الفصل الرابع والعشرون

22K 1K 65
                                    

قبل القراءة ياريت التصويت يا قمامير، ما هو مش معقول يعني هما نفسهم اللي بيصوتوا ما بيزدوش
ومتبخلوش بالتعليق، انا زي بانبسط بيها، بستفاد كمان منها.

الفصل الرابع والعشرون

خجل!
يا إلهي، هذه كلمة قليلة للغاية لتعبر عما تشعر به الاَن، ام هو استغراب في غير محله؟ أن توضع في هذا الموقف، بدون ترتيب أو تمهيد مسبق.
أم هو فرح قد اتى مباغتًا لها؟ بعد أن هيئت نفسها للاستغناء عن متع الحياة في كل شيء، والمضي قدمًا في طريقها في عمل دئوب للحفاظ على إرث والدها، والحفاظ على شقيقاتها، من اطماع النفوس السيئة من الغرباء والأقرباء أيضًا،
متخذة هيئة الرجال في الملابس، وأفعالهم، حتى لا يظنها أحد أنها ضعيفة لاستغلالها، طامسة أنوثتها ورقتها القديمة خلف واجهة لقوة تدعيها وخشونة تحرص عليها، كحرصها على عائلتها وأسرتها، إذن أين ذهب كل ذلك؟

لماذا هذه الهشاشة التي تشعر بها أمامه، كعصفور مبتل، امام نظراته الثاقبة التي تخترقها، ضعف لذيذ ومراهقة تتفاعل مع كل همسة منه، لقد كانت منذ مدة قريبة تتشاجر معه، وتناطحه الرأي بالرأي، اما الاَن ورغم حنقها بما تورطت به على غير ارادتها، الا أنها لا تنكر هذه السعادة التي تجتاحها، دفء نظرته المحبة لها، أذابت بقلبها الجليد، لقد أعاد إليها أنوثتها.

بجلسة أسرية بامتياز، وحالة من المرح والمزاح الذي لا يتوقف، وكأن الجميع يعرفون بعضهم البعض منذ زمن طويل، مجيدة تتصرف بأريحية مع مسعود الذي فهم عليها من أول وهلة، فكان تعامله معها بتسامح وقد أعجبه فعلها، وزبيدة وابنتها كاسرة ثانية بعد أنيسة ولينا التي كانت كالبدر لتجبر هذا العنيد على اختطاف النظرة نحوها كل دقيقة.
- حج ابو ليلة، البنت بنتي والولد هو كمان ابني.
- يعني اطلع منها.
قالها بمشاكسة اثارت الضحكات لتهتف نحو زبيدة بعتاب معترضة:
- شوفي يا ختي الراجل عايز يمسك عليا كلام مقلتوش.
ضحكت المرأة في الرد لها:
- بيناغشك يا ست مجيدة اصل شهد بنته هي كمان، ولا البشمهندس مجالكيش.
ردًا عليها تدخل حسن:
- لا طبعا قولتلها، دا عم ابو ليلة ده من قبل ما اشوفه وانا اسمع عنه، سمعته الممتازة في كار المعمار زي الطبل.
- ربنا يبارك فيك يا ولدي، وانت كمان، لولا سيرتك الطيبة، انا ما كنت وافجت كدة طوالي ابدًا، والله ولو كنت واد مين حتى، ما كنت هديك جواب، ولا أريحك غير بعد ما افصفص وادجج في تاريخك وتاريخ عيلتك من وراك كمان، ايوة امال ايه؟ دا أنا هديك جوهرتي الغالية، ولا يكون عندك اعتراض؟
- أنااا
صدرت منه وانتقلت عينيه نحو شهد، يجُهر بعشقه لها، بالفعل قبل القول:
- لو هي عندك جوهرة، ف أنا عندي الدنيا كلها، يعني حتى لو طلعت عيني، كنت هتحمل عشان خاطرها.
- أيوة بقى يا بشمهندس، هندس ومزجنا معاك.
بشقاوة وجرأة هتفت بها لينا لتزيد من خجل العروس التي تخضب وجهها بالحمرة رغم وجود المساحيق عليه، ليرتفع كفها على أعلى عينيها، بفعل غريزي انساها شخص المقاول داخلها، فعقبت أنيسة بمكر، ترافقًا مع ضحكات الجميع
- كسفتي البنت يا مصيبة.
تدخلت مجيدة بمغزى تقصده:
- معلش يا ست أنيسة، ما هي دورها جاي برضوا.
- يااااه، يدينا ويديكي طولة العمر يا طنت.
قالتها لينا بتفكه لتُثير التعليقات المستهجنة من المرأتين، وبعدم اكتراث منهما كانت تضحك وتناكف والدتها، غير عابئة بالنظرات المصوبة نحوها منه، وقد كان جالسًا بهيبته يتحدث بالطلب رغم فرحه بشقيقه، احترامًا لأهل المنزل الذي يدخله لأول مرة، قبل أن ينتبه فجأة مع الجميع على زغروطة غير متقنة على الإطلاق، أطلقتها رؤى بكوميدية.اثارت الضحك بصخب، فقد كانت خارجة من المطبخ تحمل فوق يديها صنية كبيرة من المشروبات الباردة لتضايف بها الحضور، وخلفها والدتها ابتسمت هي أيضًا تسايرهم، قبل أن تنضم بجوار ابنتها أمنية في جنب خاص، لا يعجبها ما يحدث وهذه الفرحة الطاغية، لأشخاص احتلوا مسكنها لينصبوا الفرح على حساب فرحتها هي.
- اعدلي وشك يا خيبة، متبقيش زي البومة كدة قدام الناس.
همست بها نرجس، وهي تلكزها بكوع ذراعها على خصرها المترهل، فكان ردها هو نظرة حارقة، لترد بالكز على أسنانها:
- أنا برضوا اللي بومة، ولا هي اللي ظالمة وقلبها اسود من الغيرة مني، اضحك ازاي ياما؟ وهي هتاخد كل حاجة حلوة بجوازة عنب، بشمهندس زي القمر وعيلة نضيفة طايرين بيها طير، وانا الغلبانة اللي رضيت بقليلي مع ابن خالتي، حتى مش هلاقي اللي يجهزني، بعد ما تغور وتسيبني.
جزعت نرجس وانسحبت الدماء من وجهها، ف ابنتها الغبية على وشك فضحها، ابتلعت لتهمس بالضغط على شفتيها بغيظ اختلط برجاءها:
- امسكي نفسك يا بت الهبلة هتفضحينا، أجلي كل حاجة بعدين، وشي بقى في الأرض منك.
اعتدلت أمنية بجلستها لتردف بغليلها:
- ماشي ياما هسكت واعمل نفسي بضحك كمان.
صمتت برهة لتهمهم داخلها
- كدة كدة الليلة مش هتكمل اساسًا، ابراهيم وعدني.

 وبها، متيمٌ أنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن