الفصل السادس عشر

41 2 0
                                    

الأرض مدوره ولكن من يذهب لا يعود

لا تعلم كيف هو شعور التحليق في الهواء، تتخيل أنه شعور رائع ونتمني لو كنا فراشه أو حمامه تحلق هنا وهناك ،
لكنك لم تتخيل ابدا ما هو شعور الطائر الجريح في جناحه ،
في ريشه اللامع الذي أصبح باهتا لا يستطيع التحليق بعد الان،
طائر اكتشف جرح جناحه وهو في منتصف تحليقه بالجاذبيه على بعد أميال من الارض،
ليصطدم بكل ما أوتي من قوة في الهاويه ،
بعد أن كان محلقا بالسماء بين الألوان الزاهيه ،
  اصبح الان لا يري سوي الظلام...
 

كانت السماء صافيه على غير العاده في هذا الوقت من فصل الشتاء، معلقه عيناها على النجوم الظاهره بالسماء ، تائهه بعقلها لا تسمع من حولها
كانوا الاربعه جالسين معا بعد أن سافر موسي للبلده
ادهم يشير على ذراع الياس المربوط: مش خلاص بقا ولا ايه؟
ضحك الياس: وانت مالك ياعم
كانت ليلي نصف نائمه فهمست بتعب: وطوا صوتكوا شويه
ادهم بحنان: قومي ياليلو يلا نامي
ليلي بطفوله: لا انا قاعده شويه
وقف ادهم ياخذ يدها برفق: يلا يابابا عشان جسمك ميوجعكيش
: حاضر تصبحوا على خير
دلفت ليلي فنظر ادهم على زوجته الغارقه في أفكارها بالسماء
همس: غزل

لم تجب فضحك الياس: مش معانا.. خدها واطلعوا يلا انا شويه وهنام
هز ادهم رأسه يقف أمام غزل يهتف: غزل
تحركت تعتدل في جلستها تنظر له: نعم
مد كفه : يلا نطلع

وضعت كفها بكفه دون تحدث مشيره برأسها لالياس فابتسم لهم

دلفوا ليهتف ادهم: سرحانه في ايه كل دا
غزل بتعب : ولا حاجه

التقط كفها قبل أن تدلف الغرفه فالتفت تنظر له
ضغط على كفها بحب وهمس بحنان : فيكي ايه!

لا تعلم لما نبره صوته جعلت عيناها تمتلئ بالدموع، لما شعرت أنها الطفله النائمه في المشفي تبكي من الوجع الذي بجسدها

حرك كفه الاخر على وجنتها يهمس مره اخري بصوت ملئ بالأمان: في ايه بس

هبطت دمعه من أحدي عيناها فحرك كفه بسرعه يمسحها ثم اقترب بجسده منها لينظر باعينها

رفع كفها عند شفتاه واضعا قبله دافئه

نظرت داخل أعينه بحزن كادت أن تتحدث لكنها تحركت بسرعه هاربه تهمس بتعب: انا هدخل اخد شاور

ذهب خلفها حتي دلفت للحمام
ظل واقفا أمام الباب يراقب ما تفعل

كانت تريد أن تهرب لكنها لم تقوي على الصمود ،
جلست دون مقدمات بارضيه الحمام في الزاويه مستنده على الحائط تبكي تضم ارجعا لصدرها

اندفع بسرعه بلهفه جالسا على ركبتاه بجانبها اخذا جسدها يضمها بقوه لصدره

: بس بس انا جنبك.. بس انتي هنا معايا

أُريد سجنكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن