" الفصل الخامس "

296 9 4
                                    

رواية " العائلة ".

" الفصل الخامس "

‏قدٌ لا تعود الأحوال برفقة الأيام بعٌد حادثة مَـا إلي مَـا كانت عليه منٌ قبل ... لكنٌ بِطبيعة الحال سَـتجد أنّ الحياة تستمر وَ عليك أنّ تتأقلم وَ تتعايش مع كُـل يوم جديد تفرضه عليك الحياة مهما كانٌ شكله وَحاله.

          ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

إنتقلت " داليدا " وَجلست فُوق فراشها وَ خلعت التيشيرت التي كانت ترتديه وَ جلست شقيقتها خلفها ... توقفت يد " لارا " قبل أنّ تلمس ظهر شقيقتها عِندما رأت الجروح التي بظهرها ! ... تطلعت إلي ظهرها بصدمة جعلتها كالصنم ! ... لتلك الدرجة ذلك الشخص آذي شقيقتها ! ... كيف تحملت العيش معه ؟! ... أغمضت عَينيها لتمنع دموعها منٌ الهبوط علي وجنتيها وَ بدأت في وضع المرهم فُوق العلامات أثر ضرب " راجي " الشديد لها ... وَ الأخُري تجلس ساكنة فقط دموعها تنهمر علي وجنتيها في صمت ... صمت قتل روحها مُـنذُ زمن بعيد ... الضربات التي تعرضت لها مِـنُه لم تـكُن علي جسدها فقط بلّ في قلبها وَ روحها أيضاً ... أثار الجروح لم تقتصر علي جسدها وَ حسب بلّ يوجد أثار أكبر وَ أقوي بِـداخل روحها ... فَـكيف ستشفي وَ ستتعافي منٌ تلك الندبات وَ الجروح ؟! ... كيف ؟!..
فُتحَ باب الغُـرفة فجأة فَـنظرت " لارا " نحو باب الغُـرفة بصدمة وَلم تري داليدا منٌ يقف فَـهيَ كانت تولي ظهرها للباب !

لارا :: ماما !

إلتفتت " داليدا " سريعاً وَظلّت تنظُر إلي أمهـا بنظرات صامتة ولم تنطق بشيء وَ إرتدت التيشيرت سريعاً ... تخطت " غَزل " صدمتها وَ أغلقت باب الغُـرفة حتيَ لا يري أحد مَـا رأته هيَ علي إبنتهـا ... جلست علي طرف الفراش أمام إبنتيهـا وَهيَ تركز أنظارها علي إبنتهـا الكبري.

غَزل :: داليدا ... داليدا إيه إللي أنا شوفته في ضهرك دَه ؟!

لارا :: أنتِ فاهمة غلط يا ماما..

قاطعت غَزل حديث إبنتهـا :: بس يا لارا بس متبرريش وَلا تخبي أي حاجة ... أنا شوفت ضهر أختك ... شوفت الجروح وِ العلامات بتاعتها ... " نظرت إلي داليدا وَالدموع محتبسة في عَينيها " ... هوَ .. هوَ للدرجاتي أذآكي يا داليدا ؟! ... للدرجاتي يا بنتي ؟!

داليدا إبتسمت إبتسامة تحمل الكثير منٌ الألم الذي لم ينتهي أبداً منٌ داخلها وَ نظرت إلي والدتها بنظرات ليس بها حياة :: هوَ مأذآنيش بس يا ماما ... راجي دمرني ... دمرني بمعني الكلمة مش كلام بقوله وِ خلاص ... مخلاش ليا ذكري واحدة حلوة حتيَ أفتكره بيها عشان هوَ عمل كل الوحش ... أنا مدمرة يا ماما ... مدمرة منٌ جوه وِ منٌ بره ... إتعذبت معاه أوي يا ماما.

أنهت حديثها وَ إنفجرت في وصلة بكاء عنيفة ... جذبتها " غَزل " إلي أحضانها وَ ضمتها بذراعيها بقوة وَ " لارا " تجلس تطالع شقيقتها وَ دموعها تنهمر علي وجنتيها منٌ أجلها وَخاصةً لأنها عاجزة عنٌ فعل شيء لشقيقتها فَـمنٌ الصعب رؤيتها في ذلك الحال المؤلم !
ظلّت " غَزل " محتضنة إبنتهـا حتيَ سكنت بينٌ ذراعيها ... أخرجتها منٌ بينٌ أحضانها وَ إحتضنت وجهها بيديها وَهيَ تتطلع لها بحنان..

رواية " العائــلة " الجــزء الثـاني .. بقلم الكاتبة " شروق محمود" 💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن