الفصل_ الثالث_ عشر
أزهار_بلا_مأوى- "ياسين" أنا هبدأ أجهز ورقك، أنا عايزاك تعيش معايا.
لم يتوقع الولد ما قالته، أنكمش على حاله بعدما كان مُنطلق، وبملامح فازعة سألها:
- ليه عايزة تعملي كده؟ هتزهقي مِني وأنا بحبك.
ترقرقت عينيها بالدموع، رفعت كف يدها ومررته على وجهه وهي تقول له بحُزنٍ وغصة مريرة:
- عشان أنا محتاجاك أكتر من العالم كله يا "ياسين"
تأثر الطفل بدموعها، زحفت دموعه هو الأخر لوجنتيه، رفع أنامله وكفكف لها دموعها وهو يقول لها:
- خلاص أنا هكون معاكِ، بس أوعديني تفضلي جمبي طول العمر.
فتحت له ذراعيها وهي تأخذه بعيدًا عن أعيون الجميع، وكأنها تحميه من البشر والعالم، هُنا فقط وأقسمت أنها على أستعداد أن تُحارب العالم جميعه لأجل أن يكون "ياسين" هو مؤنس حياتها الباقية، وبسعادة ورضا انتهى اليوم على جميع أبطالنا ولا يدرون ما تُخفيه عنهم وحاشة الأيام.
انتهى اليوم بسعادة جميع الأطفال، كانت السعادة تزور قلوبهم بعدما هاجرتهم لسنواتٍ كثيرة، وصلوا الفتيات الأطفال للدار وودعوهم وأنصرف كل منهم إلى منزله، كانت أول من وصلت لمنزلها هي "ليلى" وفور دخولها لمنزلها أتجهت إلى الغرفة الفارغة التي في منزلها الصغير؛ تلك الغرفة التي كانت مُعدة للأطفال ولكنها أنقلبت لمكتبٍ بفضل زوجها العزيز! وبكل هِمة ونشاط كانت تأخذ ذلك تضعه خارج الغرفة وتنقل ذاك من مكانه، ساعات مرت عليها حتى فُرغت الغرفة من كل الأشياء التي لا تمد لهاوية الغرفة؛ ونقلت الأشياء الأخرى في غرفة أخرى كانت مُغلقة لأنها كانت تُعد لهم غرفة المهملات أو "غرفة الكراكيب" كما يزعمونها الجميع، بعد تعب وإنهاك شديد رمت بجسدها على الأريكة بتعب شديد، والغريب أنها لم تجلس لكي تستريح؛ بل لكي تواصل ما تفعله! وكأن كل ذلك التعب هي لا تشعر بهِ لأنه مُحبب على قلبها، فتحت الحاسوب الخاص بها وبدأت عملية البحث على أثاث لغُرف أطفال حديث، كانت تنتقل بين الصحفات بسعادة شديدة، تريد أن تختار له أفضل شيء في الكون، كان كلما يعجبها شيء تقوم بطلبه، كان قلبه يتحرك بعنف في مضجعه؛ لا تعلم هل هذا بسبب زيادة هرمون .....في جسدها أم لأنها من داخلها تخاف وترتعد من فكرة الرفض؟ وهُنا وكانت تتوقف عن ما تفعله، أنكمشت على حالها وعقلها ظل يدور بها، سندت بكفيها أسفل ذقنها وهي تفكر في الأمر؛ ماذا إذت رفض زوجها؟ ولكنها لم تفكر كثيرًا؛ هو لحظات وكان معها الحل الأمثل، سحبت هاتفها مُقرره الأنتهاء من ذلك الصراع الداخلي الذي نشب نتيجة مخاوفها، بحثت على رقم زوجها وقامت بالأتصال بهِ وللعجب أنه أستجاب لها :
- أيوا يا حببتي .
وبأنفاس تتسارع قالت له:
- عايزاك ضروري يا "عامر" هتيجي أمتى؟
أنت تقرأ
أزهار بلا مأوى
Mystery / Thrillerجميعنا نُخطط لمستقبلنا ولا نلتفت بما حدث لنا في الماضي، ولا نعلم أن يوجد براعم صغيرة حُبست بين طيات الماضي، وتشوهت روحها بسبب ما حدث لهم في السابق! نحن قادرين على تجاوز كل شيء سيء حدث لنا في الماضي لكي نواصل حياتنا؛ ولكن هم حياتهم بأكملها توقفت عند...