" الفصل الثالث وَالعشرين "

207 8 0
                                    

رواية " العائلة ".

" الفصل الثالث وَالعشرين ".

مهما تداعينا قوة الشخصية إلا أننا نحتاج في أوقات كثيرة يد حنون تربت علينا ... نحتاج لـ حُضن دافيء يحتوينا حيثُ لا يوجد سوآه ... مَن مِـنا لم يشعر يوماً بدموع حارة تقف على أعتاب عَينيه تريد أن تنهمر على كتف حبيب أو صديق ؟! ... مَن مِـنا لم يشعر يوماً بغصة عالقة في صدره منٌ شدة الألم يريد حينها أنّ يصرُخ بأعلي صوت حتيَ يفجر هَـذا الكم منٌ الآه وَ الوجع العالق بهِ ؟! ... أحياناً تنزف دواخلنا ... عقولنا تنهار وَ قلوبنا تشهق وَلا أحد يدري بنا سوى خالقنا ... ليس معني ذلك أننا نتسم بالضعف ! .. كلا وَلكنٌ قوتنا أحياناً تحتاج لهَـذا الضعف ... الضعف الذي يِبكينا ليجعلنا نكف يوماً عنٌ السقوط.

        ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

بالخارج ... توقفَ ثلاث سيارات سوداء أمام القصر ... السيارة الأولي وَ الثانية ترجلوا مِنها ستة رجال ضخماء البنية وَ وقفوا حول السيارة الثالثة وَ شخص مِنهم فَتحَ باب السيارة ... ترجلَ منٌ داخلها رجل يرتدي حِـلّه رسمية بِـاللُـون الأسود ... تطلع إلي القصر بإبتسامة هادئة لكنها تحمل الكثير منٌ الخبث بينٌ ثناياها ! ... نظرَ إلي ساعة يده وَهوَ يبتسم ثُم تقدم نحو داخل القصر !.
إشتعلت الأجواء بالأغاني وَ بدأ الضيوف وَ الأصدقاء في المباركة لعرائس وَ عرسان الليلة ... ذلك الرجل دَخلَ منٌ الباب الرئيسي للقصر وَ أشار لرجاله ليقفوا في أماكنهم فَـ إنصاعوا لهُ علي الفور وَ دَخلَ إلي حفل الزفاف بمفرده وَ وَقفَ يتطلع إلي أفراد عائلة " المالكي " بإبتسامة ماكرة ... أوقفَ عيناه علي " فهد المالكي " الذي يقف برفقة زوجته يراقبون إبنتهـم " يقين " بِسعادة ثُم تقدم نحوه.
جال " فهد " بعينيه في الأرجاء فوقعت عَيناه علي الذي يأتي نحوه ... تطلع لهُ بصدمة كبيرة ! ... تطلع نحو " غيثٌ " الواقف أمامه يطالعه بهدوء وَ نظراتهم تتحدث في صمت !

غالية رأته نحوهم فَـ همست إلي زوجها بصوت خائف :: دَا قاسم موجود يا فهد !

فهد :: إهدي يا حبيبتي متخافيش.

غالية :: يارب إستر.

قاسم توقفَ أمامهم وَ وَضعَ يده أمام " فهد " الذي يطالعه بهدوء لكنٌ نظرات عَينيه غير هادئة أبداً :: مبروك جواز بنتك يا فهد.

نظرَ إلي يده الممدودة لهُ فَإبتسمَ لهُ ببرود :: مش هقولك كُـل مرة نفس الجملة يا قاسم ... لا يمكن أسلم أو أحط إيدي في إيد واحد حاول يأذيني في مراتي لدرجة إنُـه يقتلها.

سحب قاسم يده بإبتسامة باردة :: حقك برضو يا دكتور محدش يقدر يلومك طبعاً بس علفكره أنا جيت إنهارده بسبب دعوة غيثٌ إبن عمك ليا مجتش منٌ نفسي.

تطلع فهد إلي " غيثٌ " بدهشة فَـتطلع لهُ الآخر نظرة قوية يخبره بها بأنٌ يهدأ و يتحكم في غضبه :: شرفتنا يا قاسم ... حمزة شوف قاسم يشرب إيه عشان مش فاضي لهُ الحقيقة.

رواية " العائــلة " الجــزء الثـاني .. بقلم الكاتبة " شروق محمود" 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن