه وجلست عليه وهي تدور بعدين قربت الكرسي وهي تقلب بالاوراق : متى توظفني هنا ؟ جلسة البيت فاقعه تسبدي ماهي عاجبتني بالمره
سعود قام من مكانه وهو يجلس على طاولة المكتب قدامها : صدق تبين تتوظفين؟
ملاذ بهدوء : ايوه وانت تدري اصلاً اني ابي اتوظف
ابتسم وهو يأشر على خشمه : على هالخشم
ملاذ بتفكير: وين بتحطني طيب !
بانت على ثغره ابتسامه عذبه وهو يناظر عيونها بحب : بقلببيي بحطتس ولا تبين مكان ثاني
تكلمت وهي غارقه وسط افكارها : لا لا تذكرت سعود اسمعني من اللحين اقولك اللي اوله شرط اخره نور انا ابي اجي بمكان ذي اللي داخله وطالعه عليك طول الوقت
سعود برفض : مقدر ياعمري بخليتس قريبه مني بس مو بنفس شغلة هذيك لان مو تخصصتس وانا بتكفل بتدريبتس ان شاءالله لكن والله ما ابيتس تتعبين وش لتس بالمستشفى وحوسته!!
ملاذ بغبنه : لا ماعليك ما بتعب ما بتعب انا بتعب صدق لو جلست بالبيت وانفجرت مرارتي من القهر
سعود : بسم الله عليتس وعلى مرارتس متى تبين تبدين شغل
ملاذ بتفكير : خلها شويه بعد ما اولد ان شاءالله
سعود : ابشري .. سكت شوي وتذكر حاجه .. ملاذي حبيبتي افطرتي
ملاذ ببرود : شربت قهوه قبل اجيك
سعود بغضب : وانا كم مره اقولتس قهوه ما تشربينها قبل الفطور ليه ما تسمعين الكلام !
ملاذ كتمت ضحكتها بداخلها وتكلمت بهدوء : متى اشربها اجل؟
سعود بقهر : بعد الوجبه بساعتين على الاقل ساعه واتوقع اني قلت ذا الكلام مليون مره!
ملاذ ببرود : واذا مزاجي اشربها اول ما اصحى شسوي؟
سعود ناظرها بيأس : انتي مزاجتس ما يشتغل الا بالعناد من تبدين شغل هنا ان شاءالله تصيرين تفطرين معاي الصبح وكل نظامتس الخايس يتعدل
ملاذ بأستعجال : لا تكفى مابي اتركني انا وشأني مستحيل اغير عاداتي
ناظرت له وهي تحاول تقنعه بخربطتها : اصحى اشرب قهوتي بعد ساعتين او ساعه افطر
ناظرها بأستغراب : طيب ليه ما يكون العكس!
ملاذ : انا ومعدتي متقبلين هالوضع سعود بتجي على الغدا اليوم ولا بتجلس هنا بشغلك انت والعجوز اللي عندك
رفع راسه لها وهو يبتسم : ايه جاي اطبخي لي والله اني مشتاق للغدا بالبيت
ملاذ بأستعجال : ها زين دام بتجي ولا عليك امر حبيبي انت هات الغدا معاك انا بطلع انا وصديقاتي بنفطر برا
وقبل تطلع مع الباب مسك يدها : انتبهي للطريق ولا عاد اشوفتس تسرعين شايفتس ذاك اليوم سواق جيرانا يقول انتس تسرعين ولا ترا سحبت السياره من تحت يدتس مفهوم
ضحكت بسخريه : لا تهدد سعود عشان ما اطلعك من شغلك كل ابوه وبعدين سواق جاركم  ذا الفاضي ما عنده شغله بالحياه الا انه يراقبني ويقيم سواقتي
سعود : انا موصيه عليتس ولا تتأخرين وارجعي للبيت مابي ارجع ما القاتس فيه مفهوم!
ملاذ لبست نقابها وهي تناظر له ببرود : وانا بعد مابي ارجع والقى هذيك عندك
سعود اللي تعب من عنادها صدق تكلم بيأس : ملاذ ادحري ابليس
ملاذ بسخريه : وحده بوحده يا حبيبي
طلعت من عنده وراحت مع صديقاتها ..

في زاوية هادئه جداً بالرغم من الصخب الذي يحتضنها مُستلقيه على الكرسي بِـ فستان أسود مُصمم بطريقة راقيةَ جداً وأنثوية..
الأرضية المكسيهّ بـ الورود ذات اللون الخمري مع منظر الشموع اللي تحمل اللون الاوف وايت اللي تقريباً شبة ذابت كان منظرهم سوياً مُلفت لا يستطيع اي انسان تجاوزه بسهولة! فكيف بِرجل عاشق هائم مُنجرف وراء قلبه ومشاعره بشدةّ!
رفعت الريموت بين يدينها وهي ترفع من الموسيقى السيمفونية اللي تعبر عن هويتها الداخلية اخذت كاس العصير الأنيق بهدوء!
أستلقيت مرة ثانية على الكنبة واللحن الموسيقي يتردد على مسامعها ابتسمت بعذوبة بالغة وبانت أنيابها من خلف إبتسامتها وهي تلمّح ظله قريب منها..
ساند كتفه اليسار على جدار الصاله اللي كانت تعبر عن ذوق صاحبها الكلاسيكي المُعاصر ابتسم وهو يستشعر عذوبة ابتسامتها اللي زادت ملامحها سّحر ولذةّ : اخاف اقول مساء الورد واظلمتس! انتي احلى منه هو يذبل بس انتي ، تنهد بهيام ، انتي حلاتس يزيد كل يوم!
ميلت نظراتها على الكاس اللي بين يدينها : تقدر تقول مساء السكر ترا ما يذبل!
يحس بحاله من السُكر كل ما كان معاها بنفس المكان أردف بأبتسامة هائمهّ : حتى السّكر يذبل!
رفعت الكاس لثغرها بـ رِقه حتى أنها مِن شدة رقتهْا يكاد الكاس ان يجرح ثغرها: يذوب ما يذبل!
جَلس على الكرسي اللي بجوارها وناظرها بتأمّل: طيب وشنسوي اللحين..وشنقول!
مِيلت راسها بـ إتجاهه وهي تناظر له لثواني: انا اللي بقولك.. أردفت بنبره مَليئه بـ العِتاب ..ترا مانسيت انك جلست عندها ساعه كاملة وهذي الساعه اللي راحت كانت لي انا!
ناظرها بأبتسامة عميقة خرجت من ثنايا قلبهّ وهو مُستمتع بعتابها : بس الساعه اللي راحت انا ما كنت عندها انا طلعت من ساعه اصلاً كنت بجيب شي!
ناظرته بفضول وأستكشاف وش اللي خلاه يتأخر وأجاب عليها من نظرة عيونها..
اخذ من الطاولة اللي بجواره كيس أنيق من Dior حطه قدامهّا جَلَس يتأملها وهي تاخذ الكيس لحضنها وتفتحه بفضول..
ناظرته بأندهاش بعد ما شافت الهدية اللي داخل : مستحيل تكون صدفه!
ابتسم إبتسامة عذبه : هي مو صدفه ابداً كلمت ليلى وسألتها وش بخاطر حبيبتي قالت خاطرها بشنطة (..) من ديور من زمان وانا طلبتها من الموقع من كم يوم واليوم وصلت!
اتسعت ابتسامتها بفرح وأندهاش : بس الشنطه غاليه! بـ ١٥ ألف ..
سند أستلقى على الكنبه وهو يحط رجل على رجل ويناظرها بتأمل : الغالي يرخص لتس المهم اشوف ابتسامتس!
قامت من الكنبه اللي جالسه عليها وجلست بجواره وهي تحضنه بشدةْ حست فيه لمن أرخى يده اليسار عن ظهرها بعدت عنه شافته ماسك الجوال بيده ويناظر للرقم بأستعراب تغيرت ملامحها للغضب:شتبي هذي!
ناظرها بحيره : مدري بروح اشوفها وجايتس
ناظرته بصدمه وهي تمسك يده بغيره وتشد عليها برفض:مع نفسها ما راح ترد عليها انا اعرف هالحركات ماتبيك تجلس معاي!
ناظرها بأستغراب: بس هالحركات مو حركاتها ذي اول مره تسويها..
تكلمّت بقهر شديد سيطر على قلبها وبدأ يزعزع السكينة في روحها وكأنه عاصفة من الرياح اقتلعت غصن شجره شامخه: يعني ايش بتروح ترد عليها منجدك انت! والله العظيم ما تسويها مو بكيفك!
طبق فكه السفلي على العلوي وسحب يده من يدها بشويش: مجبور دقايق بس..التمسي لي العذر انتي تدرين اني متزوج!
ناظرته بغيض وهي تشوفه يختفي من قدامها ناظرت للشنطه اللي على الطاولة بحقد جلست تضرب رجولها بالأرض بغضب وقهر..
مرت دقيقه كامله وهي كأنها جالسه على نار جالسه تاكل من لحمها ودمها من بعد هالدقيقة سمعت صوت الباب يتقفل!
وقفت بغضب شديد خذت الشنطه ورمتها على الارض وهي تبكي بقهر : تسحب علي يا حقير وتروح للكلبه هذيك كذا بهالبساطة كأني جدار ولا طاولة حتى ما قال لي كلمه قبل يطلع!
قاطعت موجة الغضب اللي تعتريها العاملة اللي مدت لها كوب قهوه مُفضله عند أماني: هذا وقت القهوه تفضلي!
ناظرت العامله لثواني بنظرات حاده وخذت الفنجال وكبته على الارض بطريقة مُستفزه : شربتها اللحين؟
العاملة ناظرتها بأندهاش : حرام هذي نعمه بعدين الله يحرمنا منها
ناظرتها بحِده وهي تنفضها مع بلوزتها : النعمه هذي ما دفعتي فيها ريال واحد لو امسك كل شي وارميه على الارض ما تتكلمين بكلمه وحده يلا انقلعي انقلعي..
العاملة هزت راسها وناظرتها بأنكسار وراحت للمطبخ وهي تبكي بقهر وضعف تعودت على تجبر وتعالي أماني وأسلوبها المُستفز القذر خاصة اذا كان سند عند الجازي تطلع كل القهر والغيره اللي فيها على العاملة وتعاملها أسوء معاملة وكأنها مو إنسانه ابداً..

كانت تراقب خطواته من خلف الستاره اللي على الشباك شافته وهو ينزل من سيارته ودخل الفندق خذت جوالها من على الكنب بسرعه وشغلت أغنيه لـ أم كلثوم ( وغلبني الشوق .. غلبني ) حطت جوالها على الطاولة المرتفعة عن الارض بمساحة شبه عالية فتحت شعرها ووقفت قدام الدولاب حق الملابس وهي ماسكه في يدها جاكيت له وجالسة تتمايل بدلع مع أنغام الأغنية بطريقة فاتنة جداً كان شكلها اقل ما يُقال عنه انه عـذاب هَـلاك وقف ورا باب الغرفة ما كان يبي يدخل عليها يبيها تنتهي من وصلة الرقص اللي عذبت فيها قلبه لعن كبريائه مليون لعنه كيف قدر يقاوم كل هالأنوثة والدلع اللي فيها عذبته عذبته ومستمره انها تعذبه بدون رحمه .. وشتبي اكثر من كذا ! تبيه يتنازل عن كبريائه اللي هو من أهم سماته ! ما كان يكفيها شي ابد إلا انه يحط كبريائه خلف ظهره ويجيها ويطلبها عشان يتمتع فيها يتمتع في جمالها ودلالها وأنوثتها ..
ناظرت لعيونه بفجعه مُتصنعه وهي تحط يدها على صدرها بأندهاش : انت هنا !
ناظرت لجوالها وهي تقفل الأغنية وتكبح ضحكتها في داخلها على ملامحه اللي إنقلبت فجأه وكأنه معصب راحت لعنده وخذت الشنطة من يده بهدوء..
سياف بأستغباء : انتي كنتي ترقصين مدري!
المها ابتسمت ببراءة وكأنها مو متعمدة كل اللي صار ولا تدري عن شي ناظرته بأستغباء مُماثل له : اي حبيبي كنت ارقص انت من متى وانت هنا ما انتبهت لك؟
حك شنبه بفهاوه : تو من التفتي لي كنت توني جاي ما شفتس وانتي ترقصين بس سمعت صوت الأغنية عند الباب وخمنتت هالشي!
ابتسمت وهي تحط الشنطة في مكانها زاد الغضب في داخله وهو يشوف كبريائها يصطدم مع كبريائه تبيه يطلب منها اللي يبيه بوضوح عشان هي تتفضل وترقص له نفس ما رقصت من شوي جر تنهيدة طويلة وهو يناظر لعيونها وهي تتكلم بطريقة استفزته فيها جداً وهذا اللي تبيه!
ابتسمت بتهكم : وانت تقول اني كنت ارقص ها كيف ما شفتني اللحين؟
سياف ابتسم بلهفة : مدري يمكن ما انتبهت اشوف طيب ارقصي اللحين
ابتسمت بسخرية : اخاف ارقص لك وما تشوفني شالفايدة هاه ؟ يلا حبيبي غير ملابسك البس شي مُريح وتعال ارتاح هنا شوي بسوي لك مشروب يهدي أعصابك
انقلبت ملامحه بغضب وبدأ يوضح عليه هالشي بشكل صريح ماتحمل رفضها لطلبه كان يعز عليه انه يطلب احد كيف تقابل الطلب برفض وتتكلم بهالبرود كله واضح انه بيعاني معاها كثيير : مابي اجلس هنا بروح انام تعبان
ما كانت تبي تخليها بخاطره بس هو لازم يبعد عنه المكابرة لازم ابتسمت بـ لامبالاة : تمام حبيبي اللي تشوفه
خذت جوالها وانسدحت على الكنبه وسوت انها مو منتبهة لـ نظراته خلفها اللي اكلتها زفر بضيق ودخل الغرفة قفل الباب بغضب ..

المغرب..
ريم طلعت من غرفتها بعد ما صلت صلاة المغرب وجلست بجنب ملاذ : اسمعوني ويكند وكلنا فاضين فـ الله لا يهينكم كل وحده تصرف زوجها نبي نطلع ونوسع صدورنا
جمان بتأييد : تم بس مين اللي بياخذنا
ريم : بنروح على سيارة الشيخه ملاذ ونروح لمكان كذا هدوء واستقرار طمأنينة
ملاذ ابتسمت : اصبري لازم اول اعطي سعود خبر عاد اليوم طالعه الصبح لو دريت خذيتس معاي بس خفت عمي يرفض
ريم : وانتي ما تنثبرين وينتس طالعه فيه
ملاذ : طلعت انا وصديقاتي ويسألون عنتس قلت ما تقدر تجي ما بعد صارت حره للحين أسيره
ريم بقهر : بيجيتس يوم يا كلبه
ملاذ ضحكت وتذكرت شي : نسيت اقولكم ترا بنطلع من بيتنا نهاية الشهر هذا خلاص
ريم بصدمه : امانه وين بتروحون
ملاذ : بـ حارة .... بعيده شوي بس اهم شي بالمنطقة وقريبه من شغل سعود ، خذت جوالها ، دقيقه بوريكم البيت يا بنات بخاطري وربي ويالله اقنعت سعود فييه يقولي غالي بالحيل
ريم : اشوف وريني
ملاذ عطت ريم واميره يشوفون البيت وكانت بعيونهم نظرات اعجاب ..
اميره بهدوء : ماشاءالله حلو الله يعطيكم خيره ويكفيكم شره
ريم ابتسمت : يهبل يهبل وربي ويستاهل كل ريال ينحط فيه ماشاءالله بس مو كأنه كبير عليكم توكم متزوجين وانتي حامل كيف بتلحقين على الشغل والروحه والجيه
ملاذ : وتحسبينها راحت عن بالي قريب ان شاءالله بتجينا عامله
ريم : عسى الله يهنيكم يارب
مَر الحديث على مسامعها بغصه كبيره ما كان حسد ابد كان مجرد احساس انها ما عندها شي واحد من اللي عند ملاذ كل الرفاهيه اللي قاعده تعيشها اول بحياتها مع أبوها واللحين مع سعود وحملها كل شي كان غصه في صدرها قامت من الجلسه وهي تتعذر ان سيف يبيها ومحدِ ابد لاحظ عليها شي لانها صار عندها خبره بأخفاء مشاعرها وتمنعها من انها تبين على ملامحها..

همس بأرتياح وهو يناظر لها: الف الحمدلله يارب
ناظرته بتعب وحيلها مهدود : حلفتك بالله تقولي الصدق ولدي وشصار فيه ولددددي وشصار فييييه!
سند مسك معصم يدها بضيق : اهدي وارتاحي الوليد بخير الدكتور طمني عليه الحمدلله الجمجمه مافيها كسور ولا شي الطيحه ماهي قويه لكن بتعوره شوي وهو طيب ماعليه وبيدخلونه بالتنويم اللحين
تكلمّت بـ لهجه مُبعثره وهي تبكي وترجف : لا تكذب لا تكذب علي
سند وقف وهو يحضن أكتافها بحزن : ما اكذب وليه اكذب اللحين بيشوفون العلامات الحيويه وبيودونه للتنويم ، همس بتعب ،  اجلسي انتي تعبانه تعالي هنا
الجازي برفض قاطع: ما بجلس وولدي كذا ابي اشوفه انا بعرف اذا هو بخير ولا لا
سند تنهد بضيق : بخير والله بخير تعالي اجلسي .. ليه ما قلتي لـ اهلتس يجون عندتس
تنهدت بتعب : مابي اخوفهم مع ذا الليل بكره بقولهم ان شاءالله

دخلت الشقه بهدوء وهي تخفي تنهيدة تطعنها في جوف صدرها ولا توقف كل ما جلست معاها تعبت اكثر واكثر طاحت عيونها عليه شافته يناظر لجواله بتركيز مو منتبه لشي حوله جلست بجنبه على السرير وهي تناظر لعيونه نظرات حائرة : تدري سعود وملاذ بيطلعون من بيتهم
ناظر لها بأستغراب : ليش بينقلون بيتهم مافيه شي زين ماشاءالله
رفعت رجولها على السرير وسندت راسها على المخده تكلمت وهي مغمضه عيونها وكأنها تداري شعورها بهاللحظة وتمنعه من انه يوضح من نظرات عيونها : لان سعود اشترى لها بيت جديد
سيف ناظرها بجمود : الله يجعله منزل مبارك ان شاءالله
رفعت جسمها وجلست مقابل سيف وهي تناظر لعيونه بغصه واضحه من صوتها وملامحها : انت لو تشوف البيت والله العظيم تحس انك عايش في جنه البيت كبير كبير واسع والجلسات الخارجيه والمداخل والتصميم وكل شي ياخذ العقل
سيف بهدوء : الله يهنيهم ان شاءالله
تكلمت بحسره : تدري ان سعود جايب لها عامله فوق ذا كله
رفع عيونه وناظرها بنظرات ثاقبه : وشتبين توصلين له يا اميره
تكلمت بعبره : ليش ما عندي الاشياء اللي عند ملاذ هي وش احسن مني فيه عشان تعيش هالحياه وانا عايشه هنا بشقه صغيره و ما عندي ولا شي ولا شي كل شي عندها مو عندي
سيف قبل يدينها وهو يقربها منه ويحضن كفوفها : اميره ياعين ابوي انتي والله لو ميزانيتي تسمح اني لا اشتري لتس قصر ما احد اشتراه بالسعوديه كلها واجيب لتس بدل العامله اربعين عامله واشتري لتس بدل السياره عشرين سياره لكن انتي تدرين بكل شي تدرين بالبير وغطاه انا ماني ذاخر فلوسي عنتس وهالشقه على قدنا واحنا للحين معاريس حتى عيال ما عندنا
سحبت كفوفها منه وناظرت لعيونه بغضب : وانا مستحيل اعيش هنا ابي تشتري لي بيت..
سيف ناظرها بأستغراب : انتي تدرين عن اوضاعي وسعود اخوي الله يوفقه وظيفته زينه ماشاءالله انا راتبي كله ربع راتبه عسى الله يبارك له
ناظرته بضيق وتكلمت بغبنه : مابي احس اني اقل من احد فوق ذا كله خالتي اليوم تكلم بالجوال وتقول كل حريم عيالي حوامل الا اميره وهي متزوجه قبلهم
ابتسم وهو يتكلم بحنيه وهداوه : انتي زايدة عن بنات ادم كلهم من يقول ان انتي اقل من احد؟وموضوع العيال لا تلوميني فيه انتي اللي تبعديني عنتس دايم هذا شرطتس ولا نسيتي
اميره ناظرته بغصه وسكتت شافت ريم ترسلها تقولها بتطلعين معانا لكن هي ردت عليها وتعذرت منها ان عندها شغل وماتقدر تترك سيف وتطلع ولا جينا للصدق هي ما طلعت عشان ما تبي تقهر نفسها مو اكثر ما طال تفكيرها اكثر لمن حست فيه يحضنها ويخبي وجهه داخل شعرها وهو يتنعم بقربها منه ما فكرت انها تبعد عنه بالعكس كانت محتاجه منه هالمبادره (:

دخل البيت وقفل الباب بهدوء شاف الانوار كلها مطفيهّ والبيت هدوء راح للغرفه شافها واقفه قدام الدولاب وبيدها بجامه حرير همس بشوق : مساء الخـير
ما استغرب منها هالتجاهل ذا لانه تعود عليه بكل مره يزعلها تتجاهلهّ كأنه مو موجود نزل الشماغ على الأريكة وجَلَس على السرير : أماني! ليه كل هالصد اسمعي مني وشصار طيب! ولدي الوليد طاح على راسه واغمى عليه وحطوه بالعنايه حتى يتطمنون ان ماعنده كسور وابشرتس طلع من العنايه واللحين هو طيب وبخير وماعنده كسور بس للحين بالمستشفى!
خذت ملابسها وراحت للحمام تتروش متجاهله كل الكلام اللي قاله ما انتبه الا لصوت الباب اللي تقفل ببرود وكأن مافيه احد بالغرفه الا هي!
تمدد على السرير بأرهاق ينتظرها تطلع من الحمام يكرم القارىء جَلَس يتأمل صورها الموزعه بشكل مُتقن في أنحاء الغرفه بـ إبتسامه .. صورتها وهي راكبه على ظهر الفرس داخل الإسطبل اللي يملكه والدها من الخيول العربية الاصيلة .. صورتها وهي منسدحة وسط الثلوج المتطايرة على جبينها وخدها وخشمها .. صورتها وبيدها كاميرا تصوير وسط جبال الالب الشاهقة في سويسرا ..
بعد نصف ساعه تقريباً..
خرجت من الحمام بدون ما تحط عينها في عينه عدل جلسته وهو يناظر لها بتركيز ، جلست قدام تسريحتها الكبيرة اللي تعبر عن ذوقها الراقي بشدةّ..جلست تجفف شعرها الطويل من الماء وهو يتأمل كل شي بصمت..
همس بصوت قصير نوعاً ماً : المفروض تعذريني بعد ما سمعتي مني كل شي!
قامت من الكرسي وانسدحت على سريرها بعد ما حطت كريم على يدينها ورقبتها ووجها وتعطرت بالعطر اللي متعوده تتعطر منه قبل تنام..
اخذ نفس عميق وهو يسحب العطر إلى رئته ويتلذذ بالرائحه اللي استقرت داخل صدره : حبيبتي!
حّست ان التجاهل والصـد مو من صالحها طرا على بالها طيف انتقام تبي تعذب الجازي زيادهّ لان اللي صار لها اليوم بالنسبه لها ولا شي: بسامحك بس بشرط!
تنهد براحه وهو يناظرها بأبتسامه عذبهِ : وش الشرط!
ناظرت له لدقايق بنظرات غريبة وتكّلمت بجفاء : تجلس عندي يومين تعويض عن اليوم !
ناظرها بصدمه من الطلب اللي قالته : كيف يعني بجلس عندتس ثلاث ايام!
حَست بغضب يتدفق وسط روحها : لا تحسب اليوم لأني ما شفتك فيه ابد بكره وبعد بكره تكون عندي ولا كل واحد يروح بحال سبيله!
ناظرها بضيق : اماني ولدي تعبان وانتي تدرين لو امه احتاجت شي مالها غيري!
ناظرته ببرود : ما يهمني انت من خذيتني وانت تدري اني اغار مو مثل زوجتك الأولى واليوم استفزيت غيرتي وتحمل اللي بيجيك!
بلع ريقه بصدمه من كلامها كان فعلاً بين نارين نار زعلها وهو متأكد انها مو مثل الجازي المسالمه اللي ترضى بسرعه ونار ولده اللي قلبه يحرقه عليه : طيب انا موافق بس ولدي اشوفه!
رفعت اصابع يدها بوجهه ببرود وملامح تضج باللامبالاة: تروح بكره نص ساعه بس..
هز راسه بالنفي : ما تمدي والله..لازم اسال عنه واشوفه تكفين يا بنت حمد قدري ظروفي شوي!
همست بحِده : حدك ساعه ونص بسس!
تنهد براحه فضيعه وهو يخبي وجهه في مخدته كأنه طفل حائر مسلوبه منه جميع حقوقه وآرائه! كان فعلاً ضعيف قدامها ضعيف لدرجه محد يتخيلها وكأنه مو سند العصبي الصارم ذو الطباع الحاده ! الحب نسف كل القوه اللي فيه وجعلهّ رهين أمام مشاعره اللي يحملها لها..

الساعة الثامنة مساءًا ..
ام سهم جلست بعد الترحيب من ام سياف واميره اللي جت وهم جالسين مع بعض وما كان فيه احد غيرهم..
ام سياف ناظرت لـ اميره بأبتسامه : اميره حطي الحلا عند خالتس
اميره قامت وهي تحط لخالتها من الحلا : ابشري
ام سياف ابتسمت : ها وش هالموضوع اللي بتكلميني  فيه ترا ابد ما من غريب هذي بنيتي اميره بحسبة بناتي
اميره اكتفت بـ ابتسامه وهي تشرب فنجال قهوه مع ام سهم وام سياف ..
ام سهم تكلمت بـ ابتسامه تشرح الصدر : يابعد روحي انتي وهي عسى الله يحفظكم والله كنت بكلمتس بالجوال بس قلت خليني اجي اسلم عليكم  وبخاطري قعدة معتس وعندي موضوع بكلمتس به بعد
ام سياف بأبتسامه : ابرك الساعات بيتس ومحلتس يا ام سهم سمي يالغاليه وش هو الموضوع
ام سهم لمعت عيونها بـأبتسامه وفرحه واضحه عليها : جايه بخطب بنيتس ريم لـ محمد ولدي وان شاءالله انتس ما بترديني خايبه..

رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن