الجزء الثاني والسبعون

384 8 0
                                    

رجع فهد للبيت وهو متضايق بشكل كبير بس ما بغى يزعج ميساء حط جواله على الطاوله وانتبه للرقم اللي يتصل عليه رد بترحيب صادق : يا مرحبا يالله تحييه يا مرحبا
د عبدالعزيز بأبتسامه : الله يبقيك ويعافيك وشخبارك عساك بخير
فهد بابتسامه : بخير ونعمه بشرني عنك عساك طيب
د عبدالعزيز : بخير الحمدلله وينك فيه انا عندي موضوع ابي اشوفك اذا فاضي ونسولف به
فهد بترحيب : حياك الله انت راعي محل يا عبدالعزيز احتريك " اعطاه عنوان البيت " قام من مكانه وشاف الهنوف تحوس بالمطبخ : بنت الهنوف ضبطي لنا القهوه والشاهي
الهنوف ابتسمت وهي تناظر فهد بأستغراب : لمن
فهد ناظرها بتعجب : عبدالعزيز الدكتور حقتس جاي يقول جاي بموضوع!
الهنوف انصبغ وجهها باللون الاحمر واستحت من شاف فهد شكلها كذا طلع وهو ما يبي يحرجها وهو ما يدري بالسبب اللي جايب الدكتور هل هي خطبه او شي ثاني !
دخل الدكتور عبدالعزيز للحاره وهو مبسوط بدرجه كبيره الحاره كانت حنونه وذكرياتها عتيقه بكل مكان كلام وذكرى وعلى جدرانها تواريخ وايام راحت بس موجوده على الجدران شاف بيت ابو سند بفرحه عجيبه وكأن روحه بين جدران هذا المنزل نزل من السياره وهو يوقف بجنب الباب ويطقه ، بعد ثواني فتح له فهد وهو يقابله بوجه بشوش : يا هلا يالله تحييه اقلط ياخوي ما قدامك احد
الدكتور عبدالعزيز : الله يبقيك ويسلمك اتصلت عليك الصبح ما ترد
فهد : المعذره منك والله اليوم جت لي بنت الحمدلله وانشغلت شوي
الدكتور عبدالعزيز : ماشاءالله مبروك تتربى بعزك الله يحفظها لك
فهد : اللهم امين ، قام وهو يصب له قهوه وبعد السوالف السطحيه تكلم دكتور عبدالعزيز برزانه : انا جاي اكمل نص ديني والنعم بكل بنات الرجال لكن ما لقيت اللي تناسبني الا اختك يا فهد
فهد ناظره وهو ينتظره يستكمل كلامه : الهنوف هي البنت اللي تمنيتها انا عمري ٣٠ سنه وهي لسى اصغر مني يمكن بكثير بعد لكن شفت فيها الصدق والوفاء والطيبه وهذا اللي ابيه انا جاي اطلب الهنوف زوجه لي على سنة الله ورسوله بعد اذنك واذن أخوانها
فهد ابتسم : عز الله اللي والنعم بك انت رجال واجودي ونسبك ما ينعاف وانا موافق لكن البنت لازم اخذ شورها واذا وافقت بأذن الله نتفق على كل شي واذا رفضت فجعل ربي يرزقك بالأحسن..
الدكتور عبدالعزيز : الله يكتب لنا الخيره ، عن اذنك والله ان عندي شغل يا فهد
فهد وقف قدامه بهيبته المعتاده : والله ما تقوم من هنا وانت ما تعشيت
عبدالعزيز برفض : كثر الله خيرك والله اني مستعجل
فهد بذهول : عين خير يا رجال واجلس الدنيا ماهي بطايره
عبدالعزيز بتفهم : والله اني مستعجل يا فهد اعذرني والجايات اكثر عسى الله يطول بعمرك ويغنيك
فهد ناظره : ها اجل بحفظ الله وحياك الله بأي وقت
عبدالعزيز : الله يطول بعمرك ويحفظك اشوفك على خير
فهد : فمان الله ياخوي

ام سند ناظرت لـفهد بأبتسامه : من صرت أب وانت ما نشوفك وذا اول يوم
فهد ابتسم : يابعد روحي يا يمه والله ان ربي رد لي روحي من جديد من شفت بنتي وناظرتها ودريت انها بخير
ام سند ربتت على كتفه : الله لا يخسركم ويعوضكم يارب من عندك اختك تقول جايكم رجال
فهد ابتسم وهو يتذكر موضوع الهنوف : ايه عندنا الدكتور عبدالعزيز حق الهنوف
ام سند بخوف : وشيبي؟ يالله خير
فهد بهدوء : خير يا يمه جاي يخطب الهنوف ومدري وشرايكم انا كلمت العيال وكلهم ما عندهم مشكله يقولون رجال واجودي وطيب ماعليه كلام
ام سند ابتسمت : هذا رد لي بنتي يا فهد والله اني موافقه عسى الله يوفقه بس بشوف انا اكلم البنت واذا موافقه الله يقدم اللي فيه الخير
فهد : الله يكتب لهم الخير
طلعت ام سند من عند فهد وهي تروح لغرفة الهنوف بأبتسامه وحضنتها والهنوف استغربت من امها : والله اني ما اشوفتس الا صغيره بنت سبع سنين
الهنوف حضنت امها بأبتسامه وتوتر : الله يطول بعمرتس يا يمه ويخليتس لنا
ام سند مسكت يدها : تعالي اجلسي بكلمتس بموضوع
الهنوف جلست وهي متوتره وباين عليها الحياء : وش هو ؟
ام سند ابتسمت : عبدالعزيز عاد خلينا من الدكتور اللحين جاء لفهد اخوتس وطلبتس على سنة الله ورسوله
الهنوف غطت وجهها بكفوفها : تكفين يمه استحي
ام سند ابتسمت من خجل الهنوف اللي متعودين عليه : طيب علميني موافقه او لا
الهنوف ابتسمت وهي منزله عيونها : يمه مدري انتم اذا موافقين انا موافقه
ام سند ابتسمت : اي والله موافقين يا بنتي كلنا دام كذا اجل مبروك من اللحين
الهنوف حضنت امها حتى تخفف من الاحراج وهي مبسوطه بدرجه كبيره ما تقدر تخفي اعجابها بشخصية الدكتور عبدالعزيز وتفكيره وتفهمه للأمور وثقافته وطيبته وحنيته حتى لمن جت هنا كانت تفكر فيه كل يوم وليله وتدعي له بكل صلاه !

وعلى هالمنوال جرت الأيام لحد ما جاء يوم تمايم " ورد بنت فهد " !
واقفه قدام المرايا وهي تشوف المسات الاخيره من طلتها ما تبهرجت كان جمالها يمتحور حول أنوثتها وبساطتها ورقتها فستان موف بتصميم راقي وحذاء أبيض اكرمكم الله وعقد من اللؤلؤ الأبيض يلتف حول عنقها !
أسند ذراعه على زاوية الباب وهو يتأملها تناظر لنفسها برضا انتبهت له وناظرت له : سيف ؟
سيف مشى بخطوات بسيطه ووقف قدامها : ايه سيف مسموح لي أتأمل حبيبتي معاتس ولا ممنوع ؟
اميره ابتسمت وهي تتذكر ايام قديمه كانت تمنعه من انه يشوفها او حتى يقرب منها ويلمسها : اكيد مسموح ، شفيك تعقدت
سيف ابتسم : تبين الصدق ؟ والله ما تعقدت يعني حتى وأنتي تطرديني أول كنت أتأمل ما حرمت نفسي هذا الشي الوحيد اللي ما قدرت امتنع عنه
اميره ناظرته وهو أكمل حواره بحب : اني أتأمل اميرتي !
ناظر لعقد اللؤلؤ المُضيئ بتمعن : شقصدتس لابسه العقد هذا اللحين؟
اميره بعذوبه : لبسته وانا ابعدك عني واليوم لبسته وانا راضيه فيك وما ابي غيرك
سيف طبطب على يدها اليسرى وهو يحتضنها بين كفوفه : سنه راحت بخيرها وبذكرياتها
اميره بطمأنينه : سيف انا ما شفت الخير الا لمن دخلت حياتي ، رفعت يده اليمنى وهي تقبلها بأمتنان ، انا متطمنه لانك معاي انا واقفه وقويه لأن ادري من اللي وراي انا قويه بالله ثم فيك
سيف أخذها لحضنه وهو يقبل راسها بحب : انا اللي والله قوي بالله ثم فيتس يا اميره الله يجعلني ما اعيش يوم واحد من دونتس

بعد التجهيز من كل شي ووصول المعازيم لـ بيت ابو سند وكانت هذي رغبة من ميساء ان التمايم تقام في بيت عمها ابو سند تبغى فرحتها الأولى هنا لان تدري انه لو كان عايش وشاف بنت فهد بيجبره يسويه هنا وبيفرح له !
دخل فهد على ميساء وهو يتأملها بأعجاب : سبحان الله أحسن الخالقين
ميساء ضحكت وهي تشتت أنتباه فهد بضحكتها : فهد وشفيك اول مره تشوفني!
فهد بتمعن : انا تأكدت اليوم ان عندي وردتين مو وحده بس !
ميساء اللي كانت عاطفيه وتحب الحوارات الغزليه بشكل كبير تعمدت انها تطيل الحوار : وش سر حبك للورد؟
فهد : قصه طويله فاضيه لي تسمعينها ؟
ميساء بسعاده : افا عليك ، لو تبغى اكنسل التمايم عشان بس اسمع قصتك بسحب عليه بس تكفى تعال ساعدني بالاكسسوارات
جاء فهد وهو يساعدها ويحكي لها القصه بحب : اول ما تزوجنا وشفتس لأول مره حلفت في داخلي ان كل هالرقه مستحيل تكون في أنسانه
ميساء باستغراب : ليه بالعكس أحنا البنات كلنا رقيقات ؟
فهد رفع حواجبه بنفي : والله مو الكل بعضكم كأنها ولد ، ناظرها وهو يستكمل حواره ، المهم راحت الايام واخذتني اشغال الحياه واتعابها ودريت ان وردتي هملتها ما بتبقى للأبد كذا بهالنعومه والملمس العذب وقررت!
ميساء ضحكت وهي تناظره بسعاده : قررت ايش؟
فهد : قررت ما راح ازعلتس لبقية حياتي خلاص يعني صدق كنت استلذ احياناً بعصبيتس وتضحكني لكن جلست مع نفسي وفكرت قلت يعني انا استانس وهي تمرض اخاف عليتس يجيتس ضغط بعدين!
ميساء بحب : لا والله يا فهد انت ما تدري انا لمن اشوفك داخل البيت والله العظيم انسى كل شي صار ولو تبغاني اعيش معاك في ظل شجره والله لا اعيش بس اهم شي ما انحرم منك !
فهد ابتسم : احنا ما كنا نسولف بالورد وش جابنا للشجر والضغط!
ميساء ضحكت من تعليق فهد : اذا جات لنا بنت بنسميها شجره خلاص!
فهد : لا ترا النباتات ما تجملت فيني عشان ادبس ورعاني بأسماء الشجر والورد يعني شوفي خلينا على الورد اللحين وبكره بشوف يمكن اتغير عليتس ما تدرين
ميساء : ماشاءالله وين اللي يقول ما بيزعلني ويعصبني!
فهد ضحك : والله نسيت اعذريني يا ام شجره
ميساء بطرف عين : معذور يا ابو ورد ..

جود دخلت البيت وهي متوتره لأول مره تحط هالنوع من الميك اب كان غربب شوي بس جميل سلمت نفسها لـ ريم وبعد طلوع النفس اقتنعت مشت من عند المجلس وهي مغطيه وجهها ناظرتها الهنوف بضحكه : بنت جود وشفيتس؟
جود : وشتبين وبعدين من جود ؟ ابعدي عني!
الهنوف مسكت يدها وهي ميته ضحك : جود وشعندتس صايره حلوه خليني اشوفتس تكفين
جود : يا بنت الحلال ابعدي عني ترا خلقه مستاءه ابغى مرايه الحريم كلهم تحت وهناك زحمه وما بعد سلمت على احد لين اشوف وجهي
الهنوف : قسم بالله الغرف كلها مقفله عدا يعني مدري فيصل غرفته مفتوحه شوفي شكلتس فيها
جود : صاحيه انتي ، لا يا بنت الحلال ابي غرفتس
الهنوف : وربي يا روحي مقفلتها شوفي فيصل غرفته فيها مرايه شوفي شكلتس واطلعي بسرعه يلا رغم ان شكلتس والله ياخذ العقل
جود دخلت لغرفة فيصل وهي متوتره وصدرها يرتفع ويهبط بتوتر راحت للمرايه وفعلاً كان شكلها أنثوي وساحر!
قبل تطلع من هنا سمعت صوت رجولي فتح دورة المياه اعزكم الله وهو يتحلطم : يليل اللحين بيستلمني فهد تأخرت وتأخرت...
وقف هالحوار عند هذي النقطة ناظر للأنثى اللي قدامه بذهول جود ناظرته بخوف رجعت للخلف وهي تاخذ العطر الرجاليه اللي على التسريحه وترفعها بوجهه : لا لا تلمسني انت من الهنوف تقول انك نزلت تحت والله اطلع
فيصل صد وجهه للجهه الثانيه وهو شوي ويطيح من الفشله : اعذريني والله مدري من انتي بالضبط بس قسم بالله الهنوف مالها ذنب
جود بتوتر : ابعد ابعد بعيد ابطلع ابعد عني لا تلمسني والله ما اخليك
فيصل راح لزاوية الغرفه وهو متوتر وملامحه مشدوده : يا بنت والله ما بقرب منتس بس اطلعي يلا حصل خير..
طلعت جود من هنا بأقصى سرعتها من طلعت تنفست الصعداء استندت على الجدار وهي تاخذ نفس شبه منقطع من الرعب شافت قدامها اميره والمها تجاهلتهم وراحت للمطبخ ناظروها بأستغراب وراحوا للحريم ..

الجازي ناظرت لـ سند برضا : ترا باخذ البنات معاي ترا هذول بناتي مو بناتك بس !
سند ابتسم بحب للجازي وطيبتها : ولا يهمتس على قولتس بناتس وانتي حره فيهم بس مدري ..
الجازي بهدوء : سند اذا قصدك على كلام الناس والله ما يهمني كلام الناس ورا ظهري لو بسمعه ما كان رجعت لك ولا حملت منك رغم اللي سويته فيني البنات ما بخليهم وباخذ بنتي لا كلهم بيمشون وبيلبسون نفس رُوح وأحلى بعد
سند : والله من طيبتس يا الجازي
الجازي : خالتي قالت ان الانسان الطيب هو اللي يفوز بالاخير وانا فزت في نفسي وفيك وفي عيالي الخمسه وطفلي اللي ببطني ومستحيل افرط فيكم او اهملكم..
سند جاء لعندها وهو يقبل راسها بحب : والله العظيم يالجازي اني لو اعطيتس روحي واللي املكه ما اوفيتس حقتس وجميلتس علي وعلى عيالي!
الجازي : الناس للناس والكل بالله تعال لا نتأخر عليهم ..
سند اخذ بناته اللي كانوا مرتبات وياخذون القلب : يلا خليني اخذ عنتس توق وإيفان انتظرتس تحت
الجازي : يلا حبيبي جايه ..

رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن