الجزء الواحد والأربعون

300 7 1
                                    

طلعوا من البوابه الخارجيه وكان تفكيره يحوم حول اطفاله ، كانت مُتيقنه انه يفكر فيهم ويبي يشوفهم قبل يمشون ، ما تكلمت أبد خلته يروح للمكان اللي يبيه قبل يروحون للمطار ..
دقايق بسيطه وهو واقف قدام بيت أهلها ناظر للباب بتردد وقبل يفتح باب السياره مسكت يده بحقد : بتروح لهم !!
سند ناظرها بذهول من مسكت يده : أيه بروح اودع عيالي قبل نسافر فيها شي بعد!
أماني ناظرته لثواني وملامحها تتحول للغضب : واللي يقولك انك ما راح تروح طيب !
سند ناظرها بأندهاش : عبيطه انتي وشتخربطين ! هذول عيالي ترا ولهم حق علي !
أماني تكلمت بقهر : مو أنت تقول ان زوجتك صارت طبيبه للمجانين خلها هي تدبر ورعانها مو تغثني انا حرمه واعرف سوالف الحريم ذي !
سند ضحك بأستهزاء : ليش انتي تحسبين الجازي تفكر نفستس الجازي من تطلقنا ما شفتها الا مرتين بس وكانت مو طايقتني بعد ارتاحي يعني!
اماني بحقد : ما يهمني اللي يهمني انك ما تروح لهم تحطهم كلهم ورا ظهرك ترا ما راح ينفعونك أنت مالك أهل الا انا وبنتي والبيبي اللي بيجي قريب ان شاءالله !
سند ناظرها بغبنه : اماني مو كل شي تبينه يصير انا الرجال هنا ترا ولي كلمه!
اماني رفعت حواجبها وهي تناظر له بعدم استيعاب : يعني بتروح وتشوفهم!
سند بعناد : ايه واللحين بعد
اماني رجعت ظهرها على المرتبه وهي تتكلم بحقد : والله لو تروح لهم اني لا اخلعك من بكره ودور لك وحده تقبل فيك وتهنى معاها
سند بصدمه : انتي وين عقلتس تمنعيني من عيالي ! حطي نفستس محلها
اماني بغرور : تخسي احط نفسي بمحلها من هي احط نفسي مكانها وبعدين خف رجلك مو كل شوي رايح لهم انا قايله لك تروح لهم كل شهر شهرين مره وحده بس والمتخلفه طليقتك ما تشوفك ولا تشوفها ولا تسمع صوتها ولا تشوف اثرها مع الارض !
سند رجع ظهره على المرتبه وناظرها بقلة صبر : خافي ربتس انتي ام ما تخافين الدنيا تدور عليتس !
اماني بملل : خايفه ربي بس حرك للمطار مابي انغث اكثر من كذا ..
كان كل اللي ببالها انها تحاول تبعد دايم عن هالمنطقه وتحاول تطلعه منها ما تبيه يكون قريب من الجازي ولا من عياله ما تبي قلبه يحن عليهم ابد ويرجعها لذمته !
العصر ~
ميساء ناظرت لبنتها من خلف الزجاج كان ممنوع الدخول عليها لإن جسمها ضعيف أسندت راسها على الزجاج وهي تبكي بأنهيار وتناظر لبنتها اللي وجهها متغير بالحيل من التعب!
قلبها أوجعها على بنتها تحسها متغيره من يومين تعبانه بزياده ناظرت لفهد وهي تمسح دموعها : خلنا نسأل الدكتور عنها يمكن تحسنت شوي !
فهد بضيقه : سألته اليوم الصبح مافيه شي جديد
ميساء بأصرار : أحنا اللحين بالمستشفى خلنا نسأله ونشوف يمكن تحسنت يمكن تغير شي ما تدري
فهد حس انه يرفض طلباتها بالحيل ما يبيها تزعل منه او تحمله ذنب شي : تعالي معاي ، راحوا للدكتور وبعد دقايق من الحديث عن حالتها..
الدكتور بتعاطف : بالحقيقه يؤسفني اقولكم ان ورد أصبح عندها فشل في القلب وتم أكتشافه اليوم كانت تجيها بعض الاعراض واليوم وبعد التحاليل والفحوصات اللازمه تأكدنا من هذا الأمر ..
فهد ناظر للدكتور بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله
ميساء كتمت دموعها وتكلمت بقوه عجيبه : يعني بنتي ما بتعيش !
الدكتور ناظرها بأسف : ما بتعيش الا بمعجزه ولكن الله قادر على كل شي احنا مسلمين موحدين ونؤمن بأن قدرة الله تفوق قدرة الاطباء واللي خلقها ما راح ينساها ادعولها ادعولها قد ما تقدرون والخيره فيما يختاره الله .
فهد بجلاده : طيب وكيف حالتها اللحين
الدكتور : نمشي على خطة علاج وما نقصر عليها بشي ونتابع حالتها أول بأول والله يشفيها ويعافيها للان ما اقدر افيدك بشي ..
همست بصوت باكي : الله يرد لها صحتها

في الساعه ٨ مساءً ..
طلعت من غرفتها بصعوبه ما كانت متحمله نظرات احد لها الكل عنده فضول يعرف وشسبب طلاقها وكلهم على يقين ان كلام سيف مو واقعي !
سيف أنسان عاقل مستحيل يطلق عشان هالسبب أكيد في شي أقوى من كذا أكيد في شي اجبره على الطلاق ، خاصة أن الكل يدري ان سيف يعشق أميره مو بس يحبها !
مشت بخطوات ثقيله ووقفت قدام باب البيت شافت أبوها جالس يهوجس لحاله بالحوش تكلمّت بصوت ثقيل من النوم مثل ما أدعت إلا انه ثقيل أصلًا من الحزن اللي مخيم على ملامحها بوضوح : مساك الله بالخير
ابو سند ناظرها برأفه : هلا ببنيتي مساتس الله بالنور تعالي تقهوي معي البنت راحت تسوي العشاء والعجوز تصلي والعيال كلن لاهي بحياته
اميره بأبتسامه لطيفه : أبشر
ابو سند كان يحب فيصل حب خاص من بين احفاده : وينه النتفه ذا ما جبتيه معاتس اشوفه
اميره بأبتسامه باهته : نايم ما بعد قام ينام كثير بسم الله عليه
ابو سند أبتسم : عسى الله يحفظه ويبلغنا فيه
اميره : امين ، مدت فنجال لأبوها وتقهوت معاه وهي ملتزمه الصمت ..
ابو سند ناظرها بندم : سامحني يا بنيتي انا اللي دمرت حياتس انا اللي اجبرتس على شي ما تبيه نفستس ولا توده
ناظرت ابوها بأندهاش : لا والله يبه انت ما اخترت لي ألا الزين والخير لي
ابو سند تكلم بضيق : انا ما دخلت بالي سالفة طلاقكم ذي وكاد ان فيه علم ما اعرفه خلينا نصلح من بينكم إذا انه شي ما يسوى
اميره تكلمت بأستعجال وهي متوتره : لا يبه خلوه على فاله دامه مرتاح بالبعد ، بيجي يجي ما يبي الله يستر عليه ويوفقه
ابو سند : وأنتي كيف حياتس معاه هو مقصر معاتس بشي فيه شي من بينكم أثر عليكم
اميره : لا يبه سيف طيب وماعليه كلام رجال ونعم فيه أبيض وجه
ابو سند بأستغراب : هو يمدح من صوب وانتي تمدحين من صوب علامكم اجل تطلقتوا دام كلكم زينين !
أميره بتعب : يبه مالنا نصيب مع بعض ذا قدرنا وقسمتنا
ابو سند بتفكير : والله انتم وراكم بلا سالفتكم مار ما تدخل العقل ما يصدقها حتى الورع
اميره بتوتر : ماعليه يبه بتصدقها بعدين بس اهم شي لحد يضغط عليه حتى عمي حامد تكفى يبه خلوه ان جاء زين وان ما جاء بصبر لين يجي او الله يعوضني " قالتها بمراره لإنها كانت متأكده ان سيف هو العوض "
ابو سند بضيق على حالهم : الله يصلح شانكم ويهديكم

ما قدر انه يروح للشقه ابد وهي مو موجوده فيها كانت موحشه بدونها
جلس على سريره بعد ما أستقر بغرفته اللي في بيت اهله وهو عزابي ما نام زين نام بحدود الأربع ساعات فقط كان متضايق بصوره محد يتخيلها كان مغبون مغبون !
وللأسف انه هالمره ما قدر يستعين بمحمد كان يشوفها فيه ، مشى بمراره وهو يوقف قدام المرايه ويناظر لشكله ، خشمه الحاد المستقيم ، سمار بشرته الجذاب ، حواجبه الكثيفه ، شنبه المرتب وشعره الكثيف الناعم ، ملامحه ملامح أنسان عربي ألا انها هالمره اختلفت عليه كثير ناظرها بتمعن وكأنه لأول مره يشوف نفسه وجلس يتذكر ملامح محمد بمراره تنهد تنهيده حا ا ا ره احرقت صدره بمعنى الكلمه !
جلس على السرير مره اخرى وهو يفكر بشخصيتهم الإثنين اللي كانت مُتشابه بعض الشي نفس الاهتمامات والتفكير والحب والكره لكل الاشياء !
وللأسف في زحمة افكاره اتصل محمد هو من رجعها لبيت ابوها وهو حاذف جواله ولا فتحه ما يبيه ما يبيه ولا يبي اللي فيه لكن مُجبر يرد رد عليه بنبره حزينه لكن حاول يسيطر عليها : ارحب محمد
محمد بذهول : وينك فيه وينك اتصلت عليك مليون مره مافيه رد عسى ماشر ليه متطلقين والله اني حاولت اتأكد مليون مره من اللي سمعته لين أكده لي ابوي وشفيكم وش عفس حالكم كذا ما كنت تحبها انت وهي تقول انها تقبلتك وشتغير عليكم اللحين
سيف صرخ عليه بجنون وهو يحاول يطفي من نار الغيره اللي شبت بضلوع صدره : اسسسسسكت اسسسكت مالك دخل فيها ولا فيني ولا تجيب طاريها قدامي ابد اطلقها اذبحها ادعسها اقطعها مالك دخل فيها ابد .. قفل الخط وجلس على السرير وهو يتنفس بصعوبه بليغه ويضرب صدره بعبببره ودموعه تطيح على خذه بمراره وغبنه وقهر ..

‏لا عاد تنشدني ورا خاطرك شين
‏بالله خل إللي بصدري بصدري

‏ انا أدري آنك يارفيقي حمر عين
‏ ولا تنشد الا كود من زود قدري

‏ غير الزمن يومي بنا يسار ويمين
‏ وانا تصدد منك ما ابغاك تدري

‏ دايم نقول ان تالي الوقت بتزين
‏وان كان تبغى الصدق؟ والله مدري

رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن