" الفصل الرابع وَالثلاثون "

131 7 4
                                    

رواية " العائلة ".

" الفصل الرابع وَالثلاثون ".



‏الحُب .. لا يعني أن تُضحي بصحتك النفسية منٌ أجل أحدهُم .. الحُب هوَ أنّ يُدرك الطرف الآخر كمّية حُبّك وتضحياتك ، وَ يتفهّم سوء أطباعك وَ يُحاول أنّ يجعلك تتجاوز الصِعاب ، وَيُطبطب علي قلبك ، وَ يسمع ثرثرتك بعد الواحدة فجراً .. الحُبّ أنّ تكون الأمور مُتبادلة .. لا أنّ تكون محصورة على طرف واحد فقط.

        •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً ... في الولايات المتحدة الأمريكية ... تجلس في غُـرفة المشفي تنتظره حتيَ يخرج منٌ المرحاض ... مُـنذُ دقائق جلبت لهُ الممرضة الملابس الخاصة بغُـرفة العمليات ليرتديها فَـهوَ سَيخضع للعملية بعد دقائق معدودة منٌ الآن ... لا تستطيع الجلوس لثواني منٌ شدة توترها وَ خوفها لكنها لا تظهر لهُ ذلك حتيَ يدخل إلي غُـرفة العمليات هاديء مطمئن ... فَتحَ باب المرحاض وَ خَرجَ فَإبتسمت لهُ فبادلها الإبتسامة ... جَلسَ علي طرف الفراش ثُم أشار لها بأن تأتي فَـ جلست إلي جوارها ... تطلع " يامن " إليها يبتسم لها إبتسامة مليئة بالحُب الصادق فَإبتسمت لهُ..

يامن إحتضنَّ يديها بينٌ يديه يقول :: شكراً يا حبيبتي.

جويرية :: علي إيه يا حبيبي ؟!

يامن :: علي وجودك جانبي يا جويرية ... أنا منٌ غيرك مكنتش هقدر علي الوضع إللي أنا فيه دَا ... أنتِ بجد مهونة عليا كتير أوي ... بعٌد مَـا كنُـت شايف كُـل حاجة صعبة بقيت بستسهلها لأنك جانبي وِ معايا.

جويرية أدمعت عَينيها تأثراً بحديثه فَـإحتضنته بقوة فَـ ضمها بذراعيه فَـ همست لهُ :: بحبك أوي أوي أوي واللّٰه وِ مش عايزة أي حاجة منٌ الدُنيا دي غيرك وِ غير إنك تكون مبسوط وِكويس يا يامن.

يامن إبتسمَ بسبب كلماتها ، نعم كلمات بسيطة لكنها كبيرة وَ قيّمة جداً بالنسبة لهُ وَ لقلبه العاشق لها :: أنا مش عايز منٌ الدنيا دي غيرك وِ كفاية عَندي أوي وجودك جانبي دَا كفاية يفرحني وِ يسعدني يا حبيبتي.

قطع لحظتهم سوياً طرقات علي باب الغُـرفة ثُم دخول الممرضين إليه فإبتعدت عَـنُه وَهيَ تبتسم لهُ ... إنتقل إلي الفراش المتحرك الذي جاءوا الممرضين بهِ حتيَ يأخذوه إلي غُـرفة العمليات..
خرجوا بهِ منٌ الغُـرفة وَهيَ تسير إلي جوار فراشه ممسكة بيده حتيَ وصلوا أمام غُـرفة العمليات فَتطلعت إليه تبتسم وَ دموعها تلمع في عَينيها..

جويرية :: إوعي تتأخر عليا !

يامن :: هرجعلك علطول.

طبعت قُبلة علي وجنتيه فَـقبلَّ كف يديها فَـإبتسمت لهُ وَ أخذوه الممرضين لداخل غُـرفة العمليات وَ أغلقَ الباب..
جلست علي المقعد تبكي ... كم تحتاج عائلتها الآن ... تشعر بالخوف الشديد ... أخبرها الطبيب بأنٌ تلك العملية دقيقة وَ حساسة للغاية فَـلذلك تخاف أنّ يصيبه شيء سيء فَـهيَ لنّ تتحمل رؤيته في حال سيء مرة ثانية ... مسحت دموعها وَ فتحت هاتفها وَ بدأت تقرأ آيات القرآن الكريم ليخرج لها سالماً..
بدأ يمر الوقت ... تنظُر إلي الساعة المعلقة علي الحائط منٌ كل وقت إلي آخر ... مرَّ ساعة ... تجلس قليلاً ثُم تقف علي قدميها تأخذ الممر ذهاباً وَ إياباً وَ القلق ينهش قلبها ... مرَّت نصف ساعة أخري ... وَ أخيراً خَرجَ الطبيب فَـتوقفت أمامه بلهفة..

رواية " العائــلة " الجــزء الثـاني .. بقلم الكاتبة " شروق محمود" 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن