" الفصل الثاني "

374 8 0
                                    

رواية " العائلة " .. " الجزء الثاني ".

الفصل الثاني.




يبدو أنّ الإنسان لا يتعافى أبداً..
يبدو أنّ التعافي أكذوبة لا تحدث في واقعنا غالباً ... كيف يتعافى الإنسان وَهوَ كُـل يوم تطارده أفكاره ! ... تذكره بخذلان صديقه تارة ، وَ رفضه منٌ قبل شخصه المفضل تارة أخري ... وَ تعالي أحلامه عليه ... كيف يتعافى بهَـذه البساطة ؟!.
أعتقد أنّ هَـذه الدار ليست دار معافاة ... أعتقد بأنٌ هَـذا الجحيم لنٌ ينتهي هُنا !.

خطت بتلك الكلمات بِـداخل دفتر مُذكراتها ... أغرقت دموعها الصفحة التي تكتب فيها تلك الكلمات كأنٌ دموعها تفهم معني تلك الكلمات المؤلمة ! ... تجلس في غُـرفتها أكثر الوقت لا تري أحد ... قلبها مُمزق وَ روحها أصبحت مظلمة منٌ كثرة الحُـزن ... مرَّ أربعة أيام وَ مَـازالت منعزلة علي نفسها في غُـرفتها وَلم تتحدث وَلم تخبر أحد بمّـا حدث معها وَ والدها يتركها حتيَ تكون مستعدة لتتحدث.
دقت الساعة السادسة مساءً ... نظرت إلي الساعة المعلقة بالحائط ثُم وضعت القلم في مُنتصف دفتر المذكرات وَ أغلقته..
قامت منٌ خلف مكتبها الصغير الموضوع بجانب الغُـرفة ثُم خرجت منٌ الغُـرفة نحو الأسفل لتري والدتها وَ الفتيات وَ تجلس بِـرفقتهم قليلاً.
وقفت في ساحة القصر تنظُر إلي أرجائه ببسمة حزينة ... وقعت عَينيها علي صورة جدها المعلقة علي الحائط ... إقتربت منٌ الصورة وَ وقفت تنظُر إليه بِحُـزن ... رَحلَ عَنهم وَعنٌ هَـذا القصر مُـنذُ خمس سنوات وَلكنٌ ذلك اليوم حيّ داخل عقلها كأنُـه حدث أمس !.
عِندَ باب القصر الكبير يقف " فارس " يتحدث بالهاتف وَ ينتظر مجيء " ياسين وَ حازم " إليه ليدخُل إلي القصر بِـرفقتهم.
أمام البوابة الخارجية للقصر وقفت سيارة وَ ترجل مِنها شاب ... تطلع إلي القصر بإبتسامة ساخرة ثُم تقدم نحو الداخل وَ نظرات عَينيه لا تبشر بالخير ! ... مرَّ منٌ أمام " فارس " وَ هوَ يقف يتحدث في هاتفه فَـ تتطلع لهُ بتعجُب فَـهوَ لم يرآه منٌ قبل !.
" داليدا " إستدارت لتتوجه نحو المطبخ لكنٌ توقفت قدميها بِـصدمة ... جف حلقها وَ سكنَّ الذعر وَ الخوف عَينيها ! ... هَـا هوَ جاء إليها ! ... قبضت بيديها علي ملابسها.

راجي تقدم نحوها بغضب حتيَ صار يقف أمامها وَ قبض علي ذراعها بقوة :: أنتِ مفكره إني مش هوصلك يا داليدا لمّـا تهربي مِني وِ تيجي هِنا ! ... يلا قُدامي عشان نرجع البيت.

داليدا ظلّت تحاول نزع قبضة يده منٌ فُوق ذراعها وَهيَ تتطلع إليه بخوف :: سبني يا راجي سبني أنا مش هرجع معاك سبني بقيَ.

راجي ضغط علي أسنانه بضيق :: يلاااا بقوولك عشان معملش تصرف مش هيعجبك يا داليدا ... يلاااا.

داليدا صرخت :: ماااااماااا ... إلحقييييني.

خرجت " غَزل " منٌ المطبخ ركضاً وَ منٌ خلفها البقية فَـنظرت إلي " راجي " الذي يقبض علي ذراع إبنتـها بصدمة وَ غضب :: راجي ! ... أنتَ ماسكها كدة ليه ؟! ... سيب دراعها حالاً.

رواية " العائــلة " الجــزء الثـاني .. بقلم الكاتبة " شروق محمود" 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن