في اليوم التالي الساعه الربعه عصراً ، دخلوا للمستشفى من نصف ساعه وهم بالانتظار حتى يبدأ وقت الزياره ، كان مسموح لشخصين فقط يدخلون فـ استمروا بالدخول على هذا النظام دخل بالبدايه فهد وسند اللي كانوا متخاصمين تمرد على هذا الخِصام سند وهو يناظر لـوالده طريح الفراش ينازع الموت : آخر موقف صار لي مع ابوي وش هو؟
فهد مسح على راس ابوه وهو يناظر له بخيبه : موقف ما يجمل
سند ناظر لـ فهد بضيق : ما سألته راضي عني ولا لا
فهد : قال انه مسامح الكل ، رفع عيونه وهو يناظره بخيبه ، واميره وصيته
سند : اميره ما تحتاج وصي هي لحالها جيش
فهد قام وهو يناظر لـ سند بملامح غاضبه : اميره من اليوم ورايح بوجهي واللي يقرب منها والله لا اخليه يتمنى الموت ولا يشوفه تعال نطلع نخلي للباقي مجال يشوفونه
سند ناظر فهد بملامح جامده وقبل جبين والده وهمس بحسافه : سامحني يا يبه سامحني
ناظره فهد بخيبه وشافه وهو يطلع برا الغرفه قرب من عند ابوه وهو يحب راسه ناظر لعيونه المفتوحه بلا أدراك منه : يبه لا تخاف ارقد وانت مرتاح ما تركت وراك الا رجال ما تركت الا فهد اللي بيكمل تاريخك ويخلي اسمك مثل ماهو يجمل ويرفع الراس
حس بـ يد ابوه اللي اهتزت برجفه قويه مسكها وهو يضغط عليها ويقبلها ناظره بحزن : كلنا بخير يابو سند ارجع لنا يبه ارجع لنا
طلع من عنده وهو يشوف عمامه متجمعين كلهم توهم يوصلون ومعاهم ابو نوره ، اللي دخلوا سوياً مع بعض جلسوا يواسون اخوهم ويشدون من عزيمته وطلعوا والضيقه باينه على وجيههم راحوا ما يبون يضيقيون على ام سند وعياله وبناته يبونهم ياخذون راحتهم مع ابوهم ..
دخلت ام سند وجلست تقرا عليه آيات من القران الكريم ودخلت معاها المها جلست تبكي على حال ابوها وما تحملت شوفته وهو بذا الوضع طلعت وهي تشوف سياف واقف بعيد راحت لعنده وناظرت لعيونه بحِزن : تكفى بنرجع للبيت مابي اجلس هنا احس بيغمى علي ما اقدر اتحمل..
سياف مسح على كتفها بمؤازرة وهو ضايق صدره عليها : يلا راجعين بس اصبري خليني اشوفه اول واتطمن عليه..
المها جلست على المقاعد بأنهاك : لا تطول
سياف ناظرها بضيق وهو يشوفها تخفي وجهها خلف كفوفها وتبكي بنحيب : مابي ابوي يموت
سياف ناظرها بضيقه : ما بيصير له شي بأذن الله كلنا هنا ما بنخليه ولا بنتركه بنوديه لشرق الارض وغربها ولا بنذخر من دونه شي انتي اللحين ادعي ادعي له والله بيكتب له الخير
المها : الله يحفظه ويطول بعمره يارب
سياف : اللهم امين الله يشفيه ويعافيه يارب
سمحوا للعيال يدخلون كان موجود سياف وسعود دخلوا على ابو سند وطلعوا كلهم من المستشفى بعد ما تطمنوا عليه رغم ان حاله ما يطمن ابد..
دخلت اميره والهنوف عند ابو سند ، كانت الهنوف ضعيفه جداً من منظر والدها تلقائياً انهارت بالبكاء ما كانت متوقعه ان ممكن ابوها بيضعف بيوم وتنهار كل قواه ، اميره ناظرت للهنوف بزعل : خلاص الهنوف لا تسوين كذا ترا يسمعتس انتي جالسه تضايقينه اللحين
الهنوف مسحت دموعها وهي ترجف بخوف : اهه يا يبه وشصار فيك
اميره مسحت على راس ابوها وهي تقبله وتثبت نبرة صوتها وتمنع حزنها من انه يبان من صوتها وكتمته في جوفها : يبه لا تشيل هم شي ترا كلنا بخير والهنوف بخير ، ناظرتها بغبنه ، تعالي شوفيه ابوي فتح عيونه
الهنوف جت بسرعه وهي تبكي وتقبل عيون ابوها مسحت على شعره بحزن وبأصابع مرتجفه : يبه تكفى لا تخلينا
اميره بعصبيه : ما راح يخلينا اطلعي الهنوف اطلعي ، اطلعي بسرعه!
طلعت الهنوف ودخل فيصل اللي وقف عند راس ابوه وهو يكتم عبرته في صدره : ما تشوف شر يابو سند عسى عمرك طويل يـ....
اميره ناظرت لفيصل اللي ما كمل جملته وجلس يبكي قامت وراحت له وهي تمنعه من اللي قاعد يسويه : فيصل خلاص من شوي الهنوف واللحين انت وقبلكم المها تراه صاحي صاحي ويحس فينا ويسمعنا وشفيكم انتم ! قووا قلوبكم شوي لا يصير فيه شي من وراكم
فيصل مسح دموعه بأطراف شماغه همس بصوت متحشرج : الله يشافيه ويعافيه انا طالع
اميره ناظرته بضيقه وطلعت بعد دقيقتين بالضبط!
قفل من خلفها باب العنايه ووقفت قبل تكمل خطوتها الاولى وهي تشوف سيف ومحمد اللي جايين من اخر الممر....
لثواني من الزمان كانت بحسبة الثواني عند الكل سواء اللي منتبه لهم ولا اللي غارق وسط همه الا هي كانت تعويض لحرمانها من سيف او تعويض لبضع ايام بحسبة الدهر بالنسبه لها ،
كانت حزينه بشكل ملحوظ على ابوها وأن كابرت وحاولت تظهر الجانب القوي منها ، لكن وجوده حولها اللحين كان امان بالنسبه لها ، تتمناه معاها في هالايام كان وجوده بيخفف عليها الشي الكثير ، لكن ما الله اراد...
وعلى النقيض شافته اليوم وما حرك فيها ساكن محمد محمد اللي خسرت زواجها عشانه لأول مره تشوفه بدون شعور بدون لهفه بدون شغف ، كل هالمشاعر راحت لـ سيف اخذها من محمد لكنه في قرارة نفسه يشوف انه اليوم ماله اي وجود في حياتها يمكن لأن جرحه ما زال طري !
امَا عنده هـو فكان مُرهق ومشتاق محمد اللي على يمينه أرهق يمينه واميره اللي قدامه أرهقته بعد ، تعب من شوقه وتعب من غيرته وتعب من صده ..
رجعت بخطواتها بجانب ام سند اللي ما فاتها من هالمشهد شي واحد ناظرت اميره لـ فهد اللي يسولف معاهم وكانت مركزه بـ سيف فقط متجاهله كل هالحوار سمعت فهد وهو يقول ان باقي على انتهاء وقت الزياره بس خمس دقايق!
دعت بداخلها ان الخمس دقايق تكون خمس ساعات ما تبيه يروح ما تبيه يختفي عن عيونها ابد ،
دخلوا العيال عند ابو سند سلموا عليه وحبوا راسه وسولفوا معاه شوي وبان عليهم الضيق من وجيههم ، ما توقعوا انه بهالحال ابد!
طلع وهو حزين وهالحزن كان معظمه على اميره اللي بتعيش وحيده لو صار بـ ابوها شي ،
تنهد بضيقه وهو يقول في نفسه " ليت ما صار اللي صار يا اميره كنت انا بكون لتس الاب والاخ والعايله واللي تبينه ما راح تحسين ان انتي بروحتس ابد "
راح سند ومعاه امه والهنوف وتوجهوا للبيت اما هي فكانت عند فهد وفيصل اللي واقفين حلفت انها ما تروح مع سند رغم محاولات فيصل لكن فهد منعه من انه يجبرها على شي ما تبيه وراحت امها واختها بدونها ،
سيف طلع من الغرفه وناظر فهد وهو يتحاشى ان محاجر عيونه تلتقي مع محاجرها : عسى الله يحفظه ويقومه بالسلامه ويخليه لنا جميع
فهد بضيق : اللهم امين والله يجزاك خير
محمد بعبره : يابعد عيني يا عمي جعلكم تبشرونا بسلامته قريب
فيصل بعبره : يارب الله يسمع منك يا محمد
سيف مسك يد فهد بمؤازرة : طالبك لا احتجتوا شي ولا بغيتوا شي لا يردكم شي ابوي ابوك وحنا اخوانك كلنا تراها في ذمتك
فهد ربت على يد سيف : ما تقصر يابو فيصل والله يبيض وجهك عز الله ان الطيب ماهو غريب عليك
سيف ناظره بـ هدوء مخلوط بـ لهفه : ابد حنا اهل وعمي ابو سند ماهو هين علينا ابد عسى الله يقومه بالسلامه ، فيصل وينه فيه ؟
فهد : فيصل مع الاهل بالبيت حطيناه هو وبنت سياف ما نبيهم يزعجون المرضى
سيف حس بغبنه كان مشتاق لفيصل يبي يجلس هنا أكثر من هنا بحجة انه بيشوف ولده ، كان يدري انها متلهفه لـ هالحوار يبيها تهدأ وترتاح لو من صوته ، يدري ان ما فاتها شي من هالحوار ابد حتى وهي بعيده عنهم : ماعليه يلا ياخوي اشوفك على خير
محمد : والله يحفظ الوالد ويطول بعمره
فهد : الله يجزاكم خير ودعناكم الله
أنت تقرأ
رواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد.
Aktuelle Literaturرواية ظل أسود للكاتبة أناهيـد. حساب الكاتبة على الانستقرام haai_74