PART II

107 23 12
                                    

الفصل 2
سبب الأرق

ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
إمسحي قلوب البشر و إجعليها كالقمر .. لَيِّنِيها فهي قاسية كالصخر..
ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


Eleen POV

ممددة أحدق بسقف غرفتي، عيوني تكاد تنغلق فالنعاس هاجمني و بقوة..
لكن عقلي يعيد ذكريات مأساوية لي ..

ذكرى قبل 13 سنة تحديدا ..

تلك الذكرى تهلكني وتبعد النوم عن جفوني، تقيدني وتجعلني أغرق في الظلام الدامس أكثر فأكثر ..
عميقا جدا حيث لا نور ولا سرور، لا أحد يساعدني، فقط أنا وحيدة و اليأس يأكلني.. الندم والضعف ينهشان جسدي ..
الضعف، ضعفي كم كرهته ولا أزال أكرهه.. ضعفي الذي جعلني وحيدة..
فقط لو كنت قوية لإستطعت حمايته!
لكن على من أكذب؟ فحتى أقوى الأقوياء لن يستطيعوا فعل شيء أمام الأمر!


• • •

Flash back

تجري تلك الصغيرة أنا، ذات العشرة سنوات نحو والدها الذي دخل المنزل للتو بعدما كان في عمله..
ليجد صغيرته تجري نحوه، فتتغير ملامحه بسرعة من متعبة إلى أخرى تحمل حنانا و حبا لا يوصف..
يفتح يديه بإتساع يستقبل جسد أميرته التي إبتسمت وأطلقت العنان لأقدامها الصغيرة حالَما لمحت يداه وهي تُفرد في الهواء مستقبلة إياها.
عانقها بحب وهو يمسح على رأسها و شعرها الأملس القصير.. وهي كانت تدفن رأسها في تجويف رقبته مستشعرة دفأه..
أمان مابعده أمان داخل أحضانه وبين يديه..
حضنه دافئ لدرجة تجعلك تشعر برغبة ملحة بإغماض عينيك مستمتعا بهذه اللحظة و كأنها أول مرة، كأنما أول عناق مع والدك..

ولم أدري أنها ستكون آخر مرة!

. . .

دقائق قليلة و أبعدها عنه بإبتسامة بشوشة تحتل تقاسيم وجهه.. ليقول بحنية كبيرة
- مابها أميرتي؟
بنبرة طفولية قالت تلك الطفلة: أحبك أبي
ليشد على عناقها مجددا: وأنا أحبك صغيرتي الجميلة
تقفز بتذكر: يجب أن تتناول طعامك!
ليبتسم على حرصها عليه: وهل فعلتي أنتي؟
لتميل رأسها بظرافة: كنت أنتظرك!
ليقهقه عليها وعلى لطفها: حسنا صغيرتي، سأستحم وآتي لنتناوله معا!
تومئ له: حسنا أبي
لتذهب للمطبخ حتى تساعد مربيتها في إعداد المائدة
ويصعد هو الدرج بإنهاك من يومه المتعب ليدخل غرفته، فتقابله تلك الصورة التي كلما رآها يشعر بنفسه ينقسم لنصفين..

Revenge for lost memories   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن