عاشرًا

48 9 6
                                    

مذكراتي الصديقة
مالي لا أشعر بلذّة الحياة ؟
أهذا يعني أنني ميت ؟
سأخبركِ كيف كان هذا الشعور يغزوني
في كل مره أشعر بلذتها
-
كان ليونيل قد تحدث مع صديقه حول تعليمي
وخضعت لإختبار لتحديد مستواي
كان اختبارًا سيئًا
أو ربما سيئ لا تصف بشاعته حقًا
كان المعلم غريب الاطوار
حين رآني ، أخذ يتفحصني من اعلى رأسي
إلى أسفل قدماي
أخذني حينها إلى مكتبه وكان كبيرًا
وبه العديد من الطاولات تتوزع حول مكتب كبير
اتضح فيما بعد أنه يخصه حين جلس على الكرسي خلفه
بعد اعطائي ورقة تحمل الكثير من الاسئلة
دون أن ينظر إليّ قال وهو يفتح كتابًا
" لقد بسَّطت صياغة الاسئلة ، ليونيل أخبرني أنك لا تجيد القراءة "
التزمت الصمت ولم أجيب وحينها
سمعته يتمتم
"رائع عمل مضاعف الآن "
لم أفهم ما كان يعنيه وإن كنت أنا المقصود بعمله
ولذلك تجاهلت غرابته و أكملت إختباري
وكانت إجاباتي لا بأس بها .. أظن ذلك
كل الشكر لليونيل الذي حرص على تعليمي جيدًا
خرجت من مكتبه والقشعريرة تلازمني
وجدت ليونيل يحتسي شايًا و يتأمل الحديقة من نافذة قريبة
" هل انتهيت ؟ "
أشار إليّ لاقترب
أومأت بالإيجاب
" وكيف كانت تلك الورقة ؟ "
" جيدة ، أظن ذلك "
أشحت بنظري عنه رافضًا بقية أسئلته عن أدائي
اعتدت على طريقة ليونيل بالحديث
وكذلك عرفت أنه لا يشرح كلامه حين لا يُفهَم و لا يطيق ذلك
" ليونيل ، صديقك يصيبني بالشقعريرة كلما نظر إليّ "
استقام ووضع بعض المال على الطاولة ثمنًا للشاي
" لابأس لابأس فالقشعريرة (وليست الشقعريرة ) تجعلك تشعر أنك على قيد الحياة "
وكذلك ماعدت أنحرج حين اخطئ في نطق الكلمات
و حين يصحح لي ذلك
" بما أن اليوم هو يوم عطلتك ، لنذهب إلى السوق "
سبقني في خطواته واخبرني بذلك
" ولما ذلك ؟ هل تريد شيئًا هناك ؟ "
أنا أكره الأسواق والازدحام هناك
أتذكر ذكرياتٍ مريعة حين أرى تلك الساحة
" ليس حقًا ، فلنتجول فقط "
حاولت اللحاق به ولم أستطع لسرعته
-
تجولنا و اشترى ليونيل بعض الأكواب للشاي بينما اكتفيت بمرافقته
تحدثنا طيلة الطريق
أخبرني عن معلمي أكثر وأنه ليس بغريب الأطوار كما أرى
بل مجرد شخص يكره العمل و الأطفال
وكذلك أخبرني أنني سأتذمر كثيرًا حول الدراسة ولن يستمع لي حينها
والكثير من ذلك ولكن قوطعنا حين وصلنا الي المنزل
افترق كلانا لأشغاله
اختليت بنفسي في غرفتي
ومن النافذة ، راقبت السماء
كانت النجوم تزيّنها و كان القمر بدرًا
تأملت السماء الواسعة
مر شهاب
اخبرني سيباستيان ذات يوم
أنه حين يمر شهاب من أمام ناظريك
يجب عليك تمني أمنية لانها ستتحقق
ولذلك ، أغمضت عينيّ سريعًا و شبكت أصابعي ببعضها
تمتمت بأمنيتي
نظرت إلى الشهاب مره أخرى نظرة الوداع
ومن ثم خرجت من غرفتي لرؤيتهم
-
مذكراتي العزيزة
سأبقي امنيتي سرًا ربما اطلعكِ عليه يومًا ما
هل ستبقين برفقتي حتى ذلك اليوم ؟
آمُل ذلك ، اتعجب من كون كل هذه الامور
راسخة في ذهني ، متشبثه في ذاكرتي
لا تغادرني ابدًا
أرجو منكِ أن تكوني آمنة حتى لقاءٍ آخر

مذكّرات مَنفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن