الجزء الخامس والستون

342 6 0
                                    

صحت من النوم وشافت الساعه ١٢ الظهر صلت الظهر وراحت تتسبح حتى تعطي روحها طاقه لبقية اليوم ، من تجي هنا اغلب اوقاتها تقضيها بالنوم واحياناً يطلعون يتمشون شوي وهالشي نادر من اشغاله اللي ما تخلص ابد!
شافت بنتها نايمه ناظرتها بتفكير ما طال وقررت انها تاخذ بنتها وينزلون تحت يتمشون سياف في شغله ما بيدري عنهم اصلاً ويمكن يتأخر ما يرجع !
لبست وتعدلت ولبست بنتها واخذتها ونزلوا تحت طلبت سيارة توصيل وراحت لـ مكان بعيد شوي ..
اول شي راحت لمكان راقي بتشرب فيه قهوتها وتروق شوي بعيداً عن ازعاج المُدن وفعلاً جلست لنصف ساعه وهي تفكر بأشياء كثير طلعت من هنا وهي تحس بعدم ارتياح بس ما اهتمت ابد للشعور اللي يجيها ناظرت لبنتها اللي من طلعوا من هنا بدأت تبكي حاولت تسكتها لين حست انها ما بتسكت شافت عجوز كبيره بالعمر تناظرهم بنظرات غريبه ومعاها ولدها كبير ، ناظرتها بأستغراب : فيه شي ؟
الولد نزل راسه وهو يضحك بدون صوت والعجوز ناظرتها بهدوء : لا يا بنتي مافيه شي تحتاجين شي قولي الناس للناس!
المها ناظرتها لثواني وهي تناظرها بهدوء : لا
العجوز بأستغراب : ماعندج اهل ولا حد ؟
المها : زوجي في شغله
العجوز : يتراوى لي انج مليتي من حياتج انتي مو من الامارات ؟
المها : انا سعوديه
العجوز ابتسمت بترحيب : يالله تحيي السعوديه واهلها انا امي سعوديه وابوي امارتي
المها ابتسمت : والله ؟
العجوز : هيه يا بنتي عندي ديرتين عسى ربي يحفظهم الامارات والسعوديه
المها : اجل اذا جيتي للسعوديه لازم تجين عندنا انا عندي ام بعمرتس بتستانسين معاها كثير وعندي بعد ام زوجي خالتي بنفس العمر
العجوز : بأذن الله يا بنتي وهذا رقمي
المها ابتسمت واخذت منها رقمها وراحت هي وبنتها لمطعم تاكل شي خفيف ومن بعدها قررت ترجع للبيت وهي تدعي في خاطرها انه ما يكون رجع قبلها !
من قربت من العماره شافت سيارته واقفه ناظرتها برهبه ولا اهتمت كثير بس تحس بضيقه من رجعته قبلها فتحت الباب وشافته جالس وواضح عليه الزعل ملامحه متغيره وعروقه واضحه دليل غضبه ناظرته لثواني ولا اهتمت له كثير اخذت بنتها وحطتها بغرفتها ونومتها وتسبحت ولبست بجامتها وطلعت وهي تلعب بـ شعرها : مساء الخير
سياف تكلم من بين اسنانه وهو يناظر يديه بغضب : وين رحتي؟
المها بهدوء : طلعت اتمشى وشربت قهوه اكلت ورجعت ليه فيها شي؟
سياف ضحك بغبنه من برودها : لا وش فيها عادي ! وحده تطلع بدون اذن زوجها تروح وتركب مع سواق وتخربط وترجع عادي
المها ناظرته بملل وجلست : سياف انا وحده كبيره مسؤوله عن تصرفاتي انت زوجي لكن مالك دخل في يومي كيف اقضيه دام انا ما اسوي شي حرام او عيب لا تتدخل فيني انا ما اتدخل فيك
سياف ناظرها بغضب : انتي الحرمه هنا وانا المسؤول عن كل صغيره وكبيره في ذا البيت مو كل ما حبكت براستس تطلعين اخذتي البنت ورحتي تصيعين بالشوارع
المها بغضب : انت هيه احترم نفسك انا زوجتك وام بنتك وبنت عمك كيف تقول عني كذا صاحي انت ياخي اتركونا نعيش حياتنا مثل ما انتم تعيشيون حياتكم كل وحده عقلها في راسها وما تسوي شي يضرها خلوها تسوي اللي تبي وشفيكم انتم نعم خير!
سياف ناظرها بزعل : تدرين هالتصرف ذا مو اول مره صح!
المها ناظرته ببرود : ولا بيكون اخر مره بطلع لين اشبع ما راح تمنعني لاني ما اسوي شي غلط انا عروس وانت اغلب وقتك تلحق ورا الاوراق والفلوس وانا وحده اطفش هنا ما عندي اهل ولا عندي حتى وظيفه وبنتي معاي اصلاً ما اقدر اتركها وشتبيني اسوي اجلس اناظر للجدران معليش يعني !
سياف : انا ما اجلس كل يومي بالشغل ارجع هنا انام لا قمت رحنا نطلع ونتمشى عشر ساعات عادي
المها : ماشاءالله على ما تصحى وتقوم وتروق اكون انا نعسانه سياف لا تضحك علي انا مو طفله عندك خلاص اتركني اعيش حياتي !
سياف : تدرين اني ما ابي الحوار يروح لمنحنيات ما بتعجبنا كلنا !
المها : بتطلق يعني عادي طلق اصلاً ما دريت ان الزواج ممل لهدرجه
قامت وراحت لغرفتها وهي معصبه منه ومتضايقه بشكل كبير انسدحت على سريرها وهي تناظر لجوالها ببرود ..
سياف جاء بهدوء ما يبي يزعج إيفا : المها ليه تروحين وانا اتكلم؟
المها بزعل : ما ابي اجلس معاك ..
سياف ناظرها بقهر : زعلتي يعني؟
المها اعطته ظهرها بعدم اهتمام : ما اتوقع يهمك خلك باوراقك وفلوسك لا تطير بس
سياف : انتي تزوجتيني وانتي تدرين ان عندي اعمال ما بكون فاضي
المها بقهر : ترا ذليتني عند ذا الكلام طيب مسكتك انا شدخلني فيك وفي اعمالك الله يلعنها لا تمنعني من الطلعات انت واحد مشغول وانا وحده فاضيه شبسوي يعني!
سياف : انا باخذ اجازه قريب وبنسافر وبننبسط فيها قومي يلا بتخليني اجلس بروحي ترا مشتاق
المها تغطت باللحاف وهي تنزل الجوال : ما ابيك ابي انام عظامي توجعني من الصياعه بالشوارع
سياف قرص اذنها : قلت قومي يلا
المها فكرت بشي صغير وناظرت له وهي تكيد له : طيب اطلع وانا بجي بعد شوي..
سياف ناظرها لثواني وطلع وهو ماهو مرتاح !
-
ناظرت له بأندهاش وقبل ما يتكلم معاها فتحت باب سيارتها وركبت ومسك الباب قبل تقفله ناظرته بضيقه : لو سمحت بعد عني برجع لبيتي!
سند بضيقه : الجازي اسمعيني شوي ما باخذ من وقتس شيٍ كبير !
الجازي بـ لهجه حاده : سند ما بينا كلام اتركني خلاص ..
سند ناظرها بأنهاك وهو يشيل نظارته من عيونه ويحطها في مخباته الاماميه : الجازي اعطيني فرصه اخيره تبين حق ؟ باخذ حقتس من نفسي والله العظيم بس ارجعي لي
الجازي بقهر : ما ابيك عشت حياتي بدونك واعتمدت على نفسي ومرتاحه ومبسوطه ! انا جربت نارك وما عاد ابي ارجع للعذاب برجولي سند انت كتاب بحياتي وانا احرقته وشلتك من عقلي ومن قلبي ابعد عن طريقي عيش حياتك واتركني اعيش
سند بعبره احرقت صدره : اعيش حياتي مع من ! مع الجدران مع بقايا ذكرياتنا مع ايام راحت وراحوا اصحابها ارجعي لي خلاص انا بعدل كل شي سويته
الجازي بتهكم : اي ذكريات اللي تتكلم عنها ؟
سند بعبره : عاتبيني وسوي اللي بتسوينه بس خلينا نرجع ولتس مني وعد ان ما عاد تشوفين مني الا اللي يسرتس
الجازي بتهكم : اعاتبك ؟ ليه من انت حتى اعاتبك انت ولا شي بقلبي ولا تستحق مني عتاب ! ترا انت مجرد ابو الوليد مو اكثر انا تهمني صورتك بس قدام عيالي لكن في قلبي ترا مالك محل..
سند : بنرجع ايه بترجعين لي انا ادري بس تبين وقت بترجعين غصب
الجازي : اصحى على نفسك هذيك الجازي المكسوره اللي كنت تستبد عليها وتستقوي عليها وتاخذ حقوقها منها ماتت وكفنتها ودفنتنها بيديني ، والله لو ما يبقى رجال بذا العالم غيرك والله ما اخـ....
سند كتمها بيده وهو يناظرها بحزن : لا تحلفين تكفين بروح وبرجع فكري ، فكري بقلبتس والله ما استغلتس واللي تبينه بيصير وش ما كان اطلبي اكسري ظهري بطلباتس حمليني شي ما استطيعه بجيب لتس نجوم السماء بس ارجعي لي
الجازي : ما عاد ابيك افهم ابعد عني سند ولا ترجع اتركني
سند بأصرار على كلامه : والله ما اتركتس وذا باقي حي ، أشر على قلبه وراح لسيارته وشخط من عندها بأقصى سرعته وهو متضايق وحزين لدرجه والله محد يتخيلها ، فاقد ، فقد كل شي كان يملكه بالأمس وما بقى له من الدنيا الا نفسه ونفسه عافت الدنيا الا شيٍ واحد وهالشي ما عاد يبيها !

رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن