بعد مرور أربع أشهر !
"من أوّل ادور على الفيَّه وعيني للظلال ،
واليوم مايفرق معي برد الحياة .. وحرّها"
اليوم وبعد أنتهاء العدة ومرور أربع أشهر على طلاقهم ، ما زالت تحتاجه وتحبه وتحن له و بحاجه لوجوده حولها !
ولكن تداعت لمُخيلتها فكره بسيطة ! طيب هو عايش انا ليه ما اعيش ! طيب هو كمل حياته انا ليه ما اكمل ! طيب هو ينجح وينجر انا ليه للحين بمكاني ! طيب انا ليه اخليه فقيده وانا بحياته مجرد حدث ووقت إنتهى!
ليه اعتبره خساره وهو ما اعتبرني مكسب ! ليه وليـه وليـه والكثير من ليه!
اليوم هي اقوى اليوم هي ناجحه ، جلست مع نفسها فتره من الزمن كانت تقضيها في منتصف الليل بعد ما ينامون أطفالها ، تقيم الليل ، وتدعي بيقين ان الله يشيل حبه من قلبها ويقويها ويلهمها الصبر ويعطيها القوه اللي تخليها تكمل حياتها بدونه ، تخليها تكمل حياتها بصفتها إمرأه ورجل بـ آن واحد !
اليوم هي مشغوله بأنجازاتها وبنجاحها اليوم هي طبيبه نفسيه !
وذا حلمها من الطفوله حلمها اللي ما قد أفصحت عنه لها أسبوع من بدأت بـ دوامها الرسمي !
بتداوي جروح غيرها وهي أسيره وسط جروحها هي قيد أحزانها لكن إيمانها القوي بالله خلاها تكمل وتواجه الحياه بعزيمة إمراءه صلبه حُره ..
الجازي المُسالمه الطيبه المُعطاه ما زالت موجوده لكن عند من يقدر .. السلام .. الطيبه .. العطاء !
اليوم صار كل شي لـه حد اليوم هي أم هي قدوه لأطفالها ما راح تجعل من نفسها مادة للعضه والعبره ما راح تجعل المّرضى المُتربصين يرقصون على خسارتها وحزنها !
أشترى لها أخوها سياف سياره خاصه لها ك هديه منه بمناسبة وظيفتها الجديدة حتى تقضي عليها مشاوريها بدون طلب من أحد وقريب جداً بتستأجر شقه تطلع فيها هي وعيالها وبنتها لحد ما تجمع لها مبلغ يخليها تشتري او تبني بيت العمر بدون مِنه من أحد أو طلب من والدهم ..!
على كل حال "حرّ الجفا ، اهون كثير من الوهم .. لو دام"
—
يوم جديد بعنوان "أنا ماني على بعضي .. ولا بعضي علي ملتم"
جالسين على السرير هي تناظر للأرض بأنهيار ظاهر وهو يناظر للجدار اللي أمامه بأنهيار خفي كانت حالتهم كَسيفه أول مره يحس بالفقد الحقيقي !
" ورد " تحمل لمرض ضغط الشريان الرئوي وهي من أطفال مُتلازمة داون .. وردتهم الصغيره اللي ما بعد فتحت عيونها للحياه جالسه تفقد حياتها قبل تبدأها وأمام عين أمها وأبوها !
لياليهم اللي قضوها مع بعض وهم يختارون أسم مولودتهم الأولى بـ لهفه وسعاده وشغف !
وبالأخير قرروا ان اسمها يكون ورد " نسبه لـ أمها ميساء " اللي كان يناديها فهد دايماً وردتي !
كان لها من الورد نصيب كبير.. الحنيه اللطافه العُذوبه .. كان لها فضل عظيم على فهد !
كانت الشمعة المُنوره له دروبه ، كانت الاتساع رغم ضيق حجرتهم ، كانت البسمه رغم شَح الليالي ورغم الأحداث اللي حصلت له ، كانت الضحكه كانت الدعوه الصادقه كانت السند له كانت الكتف اللي يتكىء عليها ويحس انه اقوى رجُل بالعالم بوجودها ، كانت الاحتواء الحضن الدافي كانت الأهل العزوه الأماكن وكل الازمنة !
اليوم مَنعهم الدكتور من أخذ " وردتهم الصغيره " معاهم للبيت كانت في العنايه المركزه لقسم حديثي الولاده ما تقدر تتحمل شي ، كان لها عنايه خاصه من الصباح وهي عند بنتها تناظر لها من خلف الزجاج وتبكي وتتحسر وتلوم نفسها تحاول تتذكر أيش الخطأ اللي صار في حملها وش أكلت وش رفعت وغيره الكثير ..
كانت تفكر بـ اسخف الاشياء وتلوم نفسها عليها رغم ان الدكتور قال لها ان بنتها اكتشفوا هذا المرض فيها بعد الولاده بعد ما طلعت للحياه كانت تحمل هذا المرض وأن مالها اي ذنب في مرض بنتها أبداً !
كانت جملتها المكونه من كلمتين كفيله إنها تنهي جبال من الآمال والأمنيات في صدره قالتها بيقين بـأحساس أم صادق : ورد بتموت
رفع عيونه عليها وهو يتنفس بصعوبه من الضغط النفسي اللي يعيشه : استغفري ربتس وش هالكلام ! لا تفاولين على البنت !
ناظرت لعيونه بأرهاق نفسي حادِ : ما عاد ابي اروح للمستشفى ما ابي اتعلق فيها خلاص لا تجبرني على شي ما اقدر عليه الله يخليك
ما قابل هالدموع والانهيار بحضن يخفف عليها وجعها بالعكس قابله بقسوه وبصلابه ناظرها بنظرات غاضبه : يعني انتي تتركين اللي تحبينهم وراتس لان بس من داخل انتي ضعيفه وما تقدرين تواجهين الحقيقه !
صرخت بأنهيار من كلامه الحاد اللي أوجعها وجع عميق وجدد جرح عتيق ما زال يطعنها في ظهرها إلى هذي اللحظه : لا تقول كلام ما تحسب حسابه..
ناظرها بغضب : وأنتي لا تتركين بنتس وراتس لإن تحسين انها بتموت خليتس معاها بكل أحوالها !
ناظرته بصدمه من كلامه اللي يرميه بدون إي وعي لمدى قسوته عليها : انا ام وأحس احس ان بنتي بتموت وشفيك أنت !
ناظرها بغبنه : وانا ابوها والكلام اللي تقولينه يوجعني فأسكتي يا انتس تقولين كلام سنع ولا لا تتكلمين من البدايه !
نزلت دموع ميساء على خدها بغزاره وهي تشهق بين كل كلمه وكلمه : وانت الكلام اللي قلته اوجعني انا متى تركت اللي احبهم ورا ظهري ، انا ظهري احترق عشان اللي احبهم..
ما قدرت تتحمل هالحوار كلهم مو مركزين بكلامهم كلهم خايفين جالسين يجرحون بعض بدون ما يحسون بأنفسهم الانصراف افضل حل لهم..
فهد مسك يدها ورجعها لمكانها لمن وقفت بتروح ناظرها بندم وضيقه : أجلسي لا تقومين ما انتبهت للي قلته حقتس علي..
ميساء مسحت دموعها ونزلت رأسها للأسفل بتعب واشاحت ببصرها عنه ما تبي محاجرهم تتلاقى في بعض يكفيها هذا الكم الهائل من التعب : عادي بروح أنام تعبانه..
فهد بضيق : ما اكلتي
ميساء بنبره مبحوحه : مو مشتهيه اللحين لا قمت أكلت عن أذنك..
قامت وراحت للسرير هو يعلم من داخل مثل ما هي تعلم إنها ما بتنام تبي تدفن نفسها في داخل قوقعة سريرها وتنهار بصمت ما هان عليه أنه يتركها كذا بعد كل الكلام اللي قالـه واللي ما كان يقصد منه حرف !
كان يبيها تصير قويه أكثر من كذا رغم أنها قويه أساساً لكن أفصحت له عن نقطة ضعفها وهي " الناس اللي تحبهم " قام من مكانه وراح للسرير رفع اللحاف عنها وانسدح بجانبها رفعها بصعوبه لصدره العريض ..
دفنت نفسها بين ضلوعه بسرعه عجيبه حتى ما يلمح دموعها اللي عبت أصلاً صدره وصار صدره جزء يواسيها وجزء ياخذ حزنها ويركنه بين جدرانه ..
رجائها الوحيد اللي لباه لها فهد " إخذنـي أنـت . . ولا تاخذنـي العبرة "
—
بكل قناعه ورضا اليوم سلمّت قلبها لـ سيف ووضعت محمد في رفوف الماضي أكتشفت إنها تتعذب بدون أي فايده هو حتى ما يدري فيها وبعذابها!
سيف يستاهل منها كل الاحترام كل الحب كل الاهتمام كل الإلتفاتات كانت حياتهم مع بعض سعييييده وفيصل الصغير أسعدهم جداً..
قامت من النوم بضجر أنتبهت لشعرها اللي منتثر على وجهها بشكل فوضوي كانت بتعصب لكن وجه فيصل اللي متخبي في صدرها أبعد عنها كل هالعصبيه..
كان نايم بسلام وبراحه قربت من عنده وهي تسمي عليه وتحصنه وتبوسه كان هو أول أنسان تنتبه له في ذا الحياه " فيصل ولد سيف واميره " هو أول من تصبح عليه رغم انه لسى ما يفهم عمره ثلاث شهور فقط .
ما تنسى كيف جابته وشكثر تعبت وتعذبت وتعسرت عليها ولادتها وأكتئبت بعد الولاده وتعبت أيضاً !
كان سيف متحمل مزاجها متحمل عصبيتها تعبها كان يساعدها على فيصل حتى ترتاح وتنام ويسوي معاها كل شي..
كانت يده دايم بيدها خذت جوالها شافت الساعه ٢:٤٣ الظهر ضربت جبينها بأندهاش : ياربي انا كيف نمت كذا ، ناظرت لفيصل اللي كان يفتح عيونه شوي ويقفلها شوي ، زين كذا ارتحت حتى بابا راح بدون ما اقوم واسوي له فطور بسببك أنت!
راحت له تبوسه وفتحت عنه الزهموله وقام يتمدد وهي تبوس بطنه الصغير أبتسمت لعيونه الصغيره : قسم بالله فدا تبي ننام ننام عادي ما عندي مشكله بس بشرط اذا صرت تمشي تقوم تساعدني ولا تحسب بس انا بشتغل لا حبيبي مع نفسك!
فيصل يناظرها وهي تتكلم ويغفى ، اميره باست عيونه الصغيره مره ثانيه : تتوقع اني بخليك لا بتساعدني وتجيب معاي الصحون عشان أصير أم حنونه يعني بخليك بس تجيب الأشياء اللي على قدك ما بتعبك كثير..
راحت لدورة المياه يكرم القارى وضت وطلعت ناظرت له بأبتسامه : تبي حليب جوعان ، ضحكت على تعابير وجهه البريئه كان نعسان بالمره ، بس خلاص اصحى معاي كفايه نوم ما شبعت يا خيشة النوم! بصلي وبسوي لك حليب تمام..
صلت الفجر والظهر وسوت له حليب برضاعته طلعت من المطبخ وطلع بوجهها سيف اللي كانت ملامحه مستغربه ما توقع انها بتصحى اللحين كان تو جاي من دوامه: ماشاءالله صحيتوا ما بغيتوا !
اميره بتأنيب ضمير : وربي ما أدري كيف كذا نمت كله من ولدك بتروح تعاتب عاتبه خيشة النوم أنعديت منه ولا أنا من متى انام كذا !
سيف راح لفيصل وهو يرفعه لحضنه ويحبه على خده وخشمه وعيونه : ما لي قدره خليني اعاتب نفسي ما اقدر اعاتبكم !
اميره ناظرت لـ فيصل اللي مسلم نفسه ليدين أبوه : أنت مالك ذنب هذا كله ذنب ذا النتفه ابو عيون !
سيف رفع عيونه لها : لا تتنمرين على ولدي مابي ولدي يتعقد كفايه بنت عمته العوبا دابله تسبده !
اميره ضحكت وهي تتذكر روُح اللي كانت ما تحب فيصل ابد ودايم تضربه : اوريها تدري أمس فيصل مع خالتي وخالتي سوت نفسها نايمه وجت روُح تقرصه ياقلبي على ولدي ما دريت ولا والله لا انتف شوشتها !
سيف باس عيون فيصل وتكلمّ بخبث : بكره بيجيه العرق ويهجج له قبيله توه ورع..
اميره فاهمه إنه يقصدها : شقصدك ! عرق وش اللي بيجيه !
سيف ضحك على ملامح وجهها اللي تغيرت : ولا شي يا حبيبتي ، تعالي امسكيه شوي بتسبح أبي طاقه شوي احس حيلي مهدود..
اميره بغبنه : انا بعطيك طاقه تبي اصفق ننة فيصل براسك..
سيف ضحك من كلامها كان متعود على أسلوبها : والله ما تقدرين
اميره بفضول ما زالت كلمته ببالها : صدق ما اقدر المهم وشقصدك بالعرق!
سيف : يوم كنا ورعان كنتي عوبا كنت اجي بعيد كنتي تكرهيني كره لا اله الا الله بس انا ما اجي عشان شي كنت اجي بس عشان لو احد يزعلتس اضربه وانتي تطرديني وانا اروح!
اميره ضحكت وهي تتذكر مواقفهم مع بعض : والله كنت عوبا صدق تتوقع ام شوشه طالعه علي!
سيف ضحك : والله أنها جنه عندتس انتي مو بصاحيه ما بقى ورع مافيه علامه ماشاءالله من مين اميره وفوق ذا انا اجي واقول انا اللي ضربتهم عشان عمي ناصر ما يضربتس كان عصبي بالحيل!
اميره ابتسمت : تتذكر يوم عمي حامد ضربك بالعقال وانت مالك ذنب بس لان فزعت لي يعني محد قالك تفزع لي تحمل!
سيف بهيام: شسوي احبتس ! مابي يجيتس شي وتتأذين وانتي مشاكلتس واجده ما تخلص كل يوم ورع مفلوع منتس!
كملوا سوالفهم وأصوات ضحكاتهم تملى المكان وبعدها بنصف ساعه راحت تسوي الغدا بعد ما جلست سيف غصب حتى يمسك فيصل وتطبخ براحه ..
—
نزلت من سيارتها وهي تشعر بتعب طفيف كان بسبب الفرفره بالاسواق أخذوا العيال بعض الاغراض ودخلوا داخل ومسك الوليد بيده اخته روُح اللي كانت تتذمر وشبه تبكي وكان بسبب المُناخ ..
ألتفتت عيونها للخلف بذهول وهي تشوف خلفها أنسان ما كانت متوقعه انها بتشوفه ابد شخص راح وراحت أيامه ما عاد باقي لها من أيامه الا ذكريات بسيطه وهي ذكرياتها القليله الجميله معاه اللي ترويها لعيالها في أوقات متفاوته نزلت نظارتها وتكهرب جسمها من وجوده خلفها ..
تكلم بصوت غريب بعض الشي : مساء الخير
ناظرت لعيونه بقوه ظاهريه عكس كل ما يعصف في صميم وجدانها من مشاعر " تكرها وتذكرها بضعفها بوجوده " تكلمت بنبره مُتحفظه : مساء النور
سند ببرود ظاهري رغم كثرة التساؤلات في باله : وشعندكم طالعين !
الجازي أنصعقت من اسلوبه اللي ما راح يتغير ناظرته بقهر وهي ترد عليه بذات البرود : طالعين!
سند أنتبه لنظراتها اللي تعبر عن بحر من الأنتقام أمام عيونه تكلم ببرود : وين البنت ابشوفها واخوانها ويـن!
الجازي رفعت عيونها لعيونه بأستخفاف : تشوفهم حولك!
سند بقلة صبر : يعني داخل ، طيب خليهم يجون أنتظرهم يلا وراي سفره للأحساء!
الجازي أنتبهت للوليد اللي مّشى بخطوات ثقيله تنمّ عن غضب يطفو على معالم وجهه البريئ أخذ روُح بيدها وألتفت خلفه وهو يرمق تميم بنظرات غاضبه ، جاء تميم مستعجل ووقف بجنب الوليد ومشوّا بخطوات مُتأنيه مع بعض : السلام عليكم
سند أبتسم للوليد اللي كان يكابر على مشاعره دايم ، ما كان يشبه امه ولا يشبه ابوه صفاته مُتفرده كان طفل بعقل رجُل أنخفض سند لمستوى الوليد وناظر لعيونه بحب : وعليكم السلام ! كيف حالك وشخباركم كلكم وكيفها اختكم!
رفع يده أمام تميم ومنعه من الكلام ناظره لوالده بنظرات غاضبه : يعني حالنا يهمك بابا !
سند بضيق : أكيد يهمني أنتم عيالي انا اترك الدنيا وراي وأجي لكم أختار حزنكم ولا اختار فرحها !
الوليد بخيبه : أنت اخترت الدنيا بابا ، انا بخير وتميم ورُوح بخير ما نحتاجك معانا ..
قام من مكانه ووقف بقامته الطويله تلقائياً طاحت عيونه على عيونها الغارقه وسط مدامعها !
تبكي على حال ولدها ! وش شاف هذا الطفل من الحياه حتى يتفوه بهذا الكلام !
وش الحزن اللي ذاق مُره وأصبح طفل بقلب عجوز مُسن بلغ من العمر عتياً ..
نحتاجك معانا !
أحنا ننام ناكل نطلع نلبس نسوي كل طقوس البشر الطبيعية لكن نحس بالفقد بغيابك نحس أن أفئدتنا فارقت أجسادنا ، يا صعوبة أحساس الفقد اللي يذبح قلبي كل ليله وقلب الوليد اللي صار يفهم كل شي ، مكانه ترك فراغ كبير ما راح تقدر الليالي تعبيه !
هرب من هذا الحوار مُجبر ما يبي يضعف قدامها رغم انها ما راح تعايره بضعفه ، أعطاها المصروف وراح أختار انه يبعد عنهم بهاللحظة !
يا الله يا قسوة الشعور اللي يحس فيه وهو يلمح نظرات الكُره والقرف في عيون ولده الكبير وعزوته " سند ابو الوليد " لله در الليالي ماذا فعلت بحالهم كيف أصبح أبنه فلذة كبده يُعاديه ويكره وجوده لهذي الدرجه!
ناظرت لعياله مُتجاهله صوت سيارته من خلفها اللي تحركت بأقصى سرعه مسحت دموعها بسرعه وأبتسمت للوليد اللي ناظرها بأنتصار : أخذت حقنا من بابا اصبري ما شاف شي..
جلست أمامه الجازي وهي تمسح على شعره الناعم العسلي ناظرته بعتاب : عيب يا ماما مهما كان هذا ابوك شفت كيف خليته يروح زعلان ومتضايق!
الوليد ناظرها بتهكم : عادي ما يهمني هو بعد كل يوم يخليتس تنامين وانتي زعلانه وتبكين ..
أخذ اخته واخوه ودخلوا داخل البيت شافت خطواتهم تختفي من أمامها قامت من مكانها راحت للسياره وأستندت على شباك السايق وبكت آخر دموعها ما طولت وهي تبكي مسحت دموعها وعدلت نقابها وأخذت باقي الاغراض ودخلت داخل البيت وراحت لدارها..
اما اليوم فلا سماي تريدك ولا أرضي تحتاجك !
اليوم أصبحت مُجرد رجُل هُلامي عديم الفائدة تحمل لقب فقط!
ونحن نحترمك لأجل هذا اللقب فقط " أبو الوليد "
أناهيد..
قفلت مُذكرتها وهي تحطها في أحد ادراج الغرفه وراحت لأهلها وهي تهرب من التفكير فيه وتحاول تشغل بالها عنه...
—
الساعه 12 مساءً
في صالة المنزل الكبيره الجميع جالس في الأسفل نزلت لهم بعد ساعه كامله ما كانت حابه تجي من بدري وتجلس معاهم وهي تحس للحين بعدم رغبة ريم بوجودها من بينهم!
اميره دخلت وبيدها فيصل تكلمت بصوت واضح : السلام عليكم
الكل رد عليها السلام عدا ريم اللي ميلت شفايفها بأنزعاج ما أهتمت لها كثير رغم انها متضايقه من معاملتها لها ألا أنها تجاهلت وجودها..
ام سياف بأبتسامه : الحمدلله البنت نايمه ولا حطت حرتها في هالمسيكين..
ريم بأزدراء : محد مسكين هنا يا يمه بكره بيكبر ويعرف كيف ياخذ حقه..
اميره نزلت راسها لـ فيصل وهي تحضنه وتبوسه على خشمه : فيصل ما يضرب بنت عمته بس يضرب الاعداء " قالتها وهي مبتسمه ما كانت تقصد احد بذا الكلام الا ريم اللي للحين حاقده على اميره وما تطيقها "
ريم بتهكم : يا حليلكم صرتوا تعرفون العيب والخطأ !
اميره بلعت ريقها بتوتر اخفته في صدرها و تكلمت ببرود خارجي : افا عليتس كل شي نعرفه وشتبين بس!
الجازي حست بملل من مشاكل ريم واميره اللي ما تخلص خذت نفسها وراحت لغرفتها ترتب بعض الاغراض وتشوف عيالها..
ام سياف بعصبيه : ما عاد لي احترام ولا تقدير ابد كني ورع من بينكم !
قامت بغضب رفعت ريم عيونها لـ اميره ناظرتها بحقد لكن اميره تجاهلت النظر وسط عيونها " ما راح اعطيتس اللي تبينه يا ريـم ما راح تخربين حياتي ابد ما راح اسمح لتس "
سيف دخل البيت وهو مبتسم سلم على ريم وحب راس اميره واخذ منها فيصل ، حست بغصه تنحر ضلوعها من الغبنه ، كيف يحبها على راسها كذا ويقدرها ويحترمها وهي تخونه رجعت ظهرها للخلف وهي تحس انها بدت تتعب من هالسر اللي كتم على صدرها وذبحها ..
سيف ناظر ريم بضحكه وهو يرفع اصابع فيصل : تشوف عمتك ذي ابيك لا كبرت تتوطاها
ريم ميلت شفايفها بغرور : ما يمديك ولدي بيجي بيكسر سنون ورعك ذا ابو خدود
سيف : ما يمديكم على ولدي هذا ولد اميره من يقدر عليه بالله !
ريم ناظرته بغبنه واشاحت ببصرها لـ اميره : وولد محمد من بيقدر عليه !
تكهرب جسمها من طاريه وخاصة بوجود سيف ألتفت سيف لأميره الصامته تلقائياً نزل عيونه لكف يدها اليمين مسك يدها وهو يشوفها ترجف ناظرها بأستغراب وخوف : حبيبتي وشفيتس؟
وقفت مثل المسلوعه ناظرت له بنظرات غير مفهومه : بروح للشقه عندي شغل انتبه لفيصل!
هز راسه بهدوء وهو متضايق على حالها ..
راحت للشقه وتلقائياً دخلت لغرفتها وقفلت الباب بكل قوتها رفعت يدينها لأذانها وبكت بأنهيار وهي تحاول تمحي من قلبها كل الكلام اللي تسمعه من ريم ، تهديداتها المُستمره تخويفها لأميره دايم كانت تلوي ذراعها بكل مره تجي وتنجبر اميره على الصمت!
رفعت جوالها من على السرير وأتصلت على أول إنسانه جت ببالها تحتاج أنها تتكلم تبي ترتاح ، بتموت من صمتها بتموت من ذا السكوت ..
ثواني وردت عليها ما تدري كيف تبدأ هالحوار ما تدري أصلًا كيف اتصلت ما فكرت بشي وقتها !
كانت بس تبي تطيح ذا الحمل من صدرها تعبت من حياتها تعبت من ماضيها من حاضرها ومن مستقبلها ..
ليه دايم الحـزن يلاحقني ! حتى لمن رضيت بالهم ما رضا الهم فيني !
تكلمت بغصه ودموعها تنهمر على خدها بأنهاك : رضيت فيه رضيت بحياتي البائسه معاه رضيت بخسارتي سامحت أبوي سامحت فهد ليه الحياه ما تبي لي الضحكه ليه محسوده أنا على ضحكتي!
الهنوف حست بحزن اختها يلمس روحها ويتوسد ضلوعها ، تكلمت بصوت مكسور : ما تـدرين يا اميره ! ما تـدرين عن بكره ما تدرين ربي وش بيعطيتس من ذا الحياه لا تهتمين لأحد !
اميره تكلمت بأنهيار : متى اهتميت متى ! هم اللي يلاحقوني لو شفتي كيف تكلمني كيف تناظرني تهددني انها بتفضحني قدام سيف ، طيب انا والله ما عاد ابيه والله انا راضيه بسيف وبحياتي معاه ليه ما تتركني بحالي!
الهنوف بضيقه : طيب ليه ما تقولين لسيف عن كل شي ! قولي له انه إعجاب طفوله مو اكثر لا تخلينها تلوي ذراعتس كذا !
اميره تكلمت برعب وهي تتخيل لو بتقول لسيف عن كل شي وش بتكون ردة فعله ! يذبحها ولا يذبح نفسه اهٰـه يا مرارة شعورها : مريضه انتي ! وشتبيني اقول له اقوله اني احب محمد ! محمد رفيق سيف من كانوا ورعان قسم بالله تعبت تعبت اهـه......
قفلت الجوال بذُعر متأكدة أنها سمعت حَس أحد رفعت يدها اليمين لصدرها وهي تردد برعب " يا ا ا ا رب لا يكون هو يا ا ا ا رب " طلعت من الغرفة بعد ما فتحت الباب ووقفت في محلها..
بهتت ملامحها وتحولت لملامح جامده واقف قدامها بوجه ذابل ملامح غريبه ما تعرفها ما كان فيه شي مسموع كان صمت حاد صمت شديد يحف ارجاء الشقه ما كان فيه شي مسموع في ذا المكان الا صوت أنفاسه المُتلخبطه همس بصوت واطي : تحـ.. تحبينه تحبين اخوي وخويي محمد
من هول الموقف ما قدرت ترمش بعيونها ناظرت لعيونه اللي تحولت للون الأحمر رفع يدينها المُرتجفه أمام وجهها وتكلم بأندهاش وهو مبتسم : اميره ليه ما تبيني ابوي جبرني عليك ليه تمنعيني من حقي الشرعي مو متقبلتك ليه ما تناظرين بوجهي وتهتمين فيني ما احبك طلعتي تحبين رفيقي..
رجعت خطوتين للوراء فقدت السيطره على نفسها ماقدرت تتحكم بجسدها تحس بضعف يغزوا روحها تحس بوهن أو بمعنى أصح تحس بغثيان يرتفع
لمعدتها !
قبل تروح لدورة المياه اعزكم الله تستفرغ جميع ما حوت عليه معدتها نهرها وهو يمسكها مع ذراعيها الأيمن والأيسر هـزها له بعنف وهو يسمح لجميع مشاعره تخرج من صدره دون تزييف أو كتمان .. حـزنه ضيقته قهره وزعله وغيرته وخيبته ألف شعور وشعور يخنقون روحه دون اي رحمه او ماويه ألف شعور يخنق روحه ويذبحه بهاللحظة صرخ بـغبنه وهو يناظرها بغضب شديد بلا وعي منه : ليه محمد ليه محمد ما لقيتي الا محمد تحبينه هذا اخوي هذا اخوي تعرفين وشمعنى اخوي..
رفع يدينه لشعره وهو يشده بكل قهره وضحك بخيبه هدت ضلوع صدره وهو يتذكر المواقف اللي تصير معاه يوم يجيب طاري اسمه قدامها كيف تتغير ملامحها ويضيق صدرها تكلم بأندهاش : يعني كل هالضيقه يوم زواجه كانت عشان بس اللي حبيتيه راح تكلمي تكلمي !!
رفعت يدها لمعدتها اللي تعتصرها بوجع حست بألم يذبحها وطاحت على الأرضيه مُجبره ما قدرت تقاوم شعورها بالوهن بالعجز والضعف!
عندها كلام كثير تقدر تقوله بس وضعها ما يسمح هو يحبها وجرب عذاب الحُب جرب عذاب صدها وحرمانه منها وهي وسط داره وبين يدينه !
ماتت الحروف على شفايفها المُرتجفه .. ماتت الكلمات والجُمل جميعها ماتت حروف اللغة العربية الثمان والعشرون حرف لم تعد لها جدوى في هاللحظه!
عاد فيه شي ينقال عاد فيه جرح اقوى من جرحها لـه عاد فيه عذر ينسمع !
وش يدمل هالجرح وش يخفي آثار جرحها من ملامحه من صوته من نظرات عيونه من ايماءات جسده الهزيل !
تكلمت بصوتها المبوح وهي تقاوم الضغط النفسي اللي يغزوها تعبانه لأقصى حد : والله العظيم أبيك تكفى خلنا نتفاهم تكفى اسمع مني تكفى سيف !
سيف ناظرها بخيبه وهو يشعر بمذاق مُـر وسط جوفه بأعتقادي أنه شعوره بالخيبه تكلم بكلمات مُتقطعه من الإنهاك اللي حطم صدره : ظني ان ما عاد بينا كلام نتفاهم عليه ابد انتي...
كتمت كلمته قبل يتفوه فيها ناظرت لعيونه بنظرات رمـاديه بدون ملامح ، قد بلغ منها الحـزن مَبلغاً : حبيته ايه انت اكثر واحد يعرف ان الحب مو بأيدينا بس حبيتك والله حبيتك تكفى لا تاخذني بذنب قلبي تكفى سيف..
وفي أوج انهيارها صفعها بجميع آلامه وخيبته وغيرته وقهره على خدها المُبلل بفعل الدموع اللي تنهمر من محاجرها بغزاره ، رفعها لمستوى صدره وقرب وجهها لوجهه وهو يضغط على فكها بيده اليُمنى تجاهلت جميع الآلام اللي تحس فيها ألـم خسارته لا يُضاهيه ألـم تكلمت بصعوبه وهي تحاول تتحرر من قبضة يده الضخمة على فكها : تكفى لا تتركني تكفى لا تطلق وانت ما سمعت مني شي لا تخليـني سيف تكفى..
ناظر لمحاجرها لآخر مره وأنهالت على خده دمعه أشبه بجمره أحرقت جفن عينه وخـده وهدمت كل شي بصدره ناظرها بخيبه عظيمه وأنكسار بان عليه من وقفته ونظرته وصوته همس بنبره ثقيله أثر لوعته وغصه قطعت معاليق صدره : انتي طالق...عارفه إنّ الليالي - بـ اللقا - دايم : شحيحة )؛
وانّك تقدّس غرامي ؟ مثل : تقديس الشعائروعارفه إنّك ..معوّد وإنّ هقْواتي .. صحيحة
بإنْك بـ تبصّر بي - عيون - الفرح لو هي ضرائرجيتني جيّه - عظيمة -تشبه لـ جيّة : نصيحة
ردّت المذنب عن النار .. و عن ذنوبٍ كبائر .
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
Ficção Geralرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74