جالس على الكرسي وهو يرفع يده الصغيره لمستوى وجهه ويمسح دموعه بكف يده اليمين ناظر لـ ابوه بزعل ..
سند مَشى بهدوء وهو يفكر فيها خايف يجيها شي آخر موقف صار من بينهم كان سيئ جداً ، رفع عيونه لعياله اللي جالسين بعيد عنه كان الوليد برغم صغر سنه زعلان على ابوه لإنه يعامل امه معامله سيئه امّا تميم ما كان يدري عن اللي يصير حوله كان مشغول بالجوال اللي يتفرج عليه ..
سند مسح على شعر الوليد بحنان : الوليد وشفيك تناظر لي كذا ! انا ابوك ترا ابوك اللي يحبك ومستعد يفديك بروحه وبدمه!
الوليد بعد يد ابوه عن شعره وناظر لـ باب الغرفه بزعل تجاهل ابوه وكأنه ما هو موجود ، سند رفع يد الوليد وهو يقبلها : ليه ما تكلمني ؟
الوليد سحب يده وهو يحطها في حضنه : مابي اكلمك لانك تكره ماما وتكرهنا انت ما تحبنا تكذب بس تقول ان انت تحبنا بس انت تكرهنا وانا ادري دايم تضرب ماما وتهاوشها انت ما تحبنا..
ناظر لـ ابوه بثقه ودموعه تنهمر على خده بغزاره مع ذلك كانت نظراته كلها قوه وشجاعه برغم صغر سنه : اللي يحب صدق ما يضرب ماما تحبنا وما تضربنا انت تكره ماما وانا اكرهك بعد انت مو ابوي ابوي خالي سيف..
قام من عنده وراح بعيد وهو يدخل في نوبة بكاءً طويلة ما كانت هالدموع تناسب عمره لكن الظروف اللي مَر فيها كانت اكبر من عمره بكثير كانت أيام من شدة مرارتها تخلي الورع شايب ..!
طلع من المكان بكبره كان متقبل يشوف الصد بعيون زوجته لكن يوصل الموضوع ان الكل يرفضه حتى عياله !
امه عايلته زوجته عياله الكل رفضه عشان إنسانه وحده ، انسانه حبها لكن هي عمرها ما حبته ربع الحب اللي يحبها اياه ، كانت مُسيطره عليه مو اكثر من كذا ، كانت مشاعرها مُتقلبه تتقلب حسب المواقف حسب الهدايا حسب درجة السمع والطاعة !
الحب ما دخل قلبها ابداً ولا دل لها طريق ، اصلاً اللي مثلها عنده قلب ممكن يحب! ما اعتقد ..
راح يركض وهو يلمّح خاله من بعيد رفعه لحضنه وهو يحب راسه : الوليد بسم الله عليك ليه متضايق وشفيك!
الوليد ناظره بضيقهّ : ماما تعبانه داخل
مّشى بأستعجال شاف قدامه ريم تمشي بالممر وباين عليها التوتر والخوف ، وقبل يوصل لـ اخر الممر ألتفت وهو يشوف سند بيطلع مع الباب ناظره بأستغراب بس ما كان مهتم كان يبي يعرف الجازي وشفيها !..
قبل يتكلم مع ريـم شاف الدكتوره تطلع من الغرفة وهي تناظره بتوتر : انت زوجها ؟
سيف ناظرها بأستغراب : لا زوجها من شوي طلع ليه وشصاير!
الدكتورة مسحت جبينها بأرهاق : لازم يجي يوقع على الاوراق لازم تسوي عمليه قيصريه بأسرع وقت ولادتها متعسره والطفل وضعيته ما تسمح انها تجيبه طبيعي!
سيف مّشى بأستعجال وهو يشوف سند طالع برا بالمواقف وقريب من سيارته رفع صوته وهو يناديه : ابو الوليد
سند مّشى بهدوء وهو يسلم عليه ناظره بتوتر : عسى ماشر وشصاير!
سيف تنهد بتعب : تعال تعال وقع على الاوراق الجازي بتجيب بعملية..
بعد نصف ساعة ..
جالسين ينتظرون خبر عن الجازي كان يحس بخوف ورعب اول مره يحس فيه مو لأنه يحبها او حتى لانه خايف عليها بس عشان عياله كانت اشكالهم تقطع القلب الوليد كان حزين جداً على امه وتميم صغير مو فاهم شي خاف انهم يفقدونها خاف ان اخر موقف يجمعهم مع بعض هذاك الموقف لمن ضربها قدام الكل ..
سيف ربت على كتف سند : بروح اشوف اميره لها ساعتين ما عندها أحد اخاف محتاجه شي وجايكم ان شاءالله
سند هز راسه بالايجاب ، راح سيف بأستعجال لـ أميره شافها جالسة وتناظر بتوتر دخل وهو يقفل الباب وراه ..
قرب من عندها وحب راسها ناظرها بتفحص : شخبارتس اللحين
ناظرته بتوتر واضح من عيونها : بخير ، وشفيها الجازي فجأه كلهم قاموا وسمعت صوت صراخ برا فيه شي صاير!
سيف : لا مافيه شي الجازي تتولد اللحين ادعي لها
ناظرته بتساؤل : ما ولدت!
سيف : لا للحين قالوا لازم ولادة قيصرية واللحين هم يسوون العملية
همست بتوتر : الله يحفظها ويقومها بالسلامه يارب
سيف : امين امين ، شوي بروح اشوف الدكتور وبسأل عنتس بشوف متى بتطلعين
اميره برغم الضيقهّ اللي تحس فيها اللحين الا انها مبسوطة انها بترجع لبيت أبوها : طيب
ناظرها لثواني وهو يكتم الشوق في صدره : كم يوم بتجلسين هناك؟
ناظرت لعيونه لثواني وتكلمّت بهدوء : اسبوع!
ناظرها بصدمه : اسبوع ؟ سلامات ان شاءالله لا بتروحين يومين وترجعين غير هالكلام ما عندي عشان يكون بعلمتس بس!
ناظرته بقهر : مستحيل شبسوي انا باليومين بروح هنااك بجلس مع اهلي تعبت ابيهم حولي!
ناظرها بتأكيد على كلامه : حدتس يومين بس !
جات في بالها فكره وسكتت ما تكلمت ، ارتاح مبدئياً لمن درا انها اقتنعت و ما بتجلس غير يومين لكن كان مستغرب شوي من هدوئها وتقبلها للموضوع بصدر رحب وهي اكثر انسانه عنيده وما تسمع الكلام!
—
بعد مرور ساعة ..
راحت ريم من دقايق هي والعيال للبيت مع سعود ما عاد باقي الا ام سياف وسند وسيف اللي كل شوي يجي لهم ويرجع كان يبي يشبع من شوفتها قبل تروح وتختفي من قدامه..
جالسين كلهم ينتظرون بـ اختلاف الأماكن ما اهتمت ام سياف لوجوده كانت زعلانه منه جداً قلبها دليلها تحس انه مسوي شي في بنتها ..!
ما كان مهتم لنظراتها كان ينتظر فقط يبي يشوف وش تجيب الجازي كان عنده رغبه انها تكون بنت كان متأكد انها بتكون أحن بنت بالعالم ..!
طلعت الدكتوره من الغرفه وهي تناظر لهم بأبتسامه لطيفه : الف مبروك المولودة
سند قام وهو يناظر لـ الدكتوره بأبتسامة عريضة : بنت بنت!
الدكتوره : ايوه جابت بنت
ام سياف ناظرت لـ سند بغضب وعتب ليه ما سأل عن الجازي ليه ما سأل عن صحتها وهي مسوية عمليه ليه مو مهتم بحالتها : وشلونها الجازي ؟ عساها بخير وطيبه؟
الدكتوره بهدوء : هي بخير لكن اللحين تحت التخدير كم ساعه ان شاءالله ويفك التخدير وتقدرون تجونها بوقت الزياره المعروف!
ام سياف تنهدت براحه : الله يطمن قلبتس يا بنيتي
الدكتوره ابتسمت لها وراحت لمكتبها ، مّشت ام سياف من قدام سياف اللي ناظرها بأستغراب : مافيه مبروك يا خاله !
ام سياف ابتسمت بخيبة : مبروك يا سند مبروك يا ابو الوليد ..
ناظرها بأستغراب : يبارك بعمرتس ومبارك الحفيد..
جلست على الكرسي وهي ترفع شنطتها تدور جوالها تبي تعلم عيال الجازي ان جت لهم اخت ناظرت سند بدون نفس : يبارك فيك..
—
الساعة الثامنة مساءًا ..
رفعت الجوال بين يدينها وهي تقلب فيه بملل نزلته بحضنها وهي ترفع عيونها للسقف جت في بالها كل الأحداث الاخيرة اللي صارت لها ، كيف ان الكل فعلاً كان مصدق ان سبب علتها ضغط !
لكن الله وحدة يدري ان سبب كل هالانكسار والطيحه اللي طاحتها هو محمد ولأنها فعلاً خسرته لا محاله تبي تبعد عن الكل وأولهم سيف ما تبي تشوفه ما تبي تجلس معاه ، خلاص صار الوقت اللي كل واحد يروح من جهة صار الوقت اللي تعيش حُره تعيش لنفسها تعيش للي بقى لها من روحها ، سيف أنسان زين بس هي تشوف ان ما بينهم اي توافق ، كان رايح يجهز الاوراق ما كان يدري أنها قررت وعزمت على قرارها اللي لو درا عنه بيموت او بيموتها ، خروجها من حياته بهالسهولة ما راح يخليه يعدي بهدوء ما راح يكون حدث عابر راح يكون حدث متوقف اذا هي حبت محمد بجنون ف هو حبها بجنون أكبر ودامها جت لحياته ما بيخليها تروح ببساطة..
قطع حبل أفكارها المتسلسلة فهد اللي وقف قدام السرير وهو يناظرها بهدوء : الدكتور طمني عليتس يقول ان كل شي تمام وتقدرين تطلعين اللحين..
اميره تنهدت بهدوء : طيب خلنا اجل نطلع بسرعه من هالمكان
ناظرها بأستغراب وهو يفكر في سيف ما قدر يتجاهله ويطلع من المستشفى وهو يدري انه موجود فيه أستغرب من برودها وتجاهلها له بدون خوف او تردد : ماتبين تشوفينه قبل تمشين ! يمكن بيزعل و..
علقت عيونها بعيونه لدقايق من الزمن ارمشت بعدم استيعاب ونزلت عيونها بتوتر : بجمع اغراضي وبنمشي
تقدم فهد بخطوات بسيطة وهو يأمرها تجلس : اجلسي ، مسك يدها ورجعها للسرير ، انا بجمع اغراضتس بس علميني وشلون على الرجال عيب نطلع وهو ما يدري!
ناظرته بغبنه والطواري تاخذها لسيف كل اللي ببالها هاللحظة انها تختفي من قدام عيونه ان اخر ذكرى تبيها تجمعهم الذكرى اللي كانت لطيفه منه كان جالس يوصيها على نفسها وهي ما أعطت كلامه إي أهمية كان ينتظرها ترجع له وتقوله أنها تغيرت ومشاعرها تغيرت لكن مشاعرها ما زادت الا سطوة ورفض ، ليه قلبها ينكسر وقلبه مرتاح لازم كلهم تكون قلوبهم مكسورة ما راح يتنعم في قربها منه لأنه ما تركها تتنعم في قربها من محمد ! راح تروح لبعييد جداً وراح يكون اليوم آخر يوم لهم مع بعض راح يكون ذا عهده فيها : ما عليك ما بيزعل انا بكلمه وبقوله كل شي بقوله اني ما قدرت انتظره وهو تأخر وانا انا لازم امشي ، وقفت بأستعجال وهي تمسك يد فهد ما تبيه ينتبه لمشيتها ولا لوقفتها الهزيلة ، يلا فهد خلنا نرجع مابي اجلس هنا
هز راسه بالايجاب مسك يدها بهدوء رغم القلق اللي بصدره لكن قال في خاطره هم بيتفاهمون أكيد انا اهم شي عطيت الرجال خبر اني باخذها والباقي عليهم ..
طلعوا من باب القسم مّشت بخطوات سريعة كأن الأرض بتنشق من تحتها بأي لحظة تبي توصل لبر الأمان تبي تطلع من هنا بأسرع وقت ..
في نهاية المستشفى وعند اخر باب ، وقفت خطواتها مُرغمة علقت عيونها داخل عيونه بـذُعر ..
تشوفه قدامها يناظرها بغضب أبعدت عيونها عنه وهي تناظر لمكان ثاني خالي منه ..
كيف جاء وشلون جاء معقولة هذي اللي يقال عنها الصدف لكن اي نوع من الصدف ! الصدف الأليمة حتى عند اخر لحظة كان موجود وينتظرها يدري باللي داخل قلبها بدون ما تتكلم نظراتها ما كانت تطمن عند آخر لقاء جمعهم مع بعض وفعلاً كان احساسه بمحله!
حس بأحراج ناظرهم لثواني : بروح اجيب لي شاهي وجاي دقايق بس
قبل تلحق أخوها مسك يدها وهو يناظرها بتمعن بداية من يدها الحرير البيضاء الحائرة وسط يده الضخمة مقارنة بيدها نهاية إلى عيونها اللي تناظره بصد وغضب تعود عليه همس بصوت حازم : تعالي معاي
رفعت يدها على يده تمنعه من أنه يخليها تمشي معاه خطوة واحدة : أبعد عني بروح مع اخوي هو بيجي اللحين..
أخذها مع يدها بدون ما يترك لها مجال أنها ترفض او تقبل مّشت معاه بتعب وصلوا عند فهد اللي ناظرهم بأستغراب : جيتوا ؟
ناظره سيف بهدوء عكس البركان اللي بداخل صدره : ماعليه فهد العذر والسموحه تعبناك معانا ابيض وجه ماقصرت ارجع للبيت وانا بوصلها لبيت عمي!
فهد ناظره بصدمه : لا والله ياخوي لا أتعبتني ولا قاله الله خلني اخذها مع دربي انا رايح لبيت ابوي
همس بزعل وهو يناظر لـ اميره اللي معلقه عيونها داخل عيونه بصدمه : انا بوصلها لبيت عمي يا فهد!
فهد ما حب يتدخل من بينهم أكثر من كذا وخاصة ان البيت ماهو بعيد من المستشفى ربت على كتف سيف : اللي تشوفه يالله نشوفكم على خير
سيف بدون ما يناظره تكلمّ بنبرة هادئة : فمان الله
حرك فهد سيارته وطلع من المواقف وهو متجهّ للبيت ، ناظرت لعيونه بغيض سحبت يدها من بين يده وهي ترجع خطوة لورا : وش استفدت من اللي سويته؟
ناظرها بتهديد صريح وهو يرخي ملامحه من حس بـ لهيب عيونها الواثقة يقتحم صدره : لا اشوف اللي صار يتكرر مره ثانية! اذا تبين سلامتس
ناظرته بغضب وهي رافضه فكرة انه يتحكم بقرارتها حتى لو كان زوجها : مالك دخل فيني..
ناظرها بقهر ونبرة صوته تحتد وهو يأكد لها من يكون وكأنها ما تدري عن هالشي : لي دخل لي مليون دخل انتي مو زوجتي! على كيف من تتصرفين من راستس ولا ترجعين لي؟
مسكت جوالها بين يدينها وراحت تمشي داخل حديقة المستشفى جلست على الكرسي متجاهله وجوده ونظراته اللي تاكلها بالخلف ، جاء وجلس بجنبها وقبل يبدأ يهاوشها ويعاتبها ناظرت لعيونه بعبره : ما ابيك طلقني سيف..
صرخت ببكاء وسط الحديقة الخالية من البشر ما كان موجود فيها أحد غيرهم : طلقني واذا انت صدق تحبني وخايف لو طلقتني بتزوج ما بتزوج والله اذا طلقتني ما بتزوج و..
سحبها لعنده وهو يناظرها بجنون : لا تكملين ، رفع يدها ليدينه شد عليها بأحكام ناظرها بضيق ، لا تقولين شي انتي ما تدرين وش هو ! يكفي بس ! يكفي تعامليني وكأني ما عندي قلب
ناظرته بتعب : وانا واللي يصير لي
أرخى ملامحه وهو يضيع في بحر عيونها يضيع بنظراتها اللي ما زال واضح عليها آثار التعب مع ذلك كانت جميلة مثل ما أعتاد عليها وعرفها : صبرت كثير وعطيتس وقت طويل حتى تتقبليني بحياتس ! الكل يجيني وين عيالك يا سيف كل ما جلست مع امي وابوي فتحوا الموضوع لين صرت احياناً اتجنب الجلسه معاهم كل ذا عشان انا محترم رغبتس لكن انا تعبت تعبت وما عاد باقي فيني ذرة صبر
همست بتعب وهي تناظره بتوتر من كلامه الكبير اللي يقوله وواضح انه قد كل حرف نطق فيه : يعني وش..
تكلمّ بنبرة صارمة : يعني انا ما راح انتظر اكثر من كذا انا ابي عيال و بأقرب وقت بعد
علقت عيونها فالحديقة الواسعة بأرهاق أول مره تشوف الاصرار هذا بعيونه إنسانه قدامه تتجول في منزله كل يوم ولا يقدر يجبرها على شي كيف اللحين قدر يجبرها وهي بتروح لبيت أبوها وبتجلس فيه كم يوم .
وقف بقسوة ما اعتادتها من سيف اللي كان يملك قلب حنون جداً لكن الزعل اليوم وصل حده مّد يده لها : امشي باخذتس لبيت عمي
ناظرت لـ كف يده لدقايق وتركت يده معلقه بالهوا بدون ما يتهنى في لمسه بسيطة منها قامت بدون ما تناظر له مّشت لحد السيارة ، رفع يده لعيونه ودخلها في مخباته ومشى رايح للسيارة..
—
دخلت للغرفة بأستعجال كان الخوف يدب في أنحاء قلبها من كل أتجاه لكن فيه دافع مخليها تكمل ، دخلت الغرفة راحت للسرير وحذفت عنه اللحاف والشراشف وتدور من كل أتجاه ، تركته وراحت بأستعجال للتسريحة وكملت باقي التفتيش لين وقفت عند صندوق طلعته من الدولاب جلست على الأرضية وهي تاخذ الصندوق قدامها وتفتحه ..!
فتحت الصندوق وهي تحذف اللي فيه على الارض شافت فساتين أنيقة جداً وأساور وأوراق فيها كلام كثير ما اهتمت لذا كله..
فتحت ألبوم الصور عدلت جلستها وهي تناظر لـ الصور بتركيز صحت من تركيزها على الدمعة اللي طاحت على الصورة اللي قدامها!
كانوا جالسين أبوها أمها كانت حاضنه أمها وأختها حاضنه أبوها مسحت جبينها بأرهاق والذكريات تهطل عليها وكأنها مطر غزير : ليه تتركيني وانتي اللي وعدتيني ما بتروحين طيب لو انتظرتي شوي كنت باخذك لـ أحسن مستشفى بالسعودية وبخليهم يعالجونتس غصب عنهم وبترجعين لي كنتي قوية ليه خليتيه يتغلب عليتس وياخذتس قبل تاخذينه انتي وتحذفينه بعيد عنتس ليه يمه ! ، صحت من غيبوبة أفكارها على صوت باب البيت اللي انفتح وتقفل ، كان كل شي مرمي على الارض كل شي مو مرتب ولا موجود في مكانه الصحيح ، وقفت وبيدها ألبوم الصور رفعت عيونها لهم ..
ناظروها بذهول ، وزع انظاره في انحاء الغرفة بصدمة كيف وصلت فيها الجرأة انها تدخل غرفتهم وتفتش فيها..
ما اهتمت لكل الفوضى اللي بالغرفة سحبت الألبوم من يدها وهي تلقي عليه نظرة سريعة نزلت للأرضية وهي تجمع الاغراض فيه خذت الصندوق ورجعته لمكان ارتفعت يدها ولأول مره تجرأت انها تسوي كذا أعطتها كف بدون ما تحس بنفسها ، ناظرتها بنظرات نارية : من سمح لتس تفتحين الصندوق يا حقيره يا تافهه
ركض بأستعجال وهو يبعدها عن عروب ، أنهلت عليها بالضرب بدون ما تنتبه لنفسها كانت تحت تأثير الخوف ما صحت ولا حست باللي حولها ثبتها في حضنه وهو يناظر لعروب اللي جلست على السرير وهي تبكي بأنهيار : نوره خلاص اطلعي برا !
ناظرته بصدمه : ما بطلع من غرفتي هذي تنقلع برا اللحين اللحين..
سحب يدها بأستعجال وهو ياخذها خارج الغرفة ويدخل ويقفل الباب بالمفتاح ناظرت للباب اللي تقفل بذهول ..!
جلس على السرير وهو يناظر لها بنظرات كلها اشمئزاز : وش تبين توصلين ليه وش اللي ببالتس!
قامت بتروح لغرفتها ماتبي تجلس هنا كل شي بهالمكان يكتمها كل شي هنا يخنقها سحب يدها كان يبي يرجعها للسرير لكن رفضت انها تجلس فيه بكت بمرارة وجلست بصعوبة وهي تسند يدينها على ركبه تكلمّت بذات المراره : خفت خفت انها ساحرتك خفت انها مسويه لك شي حبك لها مو طبيعي خوفك عليها ما تعصي لها كلمه ما انسى قبل كم شهر لمن تعبت ورحت تاخذها على ظهرك من مكان لمكان وكأنها أمك مو زوجتك!
سهم بخيبة : كل يوم أندم اني خديتس أكثر من اليوم اللي قبله..
ناظرت لعيونه بتعب : حتى انا ندمت اني وافقت عليك كنت احسب انك بتتركها وبعيش معاك بنعيش حياه بروحنا كنت احسب انك بتحبني وبتنساها..
ناظرها بصدمة : كيف احبتس وانتي اصلاً ما تحبين نفستس!
عروب ناظرته بخذلان : بحبها اذا حبيتني ، في مره ناظرت لعيوني بنفس اللهفه اللي تناظرها لعيونها ! فيه مره سمعت منك كلام الغزل اللي تقوله لها دايم ! انت دايم مشغول فيها دايم معاها دايم تاركني وراك ورايح لها
سهم : ما تركتس وانتي تدرين بهالشي ! هي زوجتي مثل ما انتي زوجتي ولها حق علي مثل ما انتي لتس حق علي مو معنات انها ما تجيب عيال يعني مالها حق وأظلمها معاي!
صرخت بقهر : لا تكذبببب! لا تكذبببب انت تحبها تحبها ولأنك تحبها مو متحمل انك تجلس يوم بدونها..
ناظرها بغضب : ايه احبها وابحبها اكثر لأنها تستاهل مني هالمشاعر
ناظرت لعيونه بخيبة : ترا العدل مو بس نوم ويوم ، العدل حتى بالمشاعر العدل انك ما تروح تكلمها بطريقة زينه وانا تكلمني بطريقة خايسه ! لا تعددون اذا انتم مو قد التعدد ، لأن مثل ما ربي عطاكم هذا الحق عطانا الحق اننا اذا انظلمنا ودعينا دعوتنا ما بتنرد..
طلعت من عنده وراحت لغرفتها بدون ما تلتفت لشي دخلت وقفلت الباب عليها بالمفتاح
دخلت لغرفتها شافته جالس بضيق على السرير ، جلست بجنبه وهي تناظر له تنتظر منه لو كلمة وحدة لكن هو كان ساكت : كانت بتحرمني من ذكرياتي مع امي وش باقي لي غير الصور! وتبي تشقق الصور!
سهم بدون ما يناظرها تكلم بهدوء : ما كانت بتشقق الصور ولا ذا هدفها
رفعت عيونها له بأستغراب : لا تدافع عنها انت شفتها قدام عيونك وهي اخذها الألبوم في يدها وشتبي فيه يعني!
سهم ما كان متجاهل كلامها لكن كان يحس بتعب يحس انه تهور لمن اخذ عروب زعلان من نوره لأنها اجبرته عليها مّشى بخطوات بطيئة خارج الغرفه لكن أستوقفته يدها : ليش تتجاهلني من حقي ازعل ترا انت بنفسك شفت وشسوت قالبه غرفتي فوق تحت وتنبش بأغراضي..وشفيك ما تتكلم!
سهم مسك يدها برجاء : حبيبتي خلاص بنعيد وبنزيد بالسالفه
نوره ناظرت عيونه بأصرار : ايه بنعيد وبنزيد وشقالت لك لمن جلستوا بروحكم ليه سوت كذا وشتبي
سهم بطولة بال : مافيه شي من اللي قالته ينقال لا تشغلين بالتس مو شي مهم..
تكلمت بـزعل : وشفيك تكلمني كذا يعني هي تروح تخرب وتحوس وانا اللي تجلس تلومني وتكلمني من راس خشمك انا شسويت!
فقد أعصابه وصرخ بوجهها بغضب : نوووره!
ناظرت لعيونه بصدمه تجمعت الدموع بمحاجرها النجلاء تركته وراحت للمطبخ جلست على الكرسي ونزلت راسها وهي تغرق في نوبة بكاء صامته دخل وراها بعد دقايق طويلة وهو يشتم نفسه من داخل ما يدري كيف صارخ عليها بهالشكل!
جلس بجنبها وهو يسند ظهره على الكرسي بأنهاك تكلم بمرارة : تقول اني ظالم واني اعاملها بمعاملة خايسه واني ما احبها وشسويتي فينا يا نوره!
ما قدرت ترفع راسها من الدموع اللي نزلت بدفعات مضاعفه عن اللي قبل شوي ، همست بصوت باكي : يعني وش تعاتبني!
سهم ناظر لشعرها الطويل اللي متوزع على الطاولة بطريقة مُلفته ومخبي وجهها : مو من حقي بعد!
رفعت راسها بأرهاق ومسحت دموعها : ندمان ، زادت بحة صوتها الأنثوية، تحس انك ظلمتها بسبب مشاعرك أتجاهي!
رفع يدينها وهو يقبلها بشراهة : لا تفكرين كذا والله العظيم لا عروب ولا الف غيرها بيخلوني أندم انا بندم صدق لو خليتها على ذمتي وانا ما احمل لها اي شعور
رفعت يدها لمستوى وجهة المُرهق وهي تناظره برأفه :وولدك!
نطق بتهور : باخذه
ناظرت لعيونه بذهول من قسوته : لا سهم! حرام تحرق قلبها على ولدها عروب ام..
مسح جبينه بتوتر وهو يراقب يدها اللي تمسح فيها على ذراعه بمؤاساة :استغفرالله العظيم..
همست بصوت متحشرج:ارتاح..
أختفت من قدامه وتبع خطواتها ظلها اللي اختفى من بعدها وبقى وحيد يعاتب نفسه انه ما قدر يحكم عقله وكان يمشي ورا قلبه وهو مغمض! لكن عروب ، عروب بعد كانت مستفزة جداً وعاصية!
فتحت باب غرفتها وأنسدحت على سريرها بأرهاق شافته مرتب وتوقعت انه بفضل سهم انتبهت للضو اللي سطع داخل عينها قامت وهي تقفل الستائر ، وقبل تنسدح على السرير مرة ثانية أنتبهت لصوت الباب اللي يدق بطريقة مُتباعدة وقفت مكانها وتكلمت بصوت هادئ : ادخل..
انصعقت وهي تشوف اللي قدامها وتناظرها بنظرات مُنهكه بوجه شاحب جداً : ما جيت اعاتبتس لأن مالتس ذنب أصلاً ، دخلت بغرفتي بكيت فتحت جوالي واتصلت على رقم امي وتذكرت أنها ماتت كنت أهرع لها دايم وبمجرد اني اسمع صوتها أرتاح وينشرح صدري!
ناظرتها بتعب وهي الأخرى تنساب دموعها على خدها بمرارة تحس فيها كثير لأن فقدهم مُشترك نفس الألم نفس المرارة نفس الذكريات ألا ان عروب أشد بمراحل ..
تكلمّت بصوت متحشرج تنتثر منه عبراتها بغزارة : فتحت الألبوم وجلست اتأمل صوركم بسعادة كنت اقول في خاطري ان هالعايله مستحيل تتفكك الحب اللي بعيونكم ماراح يروح أدراج الرياح..
ابتسمت نوره ودموعها تهطل على خدها الرقيق بمرارة : ابوي يحب امي وبينهم قصة حب مشهورة اتذكر أنهار لمن توفت امي جلس شهرين يتردد بين العيادات النفسية بالاخير وقف على رجوله مُجبر عشان بناته..
عروب ناظرتها بعبره : بس انا ما عندي احد بيوقف عشاني ، ابوي مات وانا بالمتوسطة تعلمت من هذاك الوقت اني اكون قويه غصب عني وعن الظروف وعن الحياة وانجبرت اني اتقمص تصرفات ما تشبهني بس عشان أحمي نفسي كنت ألمح نظرات الرعب بعيون الناس اللي أصادفهم وش هذي الانسانه الغريبة ! بس ماقدرت اني أضعف قدام نظره وحده رغم اني اضعف عند كلمة طايشة ما احد ينتبه لها وانقالت بنيه طيبه ، انتي عكسي كثير انتي عندتس أهل عندتس زوج يحبتس كثير انا ما عندي الا نفسي واللي ببطني..
نوره بمرارة : ما يكفي ما يسدون كل أهل الأرض ما يسدون مكان الام خاصة بقلوب بناتها !
استرسلت بكلامها وهي تتذكر مواقف تطعنها في صدرها بلا رأفه : من كنت طفلة كنت اتمنى اكون ام واربي عيالي نفس ما أمي ربتنا نفس المبادى نفس الانسانية لكن ربي كتب علي اني اكون عقيم حتى الأمومة حلم صرت اشوف نظرات التعاطف بعيون الكل لأني بس ما اجيب عيال وكأن بنظراتهم هذي بينقذوني من اللي انا فيه لكن هم يزيدوني وهم مايدرون..
عروب : تحتاجين عيال!
تكلمّت بعبره : احتاج امي بس..
شدت على يدينها بمؤازرة ورفعت يدها لمستوى وجهها وهي تمسح دموعها : لا تبكين خلاص!
أنهارت بالبكاء من جديد بعد ما فتحت عروب جروح هي راكنتها عشان ما تضعف كانت حساسة جداً عكس عروب الصلبة القوية ، حضنتها عروب وهي تغمض عيونها بشدة تمنع ذكرياتها تنهال عليها دفعة وحدة الحياة اللي عاشتها بدون أب كانت قاسية جداً وأرغمتها على القسوة رغم ليِن قلبها وعذوبته..
كان الحزن ما يدل لها درب كيف صارت مُتحدثة لبقة فيه ذات خِبرة عريقة .
—
وسط سكون الليل العتيم في عيونه رغم أكتمال القمر ورغم إنارات الشارع العالية الموزعة على أرصفة الطريق لم تُزيح وحشة الليل سطوتها عن قلبه !
وقف قدام بيت أبوها ناظر للشارع الهادئ من أي حركة كان ساكن جداً مُحمل بذكريات تخصه وحده ! كم مرة تردد في شارع بيتهم ورحل كل ما أنتاب قلبه شعور ان أمره بينكشف ..
يكفيه من اليابسة والمحطيات وما حوت الأرض كلها هذا الشارع ! الشارع اللي يحمل في أحد البيوت قلبه اللي تولع من العشق حتى بات رماد !
في وسط ذكرياته اللي تستوطن صدره همس بنبرة مُشتعله : ليه ما تودعيني!
ناظرت لعيونه بأستنكار ولا أثلجت صدره بكلمة وحدة تطفي فيها لهيب شوقه كمّل كلامه بذات النبرة : الوداع اللي بيخليني أصبر على اليومين الوداع اللي بيخلي اليومين بتمّر كأنها دقيقتين بس..
أزاحت عيونها عن النظر وسط عيونه وهي تشتت أنظارها داخل السيارة و أستقرت عيونها بالأخير على الطفل اللي يلعب بالسيكل اللي بعيد عن أنظارهم شوي!
جذب يدها لـ يده اللي غارت وسط أصابعه بأنسياب عَذب قبل مُقدمة أصابعها مروراً بكف يدها أنتهاءً بمعصمها النحيل المُزين بـ أسوارة راقية جداً..
أنحنى لمستواها وهو يرفعها لصدره ويتلذذ بعبق رائحتها العذبهّ..
همست بـ أذنه بكلمات خرجت من بين شفاهها بـ لغة مُبعثرة : انا راضيه..
أبتسم بعذوبهّ وهو يشد من أحتضانه لها : راضيه؟ في وش..
غمضت عيونها بأحكام وهي ترخي ذِقنها على كتفه العريض : أصير أم ، همست بمرارة ، احس اني فقدت نفسي وابيها ترجع وما بترجع الا فيهم احتاج أحد حولي ، اخاف بروحي...
مسح على ظهرها بحنيهّ : يا الله لو أقدر اخذتس لقلبي واوريتس حجم الفرحه اللي فيه!
شدتّ على عيونها بألم تكلمت بصوت متحشرج : ما شبعت ! اتركني بنزل قبل لا يطلع احد..
أرخى قبضته عن ظهرها وهمس بصوت عَذب : متى تفهمين اني مُدمن اميره ولا اقدر اشبع منها او اتجنبها..
حست بكلماته تلتف بمرارة حول عنقها وتمنعها من التنفس بشكل جيد : بنزل
نزل من السيارة هو الاخر ومّشى بأتجاهها وهو يسابق خطواتها : اميره
ناظرت لعيونه بثبات تنتظره يخبرها باللي بخاطره : تنتبهين لنفستس زين نفس ما وصيتس اكلتس نومتس كل شي وحاولي تشيكين على الجوال كل شوي!
رفعت عيونها لعيونه بنظرات مليئة بالضجر : اسمعه لك؟
أقترب منها خطوات يسيره وبانت ابتسامه لطيفة على ثغره : لا تسمعينه بس افهميه!روحي سوي لي درب..
ناظرت لعيونه لثواني ثم ألتفت أنظارها لباب البيت : زين
دخلت وهي تسمع صوت أبوها وفهد يهتفون بترحيب حار لهم : اقلطوا اقلطوا الله يحييكم..
جلست معاهم عشر دقايق او أقل حتى ودخلت داخل سلمت على أمها عايشه واختها وميساء..
كانت تحس بنظراته يبيها تجلس أكثر وكانت متعمدة هالتصرف ماتبي تجلس معاهم أكثر من كذا هيَ للآن زعلانه من أبوها وسيف هيَ مجبوره تسمع له هالشي وتنفذ رغبته بالعيال!
لأنها انقرفت من نظرات الناس لها ولأن سيف تعب معاها شويتين ولأن محمد صار ماضي بس ما زال أسمه محفور بين ثنايا قلبها ما زالت ضعيفة قدام طاريه ومغلوب على أمرها بالحالتين..
وجود سيف وغياب محمد مو الشي اللي سّعت أنه يصير بالعكس هو الشي اللي حاولت انه ما يصير وصار..
دخلت المطبخ خلف ميساء اللي تفكر وبالها مشغول : متهاوشين اعرفه فهد عصبي وأخلاقه زفت..
ناظرتها بنفي وهي زعلانه من كلام اخته عنه : فهد اطيب قلب بالعالم لو تشوفين كيف شايلني عن الأرض ومعتني فيني يحبني يحبني..
أتسعت عيونها بذهول : متأكده ذا اخوي! الرومانسية هذي كلها عنده واحنا ما ندري! والله مو هين..
ميساء : وربي أكثر من كذا اللي اقوله قطرة ببحر.
رفعت يدها على كتف ميساء بطبطبة خفيفة : الله يهنيكم لا تكملين مو جوي هالسوالف..
ميساء سحبت يدها وهي تناظرها بفضول : وانتي سولفي لي عن سيف وشيسوي لتس ، رفعت أصبعها تحت ثغرها بتفكير ، وش اكثر شي بتفقدينه هاليومين بغيابه!
ناظرتها بأستنكار وهي تنهي الحديث قبل يبدأ : قصدك بكسبه! مشتاقه لغرفتي بروح أشوفها..
مسكت يدها : مستحيل يكون خجل!
ناظرت لعيونها بتركيز وهي تطلع الكلام مثل ما هو في خاطرها لكن بسخرية : لسى ما ابتدت قصتنا الرومانسيه للحين ما شالني عن الأرض..
ناظرتها بأصرار : عيونه تحكي مشاعر كثيره بس انتي انتي المغمضه وما تبين تشوفين!
ناظرتها بسخرية : خليني مغمضه على طول اتركيني أروح لغرفتي..
ميساء ابتسمت بعذوبِه : الليلة بقول لفهد يتركني شويه وبتحكين لي كل شي!
رفعت يدها برفض : خليتس معاه انا بنام بدري
ناظرتها بضحكة : بتنامين بدري ولا تبين تسهرين معاه!
اميره مّشت بخطوات بسيطة ووقفت عند باب المطبخ وهي تناظرها بسخريه : لا هذي انتي مو انا ، خليني أروح انتي بترفعين لي الضغط بسوالفتس ذي!
ميساء ضحكت وسكتت وهي تكمل شغلها وشوي وتجيها الهنوف تساعدها ببعض الاشياء..
طلعت لغرفتها شافتها نفس ماهي مافيها إي شي متغير كل شي على حاله أتجهت للشباك فتحته وهي تبعد الستاره وتحطها على جنب وتترك الغرفة يدخلها الهواء النقي العذب بكثافه..
أنتبهت لجوالها اللي يتصل همست بأستغراب : هذا وش يبي مو من شوي شايفني! أعطته مشغول وراحت للدولاب بتغير ملابسها وتتسبح تبي تلبس كذا لبس بارد خفيف خذت اللبس معاها ..
وقبل تروح تتروش سمعت صوت الجوال يرن ردت بغضب : وشتبي! مو اللحين شايفني تكفى لا تقول انك اشتقت أو..
قاطع كلامها بعذوبة صوته : ألا بقول،احبتس..
جلست على السرير وهي ترفع عيونها للسقف وتكتم غضبها في صدرها : وبعدين يعني!
كتم ضحكته من عصبيتها : ليه معصبه اللحين!
قامت من السرير وهي تطل من الشباك شافته جالس بالسيارة ناظرته بهدوء شافت عيونه معلقه على شباك غرفتها ، همس بصوت رخيم : اخيراً مابغيتي تحنين علي شوي ارجعي مره ثانية بشوفتس!
همست بنفي قاطع : سيف أبوي لا يطلع ويشوفك خلاص توكل لبيت أهلك الله يستر عليك..
ضحك من أسلوبها : تطردين زوجتس!حتى عمي لو يدري مابيرضى بذا الشي ابد..
أميره: سيف بلاش هالحركات ما أحبها بروح اتروش أخرتني!ممكن اروح ولا فيه شي بعد تبي تقوله!
همس بأرتياح : لا مافيه شي روحي وكلميني قبل تنامين لا تنسين..
بطولة بال تكلمت : طيب مع السلامة..
قفلت الجوال قبل ما تسمع رد منه وراحت تتروش وهي تفكر بالشي اللي تسويه ما تدري هي على حق أو أنها مخطيه..
سأحتشد لأجلكِ هذه الليلة!
سأنظم بمفردي تظاهرة ضخمة تجوب شوارع المدينة
وتمر من أمام نافذتكِ ..
فدعيني إذن أشاهد إطلالتك المرتابة من خلف ستائر
غرورك
دعيني أعرف إن كان بمقدوركِ
التعرف عليّ من بين جموعي،
إن كان بوسعك حقاً
أن تميزي صرخة "أحبكِ"
من بين آلاف القصائد والأغنيات والتنهيدات .
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
Genel Kurguرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74