عائلة مع إيقاف التنفيذ

408 45 1
                                    

ـ مامت "سمير" في مكتبي ونفسها تشوفه يا "ليلى"

ـ نعم؟؟ هي عايشة؟؟ قصدي هي موجودة أصلًا؟!

هكذا تسائلت "ليلى" بتعجب من مما سمعته، رمشت السيدة بأهدابها وهي تتنفس بثُقل وكأن العالم تآمر عليها اليوم من كل إتجاه وقالت لها:

ـ أيوا يا "ليلى" موجودة، ومش وقت استفسار دلوقت خالص، أنا خايفة من رد فعل "سمير" لأنه بقاله سنين مشفهاش، أرجوكِ قوليلي على حل أنقذ بيه الموقف أنا دماغي مشلو...

ـ صباح الخير يا مَس "سهام".

قطمت كلماتها وهي تستدير خلفها على صوت " سلمى"، تبدلت النظر بينها وبين الصبي الذي كان يقف بجوار صديقتها صامت ووجهه شاحب، وهي أيضًا شُحب وجهها وهي تتبادل النظر بينها وبين "سلمى" لا تعلم ماذا تفعل، هل ترفض تلك المقابلة وتكسر قلب تلك المسكينة اللتي قلبها يتآكل من كثرة أشتياقها لصغيرها؟ أم تجعل الصبي يواجهها ويتحمل جميع النتائج؟

ـ "سمير" ممكن أقولك حاجة؟

هكذا حسمت قرارها، تقدم منها الطفل تحت نظرات السيدة "سهام" كانت السيدة  تسألها بعينيها ماذا ستفعل، أعطتها الأخرى نظرة مُطمئنة ثم كست على ركبتيها لكي تصل لقامة الطفل وقالت له بلطف:

ـ أنت عامل إيه؟ كويس؟

ـ آه.

ابتسمت له ثم ربتت على خصلاته برفق وهي تواصل:

ـ طب في حد عايز يقابلك يا "سمير".

قطب جبينه بتعجب وهو يسألها:

ـ مين ده؟

نظرت للسيدة" سهام"ثم "لسلمى" التي كانت تتابع الموقف بجهلٍ ثم قالت:

ـ هخليها مفاجأة، بس لازم أعرف أنت جاهز ومستعد لأي مواجهة ولا حاسس نفسك تعبان؟

لوهلة شعر الطفل أن يوجد خطبًا ما، وبتردد أومأ لها وهو يقول:

ـ جااهز آه.

وهكذا صرح لها أنه مستعد، داعبت خصلاته وهي تنهض من مكانها وتستقيم في وقفتها، مدت كف يدها له وتحت نظراتهم أخذته وترجلت معه نحو غرفة مكتب السيدة "سهام" ساروا سويًا طُرقة قصيرة حتى وقفوا عِند عتبة المكتب، ضغطت "ليلى" على كفه وهي تنظر له وتقول:

ـ خليك هنا ثواني.

وتحت نظراته المُتسائلة ترجلت هي أولًا ثم غلقت الباب خلفها لكي تحجب عنه رؤية من في الداخل، كانت سيدة هزيلة الجسد تجلس على المقعد الأمامي للمكتب، فور دخول "ليلى" نظرت لها السيدة جيدًا وظهر شحوب وجهها چليًا عليها، كان وجهها نحيف وعظام وجهها بارزًا من تقاسيمها، حتى مقلتيها بُرزت محجريهم بسبب نحافة وجهها، وكانت خصلاتها مُغطاة بطرحة متهالكة سوداء، وهي ذاتها كانت تتشح بعباءة سوداء متهالكة، بعدما تفحصتها 'ليلى" جيدًا وهي تتقدم منها، ووقفت أمامها وقبل أن تستفسر السيدة عن شيء كانت "ليلى" تقول لها بحذمٍ واضح:

أزهار بلا مأوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن