الفصل السادس والثلاثون

20.1K 1.2K 59
                                    

نفكر بعض يا قمرات كدة من البداية ، دوسي ع النجمة أسفل الشاشة وياريت تعليق تشاركوني ارأكم، الفصل جامد اصلا.
بلاش احباط  

الفصل السادس والثلاثون

في جنح الظلام وعلى أطراف أصابعه كان يتسلل بخفة، داخل المنطقة العشوائية القديمة، مستغلًا انطفاء معظم اعمدة الانارة بها نتيجة الإهمال، أو عمليات التخريب التي تحدث للمصابيج في كل معركة لمعتادي الإجرام من سكان هذه الأماكن وما يشبهها.
استمر بحرصه حتى اقترب من وجهته، بالقرب من المنزل الموصوف، والذي كانت أنوار نوافذه خير دليل على استيقاظ السكان بداخله، ولم يأت ميعاد نومهم بعد.
القى بنظرة سريعة على ساعته، والتي كانت لم تتعد الحادية عشر بعد، ليدفع ببعض الزفير من انفه وفمه، وقد ارتدت قدميه للخلف حتى وصل الى المنزل المهجور، والذي سقط معظمه فيما سبق؛ حتى اصبحت الجدران للنصف وأقل، تخفى خلف أحدهم، ليجلس منتظرًا مجيء من أتى من أجله مخصوص، بجلبابه الأسود وغطاء الوجه الذي التف حوله ولم يترك سوى عينيه، ليتساوى مع الظلام، فلا يلفت إليه الأنظار من أهل المنطقة، وإن حدث وراَه أحدهم، فسوف يظنه صاحب الحظ السئ شبحًا.

❈-❈-❈

انتهت الرقصة الرومانسية بين العروسين ليذهبًا إلى مقرهم الأساسي في الحفل وهو اعتلاء المنصة التي كانت مصممة بأناقة على هيئة تاج لتناسب الأمير وعروسه.
استغلت رؤى لتعدو بخطوات مسرعة نحو طاولة العائلة، لتبادرهم القول بتلهف:
- ماما يا ماما، شوفتي الفرح، شوفتي العرسان يا خالتى، دا كمان لو روحتوا معانا السيسشن، كان يجنن.
التوى ثغر الأخيرة لترمقها صامتة بسخط، وردت نرجس:
- شوفنا يا اختي، وشوفنا كمان تنطيطك ولا اكنك عيلة صغيرة ومش عاملة حساب حد، مش عروسة وعلى وش جواز.
رددت خلفها بعدم استيعاب، مشيرة بسبابتها نحوها:
- أنا على وش جواز يا ماما؟
- ايوة عروسة وعلى وش جواز، يعني ترسي كدة عشان لو شافك حد من الناس اللي هنا وحط عينه عليكي، ميقولش هبلة.
قالتها أمنية بتصنع الجدية، امام نظرات خطيبها والذي كان جالسًا يتابع بصمت مريب، ولكن الفضول دفعها لتردف بتساؤل:
- ثم إيه حكاية السيشن دي كمان اللي اتأخرتوا فيه، هو مش منظر طبيعي وخلاص، يتنيلوا يا خدوا فيه لقطتين الكاميرا!
تبسمت بشقاوة تحرك رأسها أمامها مغيظة لتقول:
- مش هقولك، هسيبك كدة تتفاجئي وانتي بتتفرجي عليهم دلوقتي ع الشاشة، واعرفي لوحدك .
ختمت بإخراج لسانها لتزيد بعدم اكتراثها:
- وهروح بقى اكمل رقص مع اصحابي، عشان لما يشوفني عريس زي ما بتقولي، ياخد ديلوا في سنانه ويجري.
قالتها وذهبت كما أتت لتعقب في اثرها أمنية بغيظ:
- ايه بت الهبلة دي؟ هي بتكلمني كدة ليه؟
عاد ابراهيم ليحدجها بثاقبتيه مرددًا بتحذير:
- سيبك منها يا أمنية واقفلي بوقك دا شوية، ولا انتي كان عندك غاية تروحي معاهم؟
نفت على الفور مرددة:
- لا لا لا طبعُا، انا كفاية اني جيت معاك، دي تسوى الدنيا بحالها .
صمت يطالعها رافعًا حاجبه بتشكيك، قبل أن يلتفت نحو والدته التي وقفت فجأة تقول على مضض:
- انا رايحة اسلم وابارك، مش ناقصة ابوك يعملها حكاية.
- وانا كمان رايحة معاكي
قالتها نرجس، ف اتجهت أمنية له سائلة:
- واحنا يا ابراهيم، هنروح معاهم ولا نروح لوحدنا؟
ضيق عينيه قليلًا بتفكير، قبل أن يجيبها:
- خليهم يسبقونا، واحنا نبقى نحصلهم.

 وبها، متيمٌ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن