ما يكمن بداخلهم.

634 64 9
                                    

#أزهار_بلا_مأوى
                            #الفصل_التاني
                         "ما يكمن بداخلهم"
________________

ـ الولد فقد النطق لما عرف أنه لسه عايش!

ـ إيه! طفل حاول ينتـ ـ ـحر! وفقد النطق لما عِرف إنه لسه عايش!

هكذا هتفت "ليلى" متعجبة بِما وقع على مسامعها، كانت نظرات
"سلمى" لا تختلف عنها كثيرًا، كانت مديرة الدار مُتفهمه صدمتهم، ولكنها لم تمتلك وقتًا، نظرت لساعة يدها ثم عادت لهم من جديد وأردفت:

ـ ده اللي حصل، والمشكلة أن من يوم اللي حصل ده والولاد كلهم متوترين، كلهم بيسألوا إيه اللي حصل بشكل متكرر وبإلحاح شديد.

ـ هو الولد ده عنده قد إيه؟

كان هذا سؤال "ليلى" للسيدة، نظرت لها وأجابتها:

ـ 13 سنة.

أومأت لها ولم تعقب، لكن "سلمى" هي من سألتها قائلة:

ـ وقلتي إيه للولاد؟

هكذا سألت "سلمى" مُستفهمة، ولكن "سهام"  نظرت للأسفل وقالت بآسف:

ـ قلنا لهم أن "مالك" أتعوّر غصب عنه ووديناه المستشفى، بس...

ـ بس إيه؟

ـ الولاد الكبيرة اللي في سن "مالك" وخصوصًا صحابه مصدقوش.

عقدت "ليلى" حاجبيها بتعجب وسألت:

ـ ومصدقوش ليه؟ وأصلًا ليه قولتوا أنه أتعوّر، ما كنتوا قولتوا أنه كَلّ حاجة بايظة مثلًا!

جلست "سهام" مرة أخرى على المقعد المقابل لهم وأردفت موضحة:

ـ مكنش ينفع، "ياسين" صديق "مالك" هو اللي بلغ العنبر كله باللي حصل "لمالك" أصلًا! هو اللي لِحقّ "مالك" ولولاه كان زمانه....

تنهدت بِثُقل وهي تطأطأ رأسها للأسفل، فزعت "ليلى" مما سمعته، هل عملية الأنتـ ـحار هذا حدثت أمام جميع الأطفال! أطفال في بداية حياتهم يكتشفون بمفردهم أنه يوجد أناس يريدون أن ينهوا حياتهم بتلك البساطة؟ ولكن مهلًا.. الكارثة الأكبر هو الضحيّة المسكينة، ذلك الطفل الذي كان يريد أن يقضي على حياته قبل أن تبدأ بعد! خرجت " ليلى " من مستنقع أفكارها السوداء على صوت " سلمى" وهي تهتف قائلة بعملية:

ـ يبقى دلوقت أحنا لازم نقعد مع كل طفل ونفهم منه بطريقة غير مباشرة اللي بيدور في دماغه، عشان الموضوع ده ميتكررش تاني.

أيدّتها " ليلى" ثم أضافت قائلة:

ـ ولازم نعملهم دورة جماعية عن حب الذات والنفس، وكمان لازم نفهمهم أن اللي حصل لصاحبهم ده كان شيء غلط، عشان محدش فيهم يقلده مثلًا!

نهضت السيدة ثم هتفت قائلة:

ـ بس خدوا بالكم أن الولاد الكبيرة اللي زي "ياسين" هيتعبوكم شوية، وخصوصًا "ياسين" أنتوا هتيجوا معايا دلوقت تتعرفوا على الأطفال، ولازم تكونوا مستعدين لأي سؤال أو أي رد فعل منهم.

أزهار بلا مأوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن