Part 8

57 5 0
                                    


في الليل خلف الحديقة الملكية، التي لا يُسمح لأي شخص عادي بالدخول إليها، يختبئ ذلك الشخص الملثم، وفي يده يحمل سيفًا مرسومًا عليه علامة تنين. خرج من بين الأشجار عندما شعر بشخص يتقدم نحوه.

وقف أمام مستشار الملك وانحنى للتعبير عن احترامه لسيده، ثم همس بصوت منخفض كأنه يريد أن يسمعه الآخر.

"سيدي، لقد أُرسِلَ الرجال خلف ولي العهد، ولكنه فرَّ هاربًا. جميع محاولاتنا لإيجاده باءت بالفشل. ولكن هناك شخص يدَّعي أنه يستضيف ولي العهد دون أن يعرف هويته."

"أين ولي العهد الآن؟"

كان السؤال كأنه سؤال مخيف، حيث يعرف الجواب الذي سيُربك سيده. بلع ريقه بتوتر.

"لقد هرب مع فتاة. لم نعرف هوية الفتاة حتى الآن."

نظر مستشار الملك إليه بملامح الكبر ولحيته الطويلة وأفحمه على وجهه، ثم بصق على الأرض ومسح البصقة بقدمه. ثم حوَّل نظرته إلى الرجل المتواجد أمامه وضحك بصخب.

"إذاً، إن لم تجد مكان ولي العهد خلال يومين وتقدِّم لي برأسه في صحن الفضة، فسأعتبر رأسك بديلاً عن رأسه."

أخذ الشخص ينظر حوله، ثم استنشق الهواء بعد أن غادر مستشار الملك.

"لو كنت فقط أعرف لماذا تكره العائلة الملكية."
===============


"ألا تزعم أن حبيبي جويش الملاك قد خانكم وهو مطلوب من قبل قائدتكم؟"

همست هيدا بسخرية مستمرة ممزوجة بالانتقام وهي تجلس أمام مارك في المطعم، حيث منعها من المغادرة وهو يتأكد منها.

لم يُخبرها بالحقيقة، فقط قال مبتدئًا بالحديث:

"كفى من السُّخرية، فستتألمين إذا لم تُخبِريني بمكان ذلك الخائن."

صُوَت هيدا اضطجع طاولة المطعم بيدها بقوة، حتى أطلقت رجفةً في الطاولة.

"لا تتحدث هكذا عن جويش! فهو ليس مثلك يُشك في أي شخص ويحاول إلقاء التهم عليه."

ضحك مارك بغضب ثم قرّب وجهه منها، ونَطَقَ بغضب شديد:

"لا تُختِبري صبري يا فتاة، لدي مهامٌ أُفعلها بشكلٍ أفضل مما يتضمَّن التحدث معكِ، ولكنَّكِ ستأتين معي. لن أسمَح لكِ بالهرب. حبيبكِ الخائن سيرجع من أجلكِ، وهذه ورقةٌ رابحةٌ لأمساكه."

شعرت هيدا بالتوتر من قُرب مارك، فصفعته بقوة على جبينه، مما جعله يتحرك للوراء ويمسك جبينه المؤلِم.

عرش الحب و الصداقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن