حَست لـوهله انها لا جسد ولا روح ، كيف جاء اليوم اللي تفقد فيه أبوها جلست على الارضيه بأنهيار وهي تبكي وتضرب نفسها وتصارخ على الكل بدون وعي منها : كذابين ابوي مستحيل يموت كذابين كلكم اللحين اللحين نروح نشوفه انا متأكده انه بخير مافيه شي كذابين كلكم كلكم
ام سياف بحزن : الله يرحمه ويغفرله ويجبر بقلوبكم ويلهمكم الصبر والسلوان
اميره بأنهيار : لا تدعين لنا ابوي ما مات والله لا احرق فيهم وفيكم ابوي بخير بخير انا سألت عنه امس يقولون انه بخير هم اللي ذبحوه هم والله لا اذبحهم واحد ورا الثاني
وعلى اثر بكاء اميره وتهديداتها اللي ماهي واعيه لواحده منها طلعت من غرفتها هي الثانيه مفجوعه راحت لمصدر الصوت شافتهم اللي جالس واللي طايح واللي واقف لكن كلهم كانوا يبكون !
ناظرت لامها اللي منزله راسه بالارض ومغطيه وجهها بطرحتها وسمعت صوتها بكاها كانت تبكي بشراهه والأشد والأقسى بكاء اختها !
وليتها بكت هي الأخرى واقفه مثل الجماد اللي ما يتحرك ولا يحس مهما حل فيه من كوارث واعصارات ماهو قوة قلب الا انه صدمه شلت اركانها عن الحركه صدمه افقدتها شعورها وصارت واقفه بلا ادنى ادراك منها !
كان حال اميره يُرثى له ! وفاة ابوها فكره مرفوضه في مخيلتها ومنذ الصغر من بدأت تستوعب ان ابوها كل اهلها تعلقت فيه لدرجه انها تعد ابوها اهلها امها واخوانها واخواتها اللي ما بعد جو على هالدنيا شافتهم في ابوها !
اليوم هي وحيده وأشدهم حزن وخوف ، وصية ابوها حاضره في اذهانهم لكن في ذهنها واللي حاضر قدام عيونها هو ولدها فيصل ، ما تبي تسوي بنفسها شي وتتركه يعيش بروحه هي أكثر من يعرف مرارة الوحده وبشاعتها !
كيف بترضاها لولدها تعلم يقيناً ان وحدتها بتذبحها يوماً ماً لا محاله كيف بتقواها وهي بـ هالهشاشه والخوف ، ما عاد باقي لها في هالحياه الا نفسها وذكرى ابوها ، وولدها حتى سيف تركها وحيده وهو حي !
هالافكار هاجمتها في هالوقت بالذات ولا كان عندها ادنى قدره على مواجهتها جلست تتلفظ وتتسخط بألفاظ ماهي منتبهه لها من رهبة الموقف !
ريم قربت من عندها بتعب وهي الاخرى حالتها كسيفه فقدها لعمها حزنهم عليه وشعورها بالذنب على اللي سوته في اميره كل شي حاضر في ذهنها ونـدمانه لكن وش عاد يفيد الندم ! : الله يجبر مصابكم ويغفرله ياروحي
اميره حست بيد ريم مثل السكين اللي انغرست في كتفها دفعتها على الارضيه صرخت بحقد وهي تناظرها بنظرات حاده مليانه كـره وصـد : لا تلمسيني انتي بالذات لا تلمسيني تطلعين اللحين برا مابي اشوفتس هنا ثانيه وحده اطلعي يـ.....
وقفت الحروف عاصيه عن الخروج في حنجرتها اللي اهلكتها مرارة الكلمات وعلقم التنهيدات ، اغمى عليها في مكانها وكأن الحزن اخذ روحها مكان يأوي له في كل حين !
قربوا من عندها ام سياف وبناتها يحاولون فيها تقوم لكن وين تقوم وش الدافع اللي يرجعها للحياه في هاللحظه !
أخذت ام سند جوالها اللي جابته لها الجازي واتصلت على ولدها فهد يجي ياخذ اخته للمستشفى ..
جاء فهد بسيارة ابو سياف خلال ربع ساعه ركبت معاه ام سند قدام وام سياف في الخلف ماسكه اميره اللي طايحه في حضنها ، دخلوا للمستشفى ودخلوها في قسم الطوارى وحطوا لها مغذي ومهدى يخليها تنام ساعه ونصف بالضبط بعد ما تأكدوا من حالتها وعن وضعها كان هذا الحل الوحيد ..
ناظرت ام سياف لـ ام سند برأفه : روحي روحي للبيت روحي انا بجلس معاها وفيصل بتاخذه جمان معاها وتوديه للبيت روحي لـ بناتس يا ام سند ، وريم والجازي عندتس لا احتجتي شي هم بحسبة بناتس..
ام سند بدون اي تعليق راحت لـفهد وطلبت منه يرجعها للبيت وهي مرهقه طلبت منه تشوف ابو سند لكن قال انه بالثلاجه حقت الموتى ولا يقدرون يشوفونه الا في المغسله !
من درا سيف ان اميره اغمى عليها ما قدر يجلس في محله ثانيه وحـده !
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
Художественная прозаرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74