الولد مُدمن

472 50 2
                                    

"الولد مُدمن! "
                            
الفصل الرابع"أزهار بلا مأوى"

- عشان الدار اللي كان فيها؛ كانوا بيتاجروا بالأطفال بطرُق مختلفة.

ـ نعم؟؟ يعني إيه؟

هتفا بها  الاثنتين غير مُصدقات ما سمعا للتو، ولكن السيدة استرسلت حديثها متجاهلةً تمامًا صدمتهما قائلة:

ـ كانوا بيتجاروا بالأطفال بأكتر من شكل، يعني مثلًا طفل ياخدوا منه أعضاءه، طفل يخلوه يشتغل في حاجات مش تمام، وكانت الأُسر اللي بتتبنى منهم الأطفال بتستخدم الأطفال دي لحاجات غير آدمية.

ـ زي إيه؟!

سألت "سلمى" باهتمام بالغ، نكست السيدة "سهام" رأسها للأسفل وأجابتهم بأسى وحزنٍ دفين:

ـ الدارك ويب مثلًا!

تنهدت بعمقٍ كأن حزن العالم يجلس فوق صدرها ويعيق تنفسها، استرسلت القول بينما كانتًا صامتتين غير قادرتين على استيعاب كل هذا:

ـ كان فيه منهم أُسر بتاخد الأطفال دي وتعرضهم على الدارك ويب لأي غرض، الحاجات دي عرفناها مؤخرًا طبعًا، وللأسف لحد دلوقتي منعرفش كان الأطفال دي بتتعرض لإيه بالظبط بعد ما بيترفع صورهم ومقاطع فيديوهات ليهم على المواقع دي! لإن خبايا الدارك ويب محدش يعرفها، بس الفكرة هي إن حالة "ياسين" كانت مختلفة شوية.

صمتت ثم رفعت رأسها لهم وواصلت:

ـ يوم ما الشرطة جالها أذن بالهجوم على الدار؛ وقتها عثروا على قبو قديم جدًا في بدروم الدار، ولما هجموا على القبو ده لقوا فيه "ياسين" وهو متخدر وأمعائه مفتوحة وجمبه دكتور ماسك في إيده عضو منه! كان... كان استخلص منه الكُلية!

عجزوا بالمعنى الحرفي عن الرد، عقلهم المحدود لا يستوعب أن ما تحكيه حدث لطفل هم يتعاملون معه بالفعل! طفل لا يتعدى الاثنى عشر عام! ومر بكل تلك القسوة، ولا ننسى أن ما روته عليهم "سهام" ما هو إلا جزء صغير ظاهر من الحقيقة فقط! إذن كيف تكون الحقيقة كاملة إذن؟ دارك ويب! فماذا يستعملون هؤلاء الأطفال في موقع بـ ـشع مثل ذلك؟ المئات من الحلقات المفقودة والتي لم تكن غير مع "ياسين" فقط، ذلك الطفل الذي قابل كل تلك القسوة بمفرده! هل هي قالت أنه يخاف من البشر ويفتقد الأمان؟ هل من المفترض أن بعد كل ما مر بهِ يعطي الأمان لمخلوق على وجهة الأرض؟ بالتأكيد إذا فعل ذلك فسيكون مختل عقليًا بكل تأكيد!

انتهى ذلك الأجتماع بوضع أهداف جديدة تخص الأطفال، وكانت خطط الفتاتين تغيّرت كليًا، فكل منهم سوف يستخدم اسلوب مختلف مع الأطفال، ولكن "ليلى" فكانت وضعت "ياسين" هدف صريح لها؛ فمُهمتها منذ اليوم هو معرفة الحلقات المجهولة في حكاية ذلك الطفل؛ فهي ربطت بين ما حدث له وبين رفضه التام لانضمامه لأسرة، بالتأكيد يوجد حلقة مفقودة وهي من ستقوم بالعثور عليها!

أزهار بلا مأوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن